كشفت دراسات حديث، نُشرت في الأول من ديسمبر 2025 في مجلة طب الأطفال، كان لدى الأطفال في سن الثانية عشرة ممن يمتلكون هواتف ذكية احتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة ومشاكل النوم مقارنةً بأقرانهم الذين لا يمتلكون هواتف ذكية، وحلل الباحثون بيانات 10,588 طفلًا ومراهقًا من 21 موقعًا بين عامي 2016 و2022. حيث شارك المشاركون في دراسة "التطور المعرفي لدماغ المراهقين"، الممولة من المعاهد الوطنية للصحة، ضم فريق البحث علماء من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة كولومبيا. أطفال يمتلكون هواتف ذكية وفي سن الثانية عشرة، كان لدى الأطفال الذين يمتلكون هواتف ذكية احتمالات أعلى بنسبة 30% للإصابة بالاكتئاب، و40% للسمنة، و60% لقلة النوم مقارنةً بمن لا يمتلكون هواتف ذكية، وعرّفت الدراسة قلة النوم بأنها أقل من تسع ساعات يوميًا، وأظهرت البيانات أن 64% من المشاركين امتلكوا هواتف ذكية في سن الثانية عشرة، وكان متوسط عمر امتلاك أول هاتف ذكي 11 عامًا، وفي سن الرابعة عشرة، وصلت نسبة امتلاك الهواتف الذكية إلى 89%. ووجد الباحثون أن عمر الأطفال عند امتلاكهم للهواتف الذكية لأول مرة كان عاملًا مؤثرًا، فمع كل سنة أصغر سنًا عند امتلاك الطفل لأول هاتف ذكي، زاد خطر الإصابة بالسمنة وقلة النوم فى سن الثانية عشرة بنسبة 8 إلى 9% تقريبًا، واستمر هذا النمط حتى لدى الأطفال فى سن الرابعة. وشملت الدراسة تحليلًا منفصلًا ل 3486 طفلًا لم يمتلكوا هواتف ذكية في سن الثانية عشرة، ومن بين هؤلاء الأطفال، حصل 1546 طفلًا على هواتف ذكية خلال العام التالي، بينما لم يحصل 1940 طفلًا على هواتف ذكية، وفي سن الثالثة عشرة، كان لدى أولئك الذين حصلوا على هواتف ذكية احتمالات أعلى بنسبة 57% للإصابة بمشاكل الصحة العقلية السريرية، واحتمالات أعلى بنسبة 50% لقلة النوم، مقارنةً بمن لم يمتلكوا هواتف ذكية، أخذت هذه النتائج في الاعتبار مقاييس الصحة النفسية والنوم الأساسية في سن الثانية عشرة. ووضع الباحثون في الحسبان عوامل متعددة، بما في ذلك العمر والجنس والدخل ومستوى تعليم الوالدين والعرق والانتماء العرقي، كما عدّلوا عوامل ملكية أجهزة أخرى مثل الأجهزة اللوحية، ونمو البلوغ، ومراقبة الوالدين، وظلت النتائج متسقة عبر العديد من المناهج التحليلية المختلفة. وأشار الدكتور ران بارزيلاي، المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب نفسي للأطفال والمراهقين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إلى أن البحث ركز فقط على مدى ارتباط امتلاك هاتف ذكي بالنتائج الصحية، ولم تبحث الدراسة فيما يفعله الأطفال على هواتفهم الذكية، وأخذ الباحثون في الاعتبار استخدام الأطفال للأجهزة التكنولوجية الأخرى، بما في ذلك الأجهزة اللوحية وأجهزة iPad، ولم تُغير هذه التعديلات النتائج. مشاكل صحية ولم تتمكن الدراسة من تحديد ما إذا كانت الهواتف الذكية تُسبب هذه المشاكل الصحية بشكل مباشر، وقد وجدت أبحاث سابقة أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يرتبط بانخفاض التفاعلات الاجتماعية المباشرة، وقلة النشاط البدني، وقلة النوم، وكلها عوامل يمكن أن تؤثر على صحة المراهقين. وصرح بارزيلاي أن النتائج أظهرت آثارًا صحية حتى في الحالات التي لا يُعتبر فيها استخدام الهواتف الذكية مشكلة، وأكد أن الهواتف الذكية يمكن أن تحقق أغراضًا مفيدة من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية ودعم التعلم، وتعتبر بعض العائلات الهواتف الذكية ضرورية لسلامة أطفالها. ويقضي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا ما يزيد قليلاً عن خمس ساعات يوميًا أمام الشاشات، وفقًا للبيانات الواردة في الدراسة، فيما دعا الباحثون إلى إجراء دراسات إضافية لتحديد الجوانب المحددة لامتلاك الهواتف الذكية واستخدامها والتي ترتبط بنتائج صحية سلبية، ويخططون لفحص الأطفال الأصغر سنًا الذين حصلوا على هواتف ذكية قبل سن العاشرة لفهم من هم الأكثر عرضة للآثار الضارة ومن قد يستفيد أكثر من استخدام الهواتف الذكية. وأوصى مؤلفو الدراسة الآباء والأطفال وأطباء الأطفال بإجراء مناقشات دقيقة قبل حصول الأطفال على الهواتف الذكية، واقترح بارزيلاي أن يتمكن الآباء من تطبيق قواعد مثل حظر استخدام الهاتف في غرف النوم ليلًا وضمان مشاركة الأطفال في الأنشطة التي لا تتطلب هواتف، ونصح الآباء بمراقبة محتوى الهاتف ومنع الهواتف الذكية من إزعاج النوم. أشار الباحثون إلى أن نتائجهم ينبغي أن تُسهم في توجيه قرارات الأسرة بشأن استخدام الهواتف الذكية، وكذلك في وضع سياسات عامة مُحتملة لحماية صحة الشباب، وأكدوا أن بعض الأطفال الذين لا يمتلكون هواتف ذكية قد يواجهون عواقب وتحديات سلبية مُختلفة، مُشددين على ضرورة دعم الأسر في اتخاذ هذا القرار.