اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 18 فلسطينيًا خلال اقتحامها بلدة دورا جنوب الخليل، واحتجزت عددًا من المواطنين وحققت معهم ميدانيًا في المنطقة الجنوبية من المدينة، قبل أن تطلق سراح عدد من كبار السن بعد ساعات من التحقيق. كما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الجنوبية في مدينة الخليل، ودهمت عددًا من المنازل، واحتجزت عددًا من المواطنين للتحقيق الميداني، فيما داهمت قرية البرج غرب المدينة واحتجزت مواطنين بالقرب من البرج العسكري المقام على مدخلها، وأخضعتهم للتحقيق الميداني لساعات. انتهاكات ممنهجة بحق الفلسطينيين وفي تعليقه على هذه التطورات، قال الدكتور جهاد الحرزين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياساته التعسفية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تمثل خرقًا واضحًا لكل القوانين الدولية واتفاقيات جنيف. وأوضح الدكتور جهاد الحرزين أن الاحتلال لا يلتزم بأي من الاتفاقيات الدولية أو المبادئ الإنسانية، بل يواصل جرائمه بحق الفلسطينيين، وخاصة في مناطق الضفة الغربية، في محاولة لفرض أمر واقع جديد عبر إطلاق يد المستوطنين وتسليحهم للاعتداء على القرى والمدن الفلسطينية. وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الاعتقالات والاقتحامات الليلية وتدمير الممتلكات تمثل سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وإجبارهم على ترك أراضيهم، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تتبنى هذه الممارسات بدعم مباشر من الوزير بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين يعملان على تعزيز الاستيطان وتسليح المستوطنين. انتهاك للقانون الدولي وشدد الحرازين على أنه لا يحق قانونًا لإسرائيل التحقيق مع المدنيين الفلسطينيين، معتبرًا أن ما تقوم به مخالف لاتفاقية جنيف الثالثة والقانون الدولي الإنساني، موضحًا أن الاحتلال يواصل خرق الهدنة المعلنة في غزة، ويستهدف عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن الاحتلال يمارس التحقيق مع الأطفال وكبار السن في ظروف لا إنسانية، متسائلًا عن غياب المساءلة الدولية تجاه هذه الانتهاكات، التي وصفها بأنها جرائم حرب تتنافى مع كل القوانين السماوية والوضعية. إشادة بالدور المصري في تثبيت وقف إطلاق النار وأكد الدكتور جهاد الحرازين أن مصر تواصل أداء دورها المحوري سياسيًا وإنسانيًا ودبلوماسيًا لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة قدمت أكثر من 75% من حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع منذ بدء الأزمة. وأوضح أن الآليات المصرية بدأت بالفعل في إنشاء مخيمات داخل غزة، منها مخيم يستوعب نحو 15 ألف أسرة فلسطينية بمنطقة نتساريم، في إطار جهود الإغاثة المستمرة ودعم صمود الشعب الفلسطيني. وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن مصر أصبحت تمتلك رؤية شاملة لإعادة إعمار القطاع، تحظى بدعم المجتمع الدولي والعربي، موضحًا أن الرؤية المصرية تربط بين وقف النار، وإدخال المساعدات، وبدء إعادة الإعمار، والحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية، وهي الرؤية التي تبنتها عدة دول عربية وأوروبية خلال الأسابيع الماضية.