أكد الإعلامي أحمد سالم أن الحدود الفاصلة بين الرياضة والسياسة قد تلاشت تماماً في العصر الحالي، مشيراً إلى أن الأحداث العالمية الأخيرة، وعلى رأسها الحرب في غزة، جعلت من المستحيل التمسك بالشعار القديم "لا للسياسة في الرياضة". وقال احمد سالم، خلال تقديم برنامج "كلمة اخيرة"، المذاع على قناة on، وفي تعليقه على حفل قرعة كأس العالم 2026 الذي أقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن الحدث تحول من مجرد فعالية رياضية إلى ما يشبه "المؤتمر السياسي العالمي"، حيث طغت رسائل السلام والسياسة على تفاصيل المنافسات الكروية. سقوط شعار "فصل الرياضة عن السياسة" أشار "سالم" إلى أن العالم كان في السابق يواجه أي خلط بين الرياضة والسياسة باستهجان، إلا أن "السوشيال ميديا" وما حدث مؤخراً في غزة وحّد اهتمامات العالم وجعلها مشتركة بشكل غير مسبوق، مما مهد الطريق لدمج الملفين في أكبر محفل رياضي عالمي. إنفانتينو وترامب.. وتسييس المونديال ولفت الإعلامي النظر إلى كلمة جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خلال الحفل، معتبراً أنه تحدث بلسان "سياسي" وحوّل القضايا الكروية إلى وجه آخر للعملة السياسية، كما نوه إلى الأجواء التي أحاطت بالحفل، بدءاً من الاحتفاء بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتخصيص جائزة له، وصولاً إلى تحويل منصة القرعة لساحة حديث عن السلام وفلسطين. شرم الشيخ.. أيقونة السلام في قلب الحدث الرياضي وتوقف أحمد سالم عند اللقطات التي عُرضت خلال الحفل للرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يصافح إنفانتينو في مدينة شرم الشيخ، ووصف سالم ظهور شرم الشيخ في هذا المحفل العالمي بأنه استدعاء ل "أيقونة السلام"، خاصة في ظل الدور المصري تجاه غزة، مؤكداً أن ذكر اسم المدينة في هذا التوقيت لم يكن صدفة، بل جاء متسقاً مع الرسالة السياسية للحدث. الكرة كمنصة للقضايا الكبرى واختتم سالم حديثه بالتأكيد على أن كرة القدم، بصفتها الصناعة والحدث الأبرز عالمياً من حيث المشاهدة والشغف، أصبحت المنصة الأقوى لطرح القضايا الكبرى، وأوضح أن الجمهور لأول مرة انصرف عن الحديث حول المواجهات الكروية ("مين هيلاعب مين")، ليركز نقاشه حول الشخصيات السياسية (السيسي، ترامب، إنفانتينو) ورسائل السلام، وهو ما يعد تحولاً تاريخياً يستحق التوقف عنده.