أثار دخول الفنان أحمد الحلواني، إلى العناية المركزة حالة من القلق بين جمهوره وزملائه في الوسط الفني، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.وكشف مصدر طبي أن الحالة مرتبطة بتجمع المياه داخل الرئتين. فما هى حالة تجمع السوائل والمياه على الرئة، وعلاقتها بحدوث جلطات في الدورة الدموية وانسداد في إحدى دعامات القلب؟ وفقًا لتقرير نشره موقع Cleveland Clinic الطبي، فإن تراكم السوائل في الرئتين يحدث نتيجة تسرب السائل من الأوعية الدموية إلى الحويصلات الهوائية الدقيقة، ما يعوق مرور الأكسجين إلى الدم ويجعل عملية التنفس مرهقة وصعبة. ويُعد ضعف القلب من أكثر الأسباب شيوعًا لهذه الحالة، إذ يؤدي قصور عضلة القلب إلى ارتفاع الضغط داخل الأوعية الدموية الرئوية، فيُدفع السائل تدريجيًا إلى أنسجة الرئة. كما يمكن أن تتسبب التهابات الرئة، أو الإصابات المباشرة، أو بعض التفاعلات الدوائية، في حدوث الحالة نفسها دون أن يكون القلب هو السبب المباشر.وهي مزيج من اضطرابات قلبية وتنفسية تتطلب متابعة دقيقة داخل وحدة الرعاية المركزة.
آلية تراكم المياه داخل الرئة في الحالة الطبيعية، تقوم الشعيرات الدموية المحيطة بالحويصلات الهوائية بتنظيم مرور السوائل والغازات بدقة متناهية. لكن عندما يختل هذا التوازن بسبب ارتفاع الضغط أو الالتهاب، يبدأ السائل في التسرب إلى داخل الرئة، فيغمر المساحات الهوائية الدقيقة، وتفقد الرئة قدرتها على تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. هذه العملية لا تغيّر شكل الرئة، لكنها تؤثر في وظيفتها الحيوية وتُحدث اضطرابًا في توزيع الهواء داخلها، ما يؤدي إلى الشعور بالاختناق وضيق التنفس المتصاعد.
كيف تظهر الأعراض ومتى تصبح خطيرة؟ أبرز العلامات التي قد تنبّه إلى وجود مياه داخل الرئة هي صعوبة التنفس المفاجئة، خصوصًا عند الاستلقاء أو أثناء بذل مجهود بسيط، بالإضافة إلى سعال مصحوب برغوة أو بلغم خفيف، وصفير في الصدر، وتورم في الساقين. وفي الحالات الحادة، يشعر المريض وكأنه "يختنق" أثناء النوم، مع ازدياد سرعة ضربات القلب وتغيّر لون الجلد إلى الأزرق أو الرمادي بسبب نقص الأكسجين في الدم.
التشخيص الدقيق يبدأ بالاستماع إلى الصدر يقوم الطبيب بدايةً بالفحص السريري، حيث يلاحظ أصوات فرقعة دقيقة عند التنفس، وهي علامة على تراكم السائل. ثم تُجرى سلسلة من الفحوص مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية، وتخطيط القلب الكهربائي، واختبارات الدم والأكسجين، لتحديد مدى تأثير الحالة على الرئتين والقلب. وفي بعض الحالات، يتم اللجوء إلى تخطيط صدى القلب أو القسطرة التشخيصية لمعرفة إن كان السبب قلبياً أو التهابياً.
العلاج بين إنقاذ الموقف والسيطرة على السبب يتعامل الأطباء مع الحالة على محورين متوازيين: إنقاذ التنفس أولًا، ثم علاج السبب الجذري. يُزوّد المريض بالأكسجين، وفي الحالات الشديدة قد يُستخدم جهاز تنفس صناعي لفترة محدودة. كما تُعطى الأدوية المدرّة للبول لتقليل كمية السوائل، إلى جانب العقاقير المنظمة لعمل القلب أو المضادة للالتهاب حسب نوع الحالة. وفي جميع الأحوال، تُعتبر هذه الحالة طارئة تستدعي رقابة طبية دقيقة، لأن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تمس القلب والرئتين معًا.
الوقاية والوعي المبكر الوقاية تبدأ من المتابعة الدورية لأمراض القلب وضغط الدم، والالتزام بالعلاج الموصوف دون توقف مفاجئ. ويُنصح بتجنب تناول كميات كبيرة من الملح، ومراقبة الوزن بانتظام، والإقلاع عن التدخين، إضافة إلى سرعة استشارة الطبيب عند حدوث أي ضيق في التنفس غير مبرر.