لم تعد ألعاب الفيديو مجرد وسيلة ترفيه بريئة، بل تحولت في بعض الأحيان إلى بيئة خصبة للمخاطر النفسية والسلوكية، وقد تصل إلى تهديد مباشر لحياة الأطفال والمراهقين، في ظل الانتشار الواسع للأجهزة الذكية والمنصات الرقمية، يجد الآباء أنفسهم أمام تحدٍ حقيقي يتمثل في مراقبة المحتوى الذي يستهلكه أبناؤهم، وفيما يلى نعرض بعض الألعاب التي أثارت تحذيرات عالمية ومحلية، وارتبطت بحوادث واقعية موثقة. الألعاب الخطيرة التي تجذب الأطفال 1. لعبة "بابجي" (PUBG: PlayerUnknown's Battlegrounds) هي لعبة بقاء جماعية عبر الإنترنت، يقتل فيها اللاعبون بعضهم البعض حتى يبقى لاعب واحد فقط، حيث أظهرت دراسة في "مجلة الطب النفسي للأطفال والمراهقين" أن الألعاب القتالية متعددة اللاعبين عبر الإنترنت ترتبط بزيادة العدوانية والقلق الاجتماعي، وفي الهند، سُجلت حالات انتحار بين مراهقين مرتبطة بإدمان اللعبة، مما دفع بعض الولايات إلى حظرها مؤقتاً، كما أنها تسبب إدماناً سلوكياً يؤثر على التحصيل الدراسي والنوم. 2. لعبة "فري فاير" (Free Fire) هي لعبة مشابهة لبابجي لكن بميزات مبسطة تجذب الأطفال الأصغر سناً، وتحتوي على عنف مرئي مباشر دون فلترة كافية للمحتوى، وقد أبلغ العديد من أولياء الأمور عن تغييرات سلوكية لدى أطفالهم بعد الممارسة المكثفة، مثل زيادة العصبية والعدوانية اللفظية. 3. لعبة (Grand Theft Auto - GTA) هي سلسلة ألعاب مفتوحة البيئة تعرض جرائم العنف والسرقة والأنشطة غير القانونية، ويمكن تصنيفها أنها "للبالغين فقط" (18+)، لكن العديد من الأطفال يلعبونها، وبحسب دراسة من "الجمعية الأمريكية لعلم النفس" ربطت بين التعرض لألعاب العنف وزيادة الأفكار والسلوكيات العدوانية، وفي في عام 2023، قلد مراهق في إسبانيا مشاهد من اللعبة بسرقة سيارة، مما أدى إلى حادث مروع. 4. لعبة "كول أوف ديوتي" (Call of Duty) هي واحدة ألعاب تصويب من منظور الشخص الأول تحاكي الحروب بدرجة عالية من الواقعية، وتحوي مشاهد عنف شديدة وتطبيع للقتل، وبحسب أبحاث من "جامعة أوهايو" تشير إلى أن التعرض المتكرر لهذه الألعاب يقلل التعاطف ويزيد السلوك العدواني. 5. لعبة "فورتنايت" (Fortnite) هي لعبة بقاء وبناء ذات رسوم كرتونية تجذب الأطفال، لكن على الرغم من رسومها الكرتونية، فهي لعبة قتالية حتى الموت، وهي تسبب إدماناً شديداً، حيث أدرجت منظمة الصحة العالمية "اضطراب ألعاب الفيديو" كمرض معترف به عام 2018. 6. لعبة "مومو" (Momo Challenge) وألعاب التحديات الخطيرة هي تحدٍ انتشر عبر وسائل التواصل، يدعو الأطفال للقيام بمهام خطرة تنتهي بطلب الانتحار، وقد تم توثيق حالات انتحار بين المراهقين في أمريكا اللاتينية والهند مرتبطة بهذا التحدي، ويحذر الإنتربول من انتشار مثل هذه التحديات التي تستهدف الضعف النفسي للمراهقين. 7. لعبة روبلوكس تُعد منصة "روبلوكس" (Roblox) من أكثر الألعاب شعبية بين الأطفال، حيث تسمح لهم بإنشاء عوالمهم وألعابهم الخاصة والتفاعل مع ملايين المستخدمين حول العالم، ورغم الجوانب الإيجابية في الإبداع والتعلم، إلا أن المنصة واجهت انتقادات وتحذيرات متزايدة بشأن مخاطر التفاعل الاجتماعي غير الخاضع للرقابة. وقد أشارت تحذيرات محلية وعالمية إلى أن "روبلوكس" قد تكون بيئة ل "التحرش الجنسي والاستغلال" للأطفال، حيث يستغل بعض البالغين خاصية الدردشة والتفاعل داخل اللعبة لاستهداف القُصّر، وقد دفعت هذه المخاطر المتزايدة، بالإضافة إلى دعاوى قضائية في الولاياتالمتحدة تتهم الشركة ب "تسهيل استغلال الأطفال"، المنصة إلى الإعلان عن مزايا أمان جديدة، مثل مطالبة صانعي الألعاب بتحديد ما إذا كانت ألعابهم مناسبة لمن هم دون 13 عاماً. نصائح لأولياء الأمور - الرقابة والمتابعة: تعرف على الألعاب التي يمارسها أطفالك وفحص محتواها. - وضع قواعد زمنية: تحديد وقت اللعب بساعات معقولة. - البدائل الصحية: تشجيع الألعاب التعليمية والأنشطة البدنية والاجتماعية. - الحوار المفتوح: مناقشة الأطفال في مخاطر الإدمان والعنف الرقمي. - استخدام أدوات الرقابة الأبوية: تفعيل إعدادات التحكم بالمحتوى في الأجهزة.