التقى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى اليوم الجالية المصرية بإثيوبيا، على هامش مشاركته فى أعمال قمة الاتحاد الأفريقى. ودعا الرئيس الجميع لأن ينظر إلى الأمام لتحقيق الأهداف التى تنهض بمصر، مؤكدا أنه إذا نهضت مصر شعبا ودولة فستنهض منطقة الشرق الأوسط كلها، فلا يمكن أن تتحقق نهضة بالمنطقة العربية والأفريقية بدون نهضة مصر. وقال: "نتمنى أن تستقر مصر أمنيا ونفسيا وجغرافيا واقتصاديا، وقبل كل ذلك الاستقرار السياسى لأنه الأهم لأن يعود الدور القوى لمصر فى المنطقة". ودعا الشعب المصرى إلى عدم النظر إلى الماضى، وحصر التفكير فى نطاقه فقط لأن ذلك يعيدنا إلى الوراء"، مطالبا بأخذ العبرة من الماضى لعدم تكرار الأخطاء. وقال: "جميعنا يحب مصر ويتمنى لها الخير، ولكن هناك اختلاف فى وجهات النظر حول كيفية تحقيق الخير لمصر" ، مشددا فى الوقت ذاته على أنه لا يجب أن تؤدى تلك الخلافات فى وجهات النظر إلى التوقف عن العمل أو التردد فى اتخاذ القرار، لأن الفرصة لا تستمر طويلا ويجب استغلالها سريعا لأن فرص الدول والشعوب لا تتكرر إلا على فترات طويلة وقد لا تتكرر. وأضاف " فى الماضى أهدرت موارد مصر وضاعت منها فرص كثيرة لكن لا يجب أن نظل أسرى الماضى، ونبكى على الفرص الضائعة بل لابد من استغلال الفرص لأن مصر مازال لديها القوة والموارد التى تحقق لها التقدم السريع لو أحسنا استغلال الفرصة لأنه ليس لدينا رفاهية التفكير طويلا. وقال رئيس الجمهورية محمد مرسى إنه بسبب رغبته فى تحقيق الاستقرار وعدم توقف العمل فإنه يتأنى من مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، داعيا إلى عدم حصر الطاقات فى المظاهرات وتوجيه هذه الطاقات للعمل وتحقيق الأهداف. وأشار فى الوقت ذاته إلى أن هذا لا يعنى أنه ضد التظاهر، لأن حق التظاهر السلمى موجود وعلى جميع سلطات الدولة حمايته، ولكن كل ما يطلبه أن يكون هناك عمل بجانب المظاهرات حتى لا تتوقف مسيرة التنمية. وقال مرسى إن الديمقراطية تعنى إنه فى حالة موافقة الأغلبية على القرار فإنها تلزم الجميع، موضحا "أن الشورى فى الإسلام وجدت لحسم الخلاف ومن ثم فبعد التشاور حول قرار واتخاذه فليس من المنطقى أن نختلف". وأضاف إن العالم لا يرحم الضعفاء، فعالم اليوم هو عالم القوة ولا يعنى بذلك القوة العسكرية، وإنما القوة الاقتصادية والإنتاجية والاجتماعية، ونحن مازال رصيدنا حتى الآن مع دول العالم يسمح لنا بالنهوض والتقدم سريعا بينما لو حصرنا أنفسنا فى الخلاف والتردد فهذا الرصيد سيضيع ولن يعوض مرة أخرى. وردا على سؤال حول موقف مصر مما يحدث فى سوريا قال إن هناك موقفا موحدا، مما يحدث فى سوريا بالاتفاق مع الجامعة العربية، وإننا لم نصل إلى ما نريده وما يريده الشعب السورى، مشيرا إلى أن النظام السورى نظام صعب ويستخدم السلاح فى قمع المواطنين السوريين، وهذا ما نرفضه وما نؤكد عليه مرارا وتكرارا. وأوضح أنه أكد خلال لقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز خلال زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية، على التضامن المصرى مع الشعب السورى على الرغم من عدم الإعلان عن ذلك، كما كانت قضية الشعب السورى وما يتعرض له محورا للحديث خلال مباحثاته أمس مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على هامش القمة الأفريقية فى أديس أبابا. وقال رئيس الجمهورية محمد مرسى إننا نشعر بمأساة الشعب السورى أكثر من أى وقت مضى ومن أى شعب آخر ونأخذ فى هذا الإطار خطوات تصاعدية بما تسمح به الظروف لمساعدة الشعب السورى. وردا على سؤال حول الاهتمام بالعلاقات مع إثيوبيا دعما للعلاقات مع أفريقيا بشكل عام، قال مرسى "نحن فى حاجة إلى أفريقيا، كما أن أفريقيا فى حاجة إلى مصر، ولا يمكن أن ننهض بدون التعاون مع أفريقيا، كما أن أفريقيا لا يمكن أن تنهض بدون مصر". وأشار إلى أن علاقاتنا مع أثيوبيا قد تكون أفضل مما كانت، وسيكون هناك المزيد من التعاون فى المجال التجارى والمجالات الأخرى، موضحا أن التعاون التجارى بين البلدين مازال دون المستوى. وردا على سؤال حول دور الأزهر الشريف والدور الكنسى فى دعم التعاون مع إثيوبيا، قال لدينا توجه بالاهتمام بدور الأزهر والدور الكنسى، وأيضا دور الحكومة والدور الشعبى فى دعم كافة أوجه التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.