أصدرت وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية سلسلة "مراصد"، وهى سلسلة كراسات علمية محكمة تعنى برصد أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة، لا سيما فى الاجتماع الدينى العربى والإسلامى. أسس "مراصد" حسام تمام رحمه الله، الباحث المتخصص فى الشأن الإسلامى بصفة عامة، وتاريخ الحركات السياسية الإسلامية بصفة خاصة. وقدم حسام تمام فى العدد الأول من "مراصد"، فى نوفمبر 2010، دراسة عنوانها "تسلف الإخوان: تآكل الأطروحة الإخوانية وصعود السلفية فى جماعة الإخوان المسلمين"، رصد فيها مسألة التحولات التى عرفتها جماعة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الاجتماعية الإسلامية، مبينًا أن الإرباك الذى ظهر فى مواقف الإخوان هو نتاج نمو توجهات سلفية كامنة فى جسم الجماعة تخرج بها عن نطاق الحركة الجامعة ذات الرؤية التوفيقية التى عرفت بها فى مرحلة التأسيس نحو حالة من "التسلف" أو التحول إلى السلفية. وكشف العدد الثانى من سلسلة "مراصد" عن التجربة الفريدة لتحول اليسار إلى الإسلام السياسى، فى دراسة بعنوان "اليسار المتحول للإسلام: قراءة فى حالة الكتيبة الطلابية لحركة فتح"، لنيكولا دوت بويار، الباحث السياسى والحاصل على الدكتوراه فى العلوم السياسية فى مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية فى باريس، والجامعة اللبنانية فى بيروت. وتنقسم الدراسة إلى عدة محاور رئيسية، منها نقاط التقارب الانتقائية بين الإسلام والعالمثالثية، ونشأة الحركة الماوية الفلسطينية-اللبنانية فى فتح، وقصة الكتيبة الطلابية لحركة فتح، والنتائج التى يمكن استخلاصها منها، بالإضافة إلى عرض حوار مع منير شفيق وسعود المولى، شخصين من الكتيبة الطلابية. ويضم العدد الثالث دراسة بعنوان "تيار الاستشراق الجديد والإسلام، من الشرق الشيوعى إلى الشرق الإسلامى"، للدكتور أوليفييه مووس، أستاذ التاريخ المعاصر فى جامعة فرايبورغ فى سويسرا ومدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية فى باريس. قام بترجمة الدراسة عومرية سلطانى، مترجمة وباحثة فى العلوم السياسية. وتعالج هذه الدراسة موضوع انبثاق خطاب ثقافوى جديد فى مرحلة ما بعد الحرب الباردة يتعلق بانتقاد الحالة الإسلامية وبشكل خاص الإسلام السياسى، وتنقسم الدراسة إلى عدة محاور رئيسية، هى: تحليل للاستشراق الجديد والرواية النيواستشراقية، وافتراضات الرواية النيواستشراقية، وسياق ظهور الاستشراق الجديد، والتحول من الاستشراق الكلاسيكى إلى الاستشراق الجديد، بالإضافة إلى دراسة كتابات "بات يجاور"، المؤرخة فى الاستشراق الجديد، وتحليل موقف المرأة المحجبة فى الرواية النيواستشراقية، وبحث تداعيات الرواية النيواستشراقية على الحقول الإعلامية والفكرية والسياسية. ويأتى العدد الرابع من السلسلة بعنوان "إشكالية الوظيفة الدينية فى الدولة المعاصرة: قراءة فى تجربة تأهيل الحقل الدينى بالمغرب"، للدكتور محمد جبرون؛ كاتب وباحث مغربى، حاصل على دكتوراة فى التاريخ والفكر السياسى الإسلامى. تتناول الدراسة التجربة المغربية بتأهيل الحقل الدينى، وهى محاولة تأصيل الدولة من خلال إعادة هيكلتها، وإعطاء الوظيفة الدينية ما تستحقها سياسيًا ومؤسساتيًّا وبشريًّا، وتعد من وجهة نظر الباحث أحد الحلول الممكنة لمعضلة الدين والسياسة فى إطار الدولة، ومتمم استراتيجى للمقاربات الأمنية فى معالجة "الحركة الإسلامية السياسية". وتعرض الباحثة آنجيلا جيوردانى فى العدد الخامس دراسة بعنوان "المستشار طارق البشرى ورحلته الفكرية: فى مسار الانتقال من الناصرية إلى الإسلام السياسى"، تبين من خلالها تفاصيل ودلالات التحول الفكرى للمستشار طارق البشرى من الناصرية إلى الإسلام السياسى، بالإضافة إلى انعكاسات هذا التحول على دوره بعد ثورة 25 يناير كرئيس للجنة وضع التعديلات الدستورية. وتلقى الدراسة الضوء على المعضلة التى واجهها البشرى عشية الاستفتاء الدستورى، والتى تتمحور ما بين الثورة التى أحدثتها الجماهير وبين الحفاظ على الشريعة التى تتضمنها المادة الثانية من دستور النظام القديم. أما العدد السادس فيتناول مدرسة الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى باعتباره واحدًا من أعلى الوجوه الدينية مكانة فى السلفية المعاصرة، فى دراسة بعنوان "سُلْطة الحديث فى السلفية المعاصرة: قراءة فى تأثير الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى ومدرسته"، للباحث ستيفان لاكوروا، وترجمة عومرية سلطانى. ويعرض العدد السابع من السلسلة دراسة بعنوان "عيد الحب فى مصر، قراءة فى الجدل الدينى والثقافى: مجنون ليلى وعيد الحب.. أخلاقيات الحب والجنون فى مصر"، للباحث صامولى شيلكه وترجمة عومرية سلطانى. تتناول الدراسة الحب الرومانسى باعتباره صنفًا من الأخلاق، المهم جدًّا، والحاضر بقوة، والذى يتواجد مع أنماط أخرى، مثل التدين والاحترام وصلة القرابة، فى حالة من التوتر والتضارب فى كثير من الأحيان. وتتطرق الدراسة إلى عيد الحب والمصريين من خلال عدد من المحاور، منها: جذور عيد الحب، وعيد الحب فى القاهرة، ومؤيدو ومعارضو الاحتفال بعيد الحب، وسياق الحب فى مصر: سنوات العشرينيات والخمسينيات، وسياق الحب الحالى، والقاهرة الكوزموبوليتانية وعيد الحب، والحب والتحديث. ويقدم العدد الثامن من سلسلة "مراصد" دراسة للباحث إسماعيل الإسكندرانى بعنوان "الثورة المصرية كلاحركة بعد إسلاموية: دراسة مفاهيمية تفسيرية للحالة العربية الراهنة". وتتناول الدراسة هذا الموضوع من خلال عدد من المحاور؛ منها: السياق التاريخى، ماذا حدث للإسلاموية الكلاسيكية؟ ما بعد الإسلاموية، ما بعد الإسلاموية المؤسسية عند آصف بيات، ما بعد الإسلاموية السائلة فى مصر، تعريف ما بعد الإسلاموية وأركانها، ملامح ما بعد الإسلاموية فى الثورة المصرية، وأزمة ما بعد الإسلاموية فى مصر. جدير بالذكر أن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية قد قُبلت عضويتها من قبل الاتحاد الدولى للدراسات المستقبلية، نظرًا للدراسات الجادة والمهمة التى تقدمها الوحدة، وكذلك لمشاركتها فى نقاشات موسعة حول مستقبل علم المستقبليات.