ندرك أن اكتساب الخبرة يتوقف على مهام أنشطة تعليمية، يؤديها المتعلم في خضم بيئة تفاعلية، وأن الهدف المعلن يستطيع أن يقوم به في سياق اجتماعي، يسمح له باختيار المهمة المناسبة لقدراته، وهنا أتحدث عن مشروعات تتبناها مناهجنا التعليمية في ثيابها الحديث، وبالطبع المجال مفتوح للتعاون، والتشارك، بل، يصل الأمر إلى حيز التفاوض؛ إذ ترصد صورة للتفاهمات من أجل الوصول للأهداف المعلنة، كما ترى بأم العين وجهات نظر مختلفة، تعبر عن اتجاهات، وميول، وقناعة فكرية ثرية، وخطاب يحمل بين طياته فلسفة بعينها. أجمل ما في السياق الاجتماعي عبر مناهج المشروعات، أنها ضامنة لصورة العلاقات الإيجابية بين المتعلم، وأقرانه، وهذا يؤكد على حب التنافس، المبني على روح الفريق المكلف بهمة علمية محددة، وفق جدول زمني معين، بما يجنب المتعلمين الارتجالية، ويساعدهم في الخطو الذاتي، نحو حل المشكلات في ضوء خطوات منهجية رصينة، والأمر يمتد إلى صاحب الرسالة السامية، الذي لا يتوانى عن تقديم أطر الدعم، والمساندة، والإرشاد، والتوجيه أثناء، وبعد اكتساب الخبرة المأمولة، مما يساعد في إنجاز المشروع؛ ومن ثم نرصد ثقافة الحوار البناء، وفلسفة الاحترام المتبادل، وماهية تحمل المسؤولية. إنجاز غايات المشروعات يقوم على تنويع آليات التقويم، عبر أدوات ترصد التقدم في كل مجال من مجالات التعلم المنشودة؛ ومن ثم نتمكن من رصد للخلفية المعرفية، التي يحوزها المتعلم، بل، نستطيع أن نصوّب المشوب منها؛ كي نضمن استكمال البناء في سياقه القويم، وهذا كله يعتمد صراحة على تخطيط مسبق لمراحل العملية التعليمية، ولا مناص عن مراعاة لميول، واحتياجات كل متعلم على حدة؛ حيث يسهم ذلك في زيادة الدافعية، ويقوي سياج المشاركة؛ حينئذٍ نقول إن توزيع الأدوار داخل الفريق يتم وفق قدرات كل عضو؛ لتحقيق الأهداف المرتقبة. المشروعات ترتبط قضاياها بالواقع؛ لأن إصابة المتعلم للمعنى لا يحدث إلا سياق مشكلة، أو قضية لها صلة بالحياة بدرجة ما؛ حينئذٍ يدرك جدوى تعلمه، ويتأكد أن وظيفية مهاراته ضرورية في بيئته الخارجية؛ ومن ثم يحرص على تنمية مهارات التفكير لديه بصفة مستدامة، ولا يتوقف عن مطالعة كل ما هو جديد في تخصصه؛ وذلك لوعيه أن المعرفة سلاحًا، يواجه به كل ما يستجد على الساحة في إطار منهجية، تقوم على الوظيفية، وهنا نطمئن بأن خطى تقدمه تجعله مؤهلًا في وقت ما؛ ليخوض غمار سوق العمل. الدعم اللوجستي في تنفيذ المشروعات قد بات لا غنى عنه؛ كونه يساعد المتعلم في الخروج بالنتائج المنشودة، ناهيك عن أنه يفتح له باب الابتكار، ولا نتوقف عند هذا الحد، بل، هناك إدارة للوقت ترتبط بتجهيزات مسبقة، تضمن نجاح المهمة، وبالتأكد تلعب جاهزية البيئة الداخلية، أو الخارجية دورًا جوهريًا في الأداء؛ فتجنب الارتباك، سواءً تعلق الأمر بالعمل الفردي، أو الجماعي؛ لذا فإنه لا مناص عن استيفاء نقص الموارد، أو التغلب على صعوبة الوصول للأدوات، والعمل بحرفية على تجهيز المكان بشكل مريح، وآمن؛ لنحصد نتاجًا متفردًا في كليته. مشروعات مناهجنا التعليمية تزيد متعلمينا شعورًا بالرضا، والسعادة الغامرة عند الإنجاز، وهذا لا يبعدنا عن تكوين اتجاهات إيجابية، تبدو واضحة في محاولة الوصول إلى مستويات الإتقان، ونرى ملامحها في رغبة المشاركة بالمراحل المتقدمة، التي نصفها بالإبداع، وهنا نوقن بأن مشاعر الثقة بالنفس، وفقه ماهية نمو الخبرة لدى المتعلم قد بلغت معدلات مرضية، وأن الاستمتاع بالتعلم في أوجه؛ لذا فإنه ينبغي أن يهتم المعلم بتصميم الأنشطة، التي تمكن متعلمينا من الانغماس في مهام مشروعات، تتسم بالمرونة، والدقة، وهذا يستحق منا العناء، والمثابرة من أجل أهداف، يصعب أن نصل إليها بعيدًا عن بيئة محفزة، تنمي المهارات بتنوعاتها المختلفة، وتضيف لرصيد الخبرة بصورة ملموسة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.