نواجه أزمة كبيرة فى فهم العديد مما يحيط بنا من أحداث تختلط فيها الأوراق فلا نكاد نستطيع التمييز بين الحقيقة والوهم تسبب فى ذلك مشاكل كثيرة نعانى منها كالإفلاس الفكرى والجهل الذى لا نلتفت لانتشاره إلا بالكلام دون فعل وندرة الإعلاميين وقادة الرأى الذين يوظفون شعبيتهم وقدراتهم بصدق للصالح العام بالإضافة إلى حالة الاستقطاب والتطرف الفكرى، وابتعادنا عن الوسطية فى الفكر والعمل بمبدأ (أنا وأنت) بدلا من ( يا أنا يا أنت ) وهو مبدأ أعجبنى طرحه بشدة من المفكر د. وسيم السيسى على الفضائية المصرية. والحقيقة أن كل ما سبق عندما يحدث فى بلد تمارس السياسة للمرة الأولى فى تاريخها فهو أمر ليس بالغريب بل إن منجزات التحول السياسى فى عام ونصف تعد جيدة بما أنها الممارسة الأولى وفى انتظار تحولات أوسع خاصة بعد أن ظهرت فكرة الأحزاب الجديدة التى يتوقع لها قدر كبير من الشعبية كحزب ( الدستور) للبرادعى و(مصر القوية) لأبو الفتوح وحزب (مصر للجميع) للفريق أحمد شفيق والحزب الذى يعتزم إنشاءه الأستاذ رجائى عطية وغيرهم. لكن المشكلة الحقيقية التى لا يمكن السكوت عليها ويجب أن نسعى جميعا لحلها فهى الفهم الحقيقى للدين وأنا هنا لا أعنى الدين الإسلامى فحسب بل المسيحى واليهودى أيضا وبالتأكيد لن أكرر خطأ الكثيرين وأقوم بوضع تعريفات أو حتى نقلها لأننى ببساطة واحد من قليلى العلم والحقيقة أننى أجدنى واحدا من المحتاجين للعلم يشرحه لنا أهل العلم فمثلا: يسئ الكثيرون فهم الحديث الشريف (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهو أضعف الإيمان) وهنا أدعو كل علماء الدين الإسلامى وعلى رأسهم علماء الأزهر الأجلاء أو دار الإفتاء ( فى بيان رسمى) لأن يجيبونا وبسرعة عن الأسئلة التالية: 1- ماهى مناسبة هذا الحديث وأين قيل وما هى درجة قوته؟ 2- ما هو معنى المنكر الذى قصده الرسول الكريم؟ 3- لمن وجه الرسول الحديث إلى كل فرد أم إلى قادة المجتمع أم من؟ 4- كيف يتم تغيير المنكر باليد؟ وكيف يتم باللسان؟ 5- من الذى يمكنه تغيير هذا المنكر؟ اعذروا جهلى وجهل الكثيرين مثلى بهذه المعلومات لكننى أرى أن ما يحدث من أحداث حولنا مثل ضحية السويس الذى أعلنت جهة أطلقت على نفسها اسم هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مسئوليتها عن مقتله وحتى لو كان الأمر محاولة من أمن الدولة لتشويه صورة الإخوان كما يراها البعض فالنتيجة أن الكارثة حدثت وتم تصدير هذا الحديث الشريف فلماذا لم نجد أى بيان رسمى لمشيخة الأزهر أو دار الإفتاء ليس للإدانة السياسية فحسب بل للتأكيد على أن الله لم يخلق البشر ليحاسبوا أنفسهم بل خلقهم ليصيبوا ويخطئوا والحساب حق لم يمنحه لأحد سواه وتنحصر مهمة السلطات القضائية ومن يتبعها فى عقاب من يخطئ فى حق الآخرين ومن يخرق الدستور والقانون لكن أى شئ فى علاقة الإنسان بربه ليس لأحد الحق فى الثواب والعقاب إلا الخالق عز وجل دون سواه!. إن المسلمين فى أمس الحاجة لمن يشرح لهم حقيقة الدين لكيلا يكون تفسير المتعصبين هو الذى يطفو على السطح بل إن إخوتنا المسيحيين شركاؤنا فى الوطن من حقهم أيضا معرفة حقيقة الدين الذى يحكم الدولة الآن ويطاله الكثير من المشاكل نتيجة سوء فهم أغلب معتنقيه والكثير منهم ربما يفهم حقيقة الدين الإسلامى وسماحته رغم اختلاف العقائد! وإذا عدنا للمشهد السياسى نجد رفضا شديدا من الليبراليين لتيار الإسلام السياسى بما يضمه من فصيل ممارس للسياسة منذ ثمانين عاما وصل بعدها إلى سدة الحكم يشاركه الفكرة مع اختلاف المنهج تيارات أخرى سلفية وصوفية وربما شيعية فى مرحلة قادمة والسؤال إذا كان الليبراليون رغم أفكارهم التى أقنعت الكثير من المثقفين لكنها لم تصنع لهم قاعدة شعبية إلا من خلال من يرفض سلوكيات أصحاب التيار الأكثر استحواذا على مفردات المشهد وهنا فالسؤال الأخير سيكون لكل ليبرالى وكل إنسان محايد غير منتم لأى تيار إسلامى أو غيره: لماذا لا تعيدوا قراءه آيات القرآن والأحاديث الشريفة التى يتم تفسيرها من وجهة نظر واحدة ثم تطرحون ما قرأتموه على جمهوركم بلغة مبسطة مستنيرة واضحة ربما ظهرت شعبية لهذه الفكرة وربما وصلنا لحل وسط وربما اقتنع المواطن البسيط غير المنتمى إلا لتراب الوطن بأنه يمكنه أن يجد من يقرأ القرآن غير الإخوان والسلفيين فيفكر دون عاطفة دينية مجرد فكرة تمثل نداء أخير للأزهر لكيلا يغيب عن أى موقف لأن عواقب غيابه وخيمة والليبراليين ليقوموا بدور تنويرى لم يقوموا به من قبل!!!