الاهتمام بالشأن العام هو أحد صفات المواطنة الصالحة، التي تؤكد في النفوس ليس فقط حب تراب هذا الوطن، بل، تُبرهن على الولاء، والانتماء، وتزيد من التقارب الفكري، والمادي من قبل المواطن تجاه مؤسساته؛ فيصبح قادرًا على صونها، وحمايتها، وتقدم أطر الدعم المختلفة لها؛ كي تقوم بمسئولياتها، وتستطيع أن ترقى بسبل الحياة؛ لتخلق بيئات مواتية، تحقق جودة الحياة عبر ما تقدمه من خدمات متنوعة للفرد، ومن هنا ندرك ضرورة المشاركة الانتخابية، التي تجعل الجميع واثقًا في خطى مؤسسات الدولة؛ لذا نقر بأن الصوت الانتخابي قد بات مؤثرًا، وفارقًا؛ ومن ثم فقد أضحت المشاركة في مقام الفرض، وليس الكفاية. الاستحقاق الانتخابي، لا يقبل التهميش من قبل المواطن، الذي يدرك خطورته، وضرورته في تلك المرحلة الفارقة في عمر هذا الوطن، الذي يستكمل بناء نهضته، ويحاول من خلال سواعد أبنائه أن يعظّم من مقدراته، عبر قيمة مضافة تجعلنا قادرين على إنتاج ما نبهر به العالم، ويحقق لنا تنمية، تتسم بالاستدامة، والشمولية، وتستوعب طاقات هذا الشعب، صاحب العطاء، وجميعنا يرصد حالة التخبط، التي تعاني كثير من الأوطان بالجوار؛ نظرًا لغياب عنصر الوحدة، والتنازل عن الطائفية، التي تخلق الأحقاد، وتزيد من الصراعات، وتضعف القوى وتبدد الجهود، التي تستهلك في ميدان النزاع المُسلَّح، الذي يضير بكل شيء. بناء الجمهورية الجديدة، واستكمال مسار نهضتها، يستوجب منا جميعًا إدراك ضرورة منح الثقة في المؤسسات الوطنية، التي تساعد في الحفاظ على مقدرات الوطن المادية منه، والبشرية؛ لذا فقد باتت المشاركة الانتخابية هي بوابة الأمل، التي نلج منها إلى واحة الاستقرار السياسي، والمجتمعي، ثم إلى مساحة الطمأنينة، التي تجذب الاستثمارات المباشرة في البلد الأمين، وتدعم صور التنمية الاقتصادية، التي تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، وتفتح مسارات للشراكة مع الدول المتقدمة، صاحبة الخبرات العتيقة في شتى المجالات النوعية، وهذا يؤكد في وجداننا الراقي مدى أهمية المشاركة، وتجنب التقاعس عن أداء الواجب الوطني المحض. نوقن بأن هناك من يزايد، ومن يعمل عن قصد من أجل تثبيط المجتمع عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، وهذا بالطبع يجعلنا واعيين بخطورة ما يحدق بالدولة من مكائد، تستهدف إضعافها، وتقويض مسيرتها نحو مستقبلها المشرق، كما لا نتعجب من حالة السعار، غير المسبوقة، التي تطلقها جماعات الظلام؛ كي تحبط كافة فئات الشعب عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، وهذا بمشيئة الله – تعالى – لن يثنينا عن طريقنا نحو بناء جمهوريتنا الجديدة، التي تم تدشين مراحلها الأولى بكل قوة، واقتدار، من خلال عزيمة، تحدت كافة الصعوبات، وإزالة هواجس، كانت تشكل معوقات، توهم البعض أن يستحيل بلوغ ما نصبو إليه؛ لكن الجهود المتواصلة المخلصة، التي قامت بها مؤسسات الدولة الوطنية تحت توجيه، ومتابعة حثيثة من قائد المشيرة، صاحب الرؤى السديدة، التي حققت حلمًا قد طال انتظاره. عبر الديمقراطية المسئولة سوف نصبح قادرين على مواجهة كافة التحديات، التي تستوقف مسيرة بناء وطننا الغالي؛ لنؤكد للعالم كله أن المصريين لديهم المقدرة على العطاء، والحوار البنَّاء، الذي ينبري على لغة راقية، تؤكد على الإيجابية، وتفتح الميدان للمشاركة للجميع، دون استثناء، وترأب الصدع بين ما قد نختلف عليه من أجل الوطن، وهنا يصير التباين من مقومات التحسين، وبناءً عليه تتعدد الرؤى، التي تنطلق من قلوب محبة لتراب هذا الوطن، والعاشقة لتعزيز استقراره؛ ومن ثم لا تتأخر قطعًا عن مشاركتها عند النداء. لنجعل وجهتنا، وأنظارنا نحو هذا الوطن، الذي يقوم على فلسفة الاحتواء، ويتخلى عن ماهية الذاتية، ويعلى من قدر، وقيمة المصلحة العامة، ويعضد مسيرة الإصلاح؛ لنقضي سويًّا على الفساد، والمفسدين، ونرعى فكرة تدشين أطر الشراكة في الممارسة السياسية، التي ينبغي أن تستوعب الجميع، وخاصة فئة الشباب، صاحب الطاقة المتجددة؛ ليتأهل على تحمل المسئولية، ويحب العمل العام، ويدحر كل محاولات من يريد النَّيْل من مقدرات وطنه؛ ومن ثم يرسم سيناريوهات نهضة هذا البلد؛ ليصبح في مصافِّ الدول المتقدمة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع. أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر