من عيون طفل فلسطينى صغير، يقف أمام حجر جرانيت ضخم تجاهل الدمار، تمتزج الدموع بالعَجَب، ويهمس بصوت خافت كالصلاة: «يا مصر يا أمَّ الدنيا، يا من حفظتِ التاريخ فى حجارة تنطق بالخلود، علّمى العالم أن العظمة لا تكون إلا بالرحمة، وأن الخلود لا يُبنى إلا على السلام». ثم يتخيل الطفل وجه توت عنخ آمون الذهبى، فيرى فيه انعكاس وجهه الصغير المرهق من الخوف، ويسأل: توت عنخ امون «هل كان الأطفال فى زمنك يا فرعون، يخافون مثلنا؟ أم كانوا يحلمون فقط بالخلود؟». ثم يرفع عينيه نحو السماء، يخاطب أنبياء الأرض جميعا: «يا موسى الذى شقّ البحر ليُنقذ شعبه، أما آن للبحر أن ينشقّ مرة أخرى لينقذ شعبى؟». يا عيسى الذى علّمتَنا أن المحبة تُحيى الموتى، أما آن لمحبّتك أن تُحيى ضمائر البشر؟». يا محمد الذى قلتَ إن من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، أما آن لكلمتك أن تُوقظ من قست قلوبهم؟». ويختم الطفل دعاءه أمام حجر الجرانيت، يقول فيه: الاهرامات «من أرض فلسطين الجريحة، أرسل سلامى إلى أرض الفراعنة، علّه يعانق أرواح من بنوا الأهرام، ومن كتبوا على جدرانها أن الخلود هو للذين يصنعون الخير، لا للذين يقتلون البشر». ثم يرفع صوته عاليا، كأنما يخاطب العالم أجمع: «مصر أرض السلام عبر التاريخ تنادى: الليلة نفتتح أعظم متحف فى العالم، لا لنستعرض حجارة الماضى، بل لنذكّر العالم بأن السلام هو إرثُنا، وهو طريقُنا، وهو رسالتُنا إلى كل إنسان على وجه الأرض، لقد بنينا الأهرامات لنتحدى الموت، وسنبنى السلام لنتحدى الكراهية. فلتتذكروا، أن الخلود لا تصنعه الحروب، بل تصنعه الشعوب التى تؤمن أن السلام هو أعظم إنجاز فى تاريخ البشرية». تحيا مصر، عزيزة مكّرمة.