شهد الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الحالي تحولًا لافتًا في أداء فرق الصاعدين الجدد، بعد أن قلبت فرق سندرلاند وليدز وبيرنلي موازين المنافسة، ونجحت في كسر الصورة النمطية التي ارتبطت بالصاعدين في السنوات الأخيرة، الذين اعتادوا الهبوط السريع بعد موسم واحد فقط من الظهور بين الكبار. سندرلاند يقود الثورة يتصدر سندرلاند الصاعدين بالمركز الثالث برصيد 18 نقطة، متفوقًا على فرق تاريخية كتشيلسي ووست هام. ويحتل ليدز المركز الخامس عشر ب 11 نقطة، بينما يقف بيرنلي في المركز السادس عشر ب 9 نقاط، وبفارق خمس نقاط عن منطقة الهبوط. من انهيار ثلاثي إلى نهضة رقمية في مايو 2024، سطّر التاريخ واحدة من أكثر لحظات الدوري الإنجليزي قتامة، حين هبطت الفرق الثلاثة الصاعدة – شيفيلد يونايتد، بيرنلي، ولوتون – معًا إلى دوري البطولة، في تكرار لسيناريو موسم 1997/1998 حين سقطت كريستال بالاس وبارنسلي وبولتون. لكن الموسم الحالي (2025/2026) جاء ليمحو آثار ذلك الانهيار، ويقدّم نموذجًا رقميًا جديدًا يعبّر عن نقلة نوعية في أداء الصاعدين. استثمارات قياسية ونتائج سريعة وبحسب ترانسفير ماركت فإن الأرقام المالية كانت العنوان الأبرز للثلاثي الجديد، حيث دخل كل فريق السوق الصيفية بقوة غير معتادة: سندرلاند: أنفق 187.9 مليون يورو، كأعلى إنفاق في تاريخ الأندية الصاعدة. بيرنلي: أنفق 128.7 مليون يورو لتدعيم خطوطه. ليدز: أنفق 113.7 مليون يورو في محاولة لبناء فريق متوازن قادر على البقاء. النتيجة؟ بعد تسع جولات فقط، جمع الثلاثي 38 نقطة مجتمعة، مقارنة ب 14 نقطة فقط لفرق الصعود في المرحلة نفسها من الموسم الماضي (ليستر، إيبسويتش، بيرنلي). الفارق الرقمي يُترجم واقعًا ميدانيًا جديدًا: لا صاعد ضعيف، ولا نادٍ يبدو في طريق الهبوط المبكر. تحسّن دفاعي وهجومي لافت على المستوى الدفاعي، استقبلت فرق الصعود هذا الموسم 38 هدفًا فقط في 27 مباراة، مقابل 56 هدفًا في الفترة ذاتها من الموسم الماضي — أي تحسن بنسبة 32%. أما هجوميًا، فتمكّن الثلاثي من التسجيل في كل جولة تقريبًا، وأصبح معدل الأهداف 1.4 هدف لكل مباراة مقابل 0.7 هدف فقط الموسم الماضي. حتى في الهزائم الثقيلة، كخسارة ليدز أمام أرسنال (5-0) أو بيرنلي أمام مانشستر سيتي (5-1)، ظل الأداء العام منظمًا، والرد السريع في المباريات التالية أظهر قوة ذهنية جديدة لم تكن حاضرة سابقًا.