حذر محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، من كارثة إنسانية غير مسبوقة تضرب قطاع غزة نتيجة الانهيار التام للمنظومة الصحية، واصفاً ما يحدث بأنه "إبادة جماعية متعمدة" تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط عبر الرصاص والقصف، بل عبر سياسات التجويع ونشر الأمراض. وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز" مع الإعلامي عمرو شهاب، أكد "الديهي" أن القطاع الصحي في غزة يشهد تدهوراً خطيراً وانهياراً كبيراً؛ نظراً لتعنت الاحتلال في منع وصول المساعدات الطبية، فضلاً عن الاستهداف الممنهج للبنية التحتية والمرافق الصحية والمستشفيات طوال فترة الحرب.
أرقام خرافية للمصابين وضرورة "المرحلة الثانية" وأشار الباحث الدولي إلى أن أعداد الجرحى والمصابين والمحتاجين للرعاية الطبية والمأوى في غزة وصلت إلى "أرقام خرافية" تفوق قدرة أي نظام صحي متهالك، مشدداً على أن الحديث الدولي يجب ألا يتوقف عند "وقف إطلاق النار" فقط، بل يجب الانتقال فوراً إلى "المرحلة الثانية" من الاتفاق، والتي تتضمن إعادة الإعمار وبناء المستشفيات الميدانية لإنقاذ الأرواح.
انتقاد للموقف الدولي وانتقد "الديهي" الاكتفاء الدولي بإصدار بيانات الإدانة، لافتاً إلى أن منظمات مثل "الصحة العالمية" تكتفي بإصدار التقارير دون توجيه اتهامات مباشرة وحاسمة للاحتلال أو اتخاذ إجراءات فعلية على الأرض. وأضاف: "إن لم يتحرك المجتمع الدولي فوراً، فنحن أمام عملية إبادة مستمرة، سكتت فيها البنادق لكن تستخدم فيها أسلحة التجويع والمرض".
الدور المصري المحوري وثمّن "الديهي" الدور الذي تلعبه الدولة المصرية، مؤكداً أنها "ما زالت تتحمل العبء الأكبر" في الضغط للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار، ونقل الصورة الحقيقية للمجتمع الدولي وقادة الدول الضامنة. وأوضح أن مصر تنادي مراراً وتكراراً بضرورة إنقاذ ما تبقى من مقومات الحياة في غزة، حيث انهار القطاع التعليمي وكافة القطاعات الحيوية بجانب القطاع الصحي.