إنَّ المتأمل لما شهدته أرض المحروسة في شتى ربوعها، من مشروعاتٍ قومية توصف بالعملاقة، يوقن أنها جاءت عبر بوابة جهود مضنية، ترجمتها متابعات على مدار الساعة، من القيادة السياسية صاحبة الفكر الرشيد، والعزيمة التي لا تلين، والإرادة والشجاعة منقطعة النظير، تجاه تحقيق غايات الوطن العليا؛ إذ استهدفت وما زالت إحداث نهضة حقيقية، وتنمية مستدامة، حولت دائرة التمني، إلى واقع آفاق الاكتفاء في العديد من المجالات، وهذا ما أدهش القاصي والداني؛ حيث ترجمت استراتيجية التنمية المستدامة «مصر 2030» إلى قلاع تنموية كبرى، غيرت بصورة جذرية فلسفة الرؤى قصيرة المدى، المعنية بحل أطراف المشكلات، إلى ماهية رؤى طويلة الأمد، وفق خريطة طموحة، تحمل الشعب ببطولة تبعاتها؛ فنجا الوطن من الوقوع في عثرات الركود. أرى أن إنجازات السيد الرئيس على مر الفترة المنصرمة، قد تعدت حدود الجغرافيا الضيقة، وطالت كل شبر في هذا البلد الأمين، وأن عامل الزمن كان بمثابة تحدٍ راهنت عليه القيادة السياسية، ومؤسسات الدولة الوطنية؛ فسبق الإنجاز هذا الحاجز المنيع، وصارت التنمية تتحرك وفق فلسفة التوازي، لا مفهوم التوالي، وهذا ما أكد صدق الكلمة، وبرهن على جدية الأفعال، وجودة الأداء، في خضم شائعات مغرضة، استهدفت إضعاف الثقة بين شعب أصيل، ورئيس مقدام، ما أراد إلا الخير للعباد والبلاد، وما ضحى إلا من أجل بقاء وطن يعشق الجميع ترابه، وما ثابر وتحمل إلا لتعبر الدولة من نفق مظلم إلى مستقبل مشرق. أعتقد أن الجميع شاهد مشروعات الدولة القومية، في أرجاء الوطن، ورأى المتابعات الحثيثة لكافة مراحلها، من قبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ حيث إن لزياراته المتكررة مفعول السحر، على كل يد شاركت في الإنجاز الحميد، ووضعت لبنة الخير في ثنايا العمل المبارك، وهذا ما رصدناه في عزائم القوم، بشتى ميادين العطاء بمصرنا الحبيبة؛ فليس من المنطقي أن ترى قائد المسيرة يتابع، ويوجه، ويرشد، ويعزز، ويطلب التعديلات، ويصير على التحسينات، وفي المقابل تجد تقاعسًا من القائمين على العمل؛ ومن ثم كان لتواجد القائد في الميدان الأثر الفعال، في تحقيق الأهداف المنشودة، في فترات زمنية محددة بجدول معلن. عزز الرئيس مفهومًا جديدًا في ميدان العمل المصري، تمثل في شغف الإعمار؛ حيث الجاهزية، ومحبة العطاء، وصور التعاون، وأطر الفكر الملهم، ومسار التسهيلات المؤسسية، وهذا إن دل على شيء؛ فإنما يشير إلى أن المصريين يعشقون النهضة، ويرغبون في التنمية، ويسعون لاستكمال بناء وطن يسع الجميع، بل، ويتطلعون لصورة المستقبل المشرق، التي ينبغي أن يصل إليها هذا الشعب المستحق لكرامة العيش، ولديَّ قناعة بأن الأمر لم يتوقف عند باب الثمرة اليانعة، المتمثلة في الإنجازات المبهرة؛ لكن هناك بعدًا آخر؛ حيث التلاحم بين القيادة والشعب، في أشكال الاصطفاف، بشأن تعضيد السواعد، والدفاع عن الأمن القومي؛ فأضحت يد تعمر، ويد تحارب، ومجتمع فعال. ثمرة إنجازات الدولة المصرية، تمخضت عن فلسفة الدعم المطلق، لمشروعات وطنية، من قبل الرئيس، وكافة مؤسسات الدولة، والكيانات ذات الصلة؛ حيث التسهيلات التي ساهمت في جذب الاستثمارات المباشرة، والبنية التحتية المساهمة في إحداث تنمية اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وصحية، وتعليمية، وغيرها من المجالات، وهنا ندرك أن العزيمة، والإرادة، لا تتأتى من باب واحد؛ لكن هنالك شراكة، وتعاون صادق، بين المواطن ومؤسساته، وقيادته السياسية الحكيمة، وهذا ما ثبت عبر تنفيذ الصروح الشاملة لعملية البناء، مما ساعد في حصد مكتسبات يصعب حصرها، تعد دون مواربة مستدامة النتاج. أتوقع أن تتوالى الإنجازات، رغم التحديات المتنامية، والصراعات المتواترة، والأزمات المتلاحقة؛ لأن رغبة النهضة جامحة، وحب العطاء في الوجدان قابع، وصورة النهضة لا تفارق أفئدة المخلصين من أبناء هذا الوطن الحر، وحمل الأمانة لا شك يقع على رجال تخرجوا من مصنع العزة والشرف؛ فتحية تقدير وامتنان، لكل يد تعمر، وكل قلب محب، يقدم الخير لهذا البلد، والشكر موصول لقائد المسيرة، صاحب العطاء الذي لا ينضب.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع. ___ أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر