فجر رجلا الأعمال أحمد طارق خليل، ومحمد فاروق عبد المنعم، أهم مفاجأة في سوق المال المصري هذا الأسبوع، بعد تقدمهما بعرض شراء شركة زهراء المعادي للاستثمار والتعمير، بسعر مستهدف 6.95 جنيه للسهم ما يعادل 6.95 مليار جنيه، ليصبح أضخم عرض بقطاع العقارات بالبورصة في 2025 حتى الآن. البداية قبل تحليل أسباب الشراء، فإن شركة زهراء المعادي للاستثمار والتعمير، تعد من أقدم شركات العقارات في مصر، تأسست في السبعينات، وتعمل في أنشطة مشروعات التعمير والتنمية العقارية والإنشاءات والإسكان والسياحة والاستثمار، وفق نظامها الأساسي، ويتوزع هيكل الملكية ما بين شركات القابضة للتشييد والتعمير بحصة 23.484%، والمعادي للتنمية والتعمير بحصة 14.79%، والنصر للإسكان والتعمير بحصة 9.325%، والمعمورة للتعمير والتنمية السياحية بحصة 6.316%، بحسب آخر نموذج إفصاح لهيكل الملكية. أصول ضخمة بلا دون ديون تذكر وفق آخر نتائج أعمال لشركة زهراء المعادي للاستثمار والتعمير، عن الفترة المالية المنتهية في 30 سبتمبر عام 2025، كشفت قوائمها المالية المجمعة، عن العديد من نقاط القوة ما يجعلها بمثابة "كنز مدفون" يبحث "طارق" و"فاروق" اقتنائها، أبرز هذه النقاط هي حجم الأصول الضخمة للشركة تمنحها مقومات قوية جدًا، إذ إجمالي الأصول (متداولة وغير متداولة) يصل إلى 2.77 مليار جنيه، مقابل التزامات لا تتخطى 776 مليون جنيه، ما يعني أن نسبة الدين منخفضة، هذا الهيكل يمنح فاروق وخليل قاعدة مالية مرنة للاستثمار دون تحميل مديونية عالية، إضافة إلى محفظة مشروعات قوية من المشروعات تحت التنفيذ والأقساط المستحقة التي توفر تدفقات نقدية مستقرة. ربحية مرتفعة نقطة إيجابية أخرى للشركة، وهي تميزها بأداء تشغيلي قوي يعكس قدرة الشركة على تحقيق نمو حقيقي ومستدام رغم ظروف السوق العقاري وارتفاع التكاليف التمويلية، إذ سجلت الشركة خلال الفترة المالية إيرادات بقيمة 635.4 مليون جنيه، جاءت في معظمها من نشاطها الأساسي في بيع الوحدات السكنية وتطوير المشروعات، ما يؤكد استقرار الطلب على منتجاتها العقارية. وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة المبيعات إلى 41.4 مليون جنيه، إلا أن الشركة نجحت في تحقيق مجمل ربح بلغ 594 مليون جنيه، يعكس كفاءة تشغيلية واضحة وقدرة على إدارة التكلفة بصورة تضمن الحفاظ على الهوامش الربحية. وتبرز قوة الأداء في ارتفاع صافي أرباح النشاط إلى 646.8 مليون جنيه مقارنة ب 451.1 مليون جنيه في الفترة المقابلة، وهو ما يشير إلى تحسن كبير في نتائج التشغيل المرتبطة بالإيرادات المتكررة من المشروعات القائمة والعمليات المشتركة. كما نجحت الشركة في تسجيل صافي ربح بعد الضرائب يقترب من 586.7 مليون جنيه، رغم تسجيل مصروفات إدارية وعمومية ومخصصات وضغوط ضريبية، وهو ما يعكس جودة الأرباح واعتمادها على مصادر تشغيلية حقيقية وليست أرباحًا عرضية أو ناتجة عن بيع أصول غير متكررة. وفيما يتعلق بالمركز النقدي، أظهرت القوائم المالية تدفقًا نقديًا قويًا من الأنشطة التشغيلية بلغ أكثر من 308.1 مليون جنيه خلال الفترة، وهو رقم يعكس فعالية عمليات التحصيل واستقرار قاعدة العملاء، ويبرهن على قدرة الشركة على توفير سيولة تشغيلية كافية لتمويل توسعاتها دون الدخول في مستويات مرتفعة من الاقتراض، وتعزز هذه السيولة من مرونة الشركة في مواجهة تقلبات السوق، وتمنحها قدرة أكبر على إدارة مشروعاتها المستقبلية بثبات واستدامة. فرص استثمارية الفرصة الاستراتيجية أمام خليل وفاروق ليست محصورة في الأرقام التشغيلية فقط، ولكن تمتد إلى أصول ومشروعات مستقبلية ضخمة، حيث تمتلك الشركة 4 مشروعات مشتركة في الشيخ زايد مع شركة بريميرا للاستثمار العقاري بقيمة تقديرية 2 مليار جنيه، بحصة 60%، ومشروع مع مدينة مصر للإسكان والتعمير في مدينة هليوبوليس الجديدة بإيرادات متوقعة 11.5 مليار جنيه حصة الشركة منها 4.1 مليار جنيه، ومشروعين في زهراء المعادي بإجمالي 10 عمارات سكنية، الأول سيتم فسخ تعاقده، والثاني يتوقع تحصيل إيرادات منه مضمونة بقيمة 85.5 مليون جنيه، مما يمنحهم القدرة على تفعيل أراضٍ أو مشاريع مشتركة أو وحدات غير مستغلة ضمن محفظة زهراء المعادي، مما يمنحهم رؤية طويلة الأجل لتحقيق عوائد كبيرة من خلال التطوير العقاري أو إعادة التقييم.