سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى أول حوار لإعلام الشرق الأوسط البروفيسور توماس مودين يكشف ل«اليوم السابع» كواليس «المعجزة الطبية» لأول جراحة قلب روبوتية فى العالم.. الروبوت أجرى الجراحة لمريض عمره 73 عاما بالصين.. والعملية استغرقت 20 دقيقة
حقق تليفزيون «اليوم السابع» انفرادا حصريا مع البروفيسور الفرنسى توماس مودين، أستاذ جراحة القلب والأوعية الدموية فى مستشفى جامعة بوردو، والمشرف على أول جراحة قلب روبوتية عابرة للقارات بين فرنساوالصين، وذلك فى أول ظهور إعلامى له على وسيلة عربية أو مصرية. وكشف البروفيسور مودين، خلال اللقاء الذى أعده رامى نوار وقدمته هناء أبو العز، عن التفاصيل الكاملة للعملية التاريخية التى أُجريت فى 23 أكتوبر 2025، وتعد العملية الأولى من نوعها عالميا، إذ نُفذت باستخدام شبكة اتصال عالية السرعة مكّنت الجراحين فى فرنسا من توجيه الروبوت بدقة وفى الزمن الحقيقى، لتكتمل فى غضون 20 دقيقة من دون أى مضاعفات، وتمثل هذه العملية أول تدخل قلبى كامل يُنفَّذ بين قارتين مختلفتين تفصل بينهما أكثر من 10 آلاف كيلومتر، ونقطة تحول فى مستقبل الجراحة عن بُعد. وأوضح البروفيسور مودين، أنه قاد الجراحة من فرنسا باستخدام «روبوت جراحى» بينما كان المريض «البالغ 73 عاما» يخضع للتدخل فى مستشفى شيامن للقلب والأوعية الدموية فى الصين، بالتعاون مع البروفيسور وانج يان والبروفيسور ليونيل ليرو، مؤكدا أن المريض تعافى بالكامل وغادر المستشفى بعد فترة قصيرة من الجراحة، مشيرا إلى أن هذا النوع من العمليات يعزز القدرة على إنقاذ حياة المرضى فى المناطق النائية أو الدول التى تفتقر إلى الأطباء المتخصصين.
وإلى نص الحوار.. حدثنا عن تفاصيل المعجزة الطبية التى قمتم بها خاصة أنها أول جراحة روبوتية للقلب فى العالم عابرة للقارات بين آسيا وأوروبا؟ هذه هى أول جراحة روبوتية للقلب فى العالم وقمنا بها لمريض عمره 73 عاما وهو شخص صينى كان يعانى من مشكلات فى القلب، هذه العملية التاريخية والتى تمثل معجزة طبيبة نُفذت فى 23 أكتوبر 2025، وهى نقطة تحول فى مستقبل التدخلات الطبية عن بُعد، قمت بتولى قيادة الجراحة عن بُعد من فرنسا، بينما كان المريض الذى يبلغ 73 عاما، يتلقى التدخل فى مستشفى شيامن للقلب والأوعية الدموية فى الصين، بالتعاون مع البروفيسور وانج يان رئيس مستشفى شيامن للقلب والأوعية الدموية، والبروفيسور ليونيل ليرو الجراح بمستشفى جامعة بوردو فى فرنسا. لماذا تعتبر هذه العملية حدثا مهما عالميا للمرضى من جميع أنحاء العالم؟ لأنها قد تصبح الطريقة المعتادة لعلاج المرضى حول العالم خلال 5 إلى 10 سنوات، إذ تجمع بين خبرة الجراح والتكنولوجيا المتقدمة دون الحاجة لفتح الصدر أو إيقاف القلب، خاصة أن جراحات القلب كانت تحتاج لمستوى معين من الخبرة لدى الجراح أكثر من 10 سنوات من العمل، والدراسة، والتجارب، والعمليات، أما الجراحة الروبوتية فهى إنجاز طبى رائع وتساعدنا على إجراء عمليات دقيقة من دون فتح صدر المريض أو إيقاف القلب، والمعجزة أن الروبوت الجراحى نجح فى إجراء العملية فى 20 دقيقة فقط، وفى العملية كنا نحتاج إلى شيئين أساسيين، الأول هو التكنولوجيا الحديثة والممثلة فى «الروبوت الجراحى» والشىء الثانى هو «الخبرة البشرية» التى نعلّمها للروبوت كى ينفذها، وكذلك نحتاج مريضا يملك الجرأة للخضوع لعملية بهذا المستوى من المخاطر، من دون خوف من الأخطاء التقنية أو من الآلة، وفى النهاية نجحنا فى إصلاح الصمام الميترالى عبر القسطرة «TEER» دون فتح الصدر، وهى عملية تحتاج دقة شديدة. لماذا تم اختيار المريض الذى يبلغ 73 عاما لإجراء أول جراحة قلب روبوتية فى العالم؟ لأن حالته مناسبة، قليلة المخاطر، ويمكن إجراؤها خلال زمن قصير، ما يجعلها نموذجا آمنا للتجربة الأولى عالميا، الحقيقة أن المريض كان محور كل الخطط، فهو مريض كبير للسن ويبلغ من العمر 73 عاما، وتم شرح كل التفاصيل له، ووافق شجاعا رغم مستوى المخاطرة، وتم وضع فريق طوارئ كامل قريب من غرفته للتدخل الفورى عند أى طارئ، وقمنا بضمان سلامة العملية الجراحية التى قام بها الروبوت عبر برمجة الروبوت لمنع أى حركة خطرة، ووجود خبراء جاهزين للتدخل، وسيطرة مباشرة من الجراح طوال الوقت، إضافة إلى اتصال كامل بين الفرق فى الصينوفرنسا. ما دور الذكاء الاصطناعى داخل النظام الجراحى؟ تم دمج الذكاء الاصطناعى لضمان تنفيذ العملية لاحقا فى أماكن مختلفة بنفس الكفاءة، من خلال تحليل البيانات وتوجيه الأدوات بدقة، والإسهام فى اتخاذ القرار عند الحاجة. هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعى محل الأطباء؟ الذكاء الاصطناعى هو أداة مساعدة مثل كل الابتكارات السابقة، دوره دعم الأطباء وتسهيل علاج المرضى، وليس استبدال العنصر البشرى. كيف تم التنسيق اللحظى خلال العملية بين الفريقين فى الصينوفرنسا؟ عبر اتصال مباشر معى وبالتعاون مع البروفيسور وانج يان رئيس مستشفى شيامن للقلب والأوعية الدموية، والبروفيسور ليونيل ليرو الجراح بمستشفى جامعة بوردو فى فرنسا، مع تحكم كامل بالروبوت من فرنسا، وتبادل لحظى لكل البيانات والصور، حيث تم نقل عدد كبير جدا من البيانات أثناء الجراحة «صور الإيكو، الأشعة، الضغط، المؤشرات الحيوية»، وهو ما استدعى استخدام خمس شبكات واى فاى فى وقت واحد لمنع أى انقطاع. هل ستصبح العمليات الجراحية عن بُعد ممارسة شائعة؟ نعم، ستُنفّذ عمليات بين دول متعددة لاختبار التقنية، وبعد علاج نحو 100 مريض، يُتوقع أن تصبح العمليات عن بُعد ممارسة طبيعية خلال 5 - 10 سنوات. هل يمكن استخدام التقنية فى أمراض أخرى؟ نعم، الخطوة القادمة تشمل الصمام الأورطى، ثم أمراض الشرايين، ثم عمليات أشمل فى القلب. بصفتك جراح قلب.. هل احتجت لتعلم البرمجة؟ لا، لأن الروبوت صُمم ليكون أداة سهلة للغاية مثل استخدام الهاتف الذكى، ولا تحتاج أى مهارات تقنية إضافية، وسنسعى لتعزيز دور الذكاء الاصطناعى ليتمكن الجراحون الأقل خبرة من أداء العمليات بدقة عالية، ونشر الروبوت عالميًا بحيث يمكن لأى دولة استخدامه مع جراحين متخصصين عبر الإنترنت.