52 عاما ومازال اكتوبر نابضا بالبطولات مقاتل أكتوبر كان فى نفس أعمار هؤلاء الأبطال فى سيناء الآن "ذرية بعضها من بعض"!
البطل زغلول فتحى يُجبر العدو على التحية العسكرية بطل حصن لسان بور توفيق او (كواى) الفدائى زغلول فتحى…
مشهد لن ينساه العدو على مر زمانه ففى الصورة يقف الملازم شلومو اردنست قائد ثان الحصن الذى تولى قيادة الموقع بعد مقتل القائد الاول فى أول ساعات القتال فى 6 أكتوبر وإلى جواره يقف الملازم ناحوم رابين طبيب الموقع، وأمامهما يقف الرائد زغلول فتحى قائد كتيبة الصاعقة التى احتلت الحصن وإلى جواره وعن يمينه ويساره الحرس المرافق له بكامل عدة القتال، وخلف الإسرائيليين يقف ممثل الصليب الأحمر.. ويذكر طبيب الحصن فى مذكراته :" قبل أسبوع من بدء القتال زارنا فى الموقع أحد كبار الجنرالات فى الجيش ونظر بالمنظار المكبر عبر القناة وإلى الغرب وقال كعادتهم إنها مجرد مناورات عسكرية معتادة يقوم بها المصريون ونظرت من بعده عبر المنظار وقلت فى نفسى مناورات كبيرة الحجم حقا فعلى طول الأفق يقف الجيش المصرى بكامل عتاده وإلى عدة كيلومترات عمقا داخل الأراضى المصرية إلى الغرب من القناة , وما هى إلا أيام واندلعت الحرب !" .. كما يتذكر مشهد الاستسلام :" تحرك ثلاثتنا (انا وشلومو وممثل الصليب الاحمر) إلى أراضى مصر .. تحركنا مباشرة إلى ضابط مصرى يقف منتصب القامة .. بكامل عدته .. وعند وصولنا لحق به عدد من الضباط المصريين الأصغر سنا .. جميعهم بكامل عدتهم ولكن دون رتب تميزهم .. وفجأة علق الضابط المصرى بعصبية شديدة ونظر نظره حادة الى ممثل الصليب الأحمر .. الذى قال لنا .. "اطلب من الضباط الإسرائيليين الوقوف انتباه فى حضرة الضابط المصرى الأعلى رتبة وتأدية التحية العسكرية له .. وعند قيامنا بالتحية رد الضابط المصرى بتحية عسكرية مماثلة ودار بيننا الحديث القصير باللغة الإنجليزية .. حيث قال ..الاستسلام سيتم طبقا للبند الثالث من معاهدة جنيف .. نظرت الى ممثل الصليب الأحمر .. حيث إننى لا أعلم شئ عن معاهدة جنيف لأسرى الحرب.. وقد أشار بالموافقة بتحريك رقبته بالإيجاب بمعنى أنها سليمة وواجبة فأشرت بالتبعية أننا موافقون ..وقال الضابط المصرى: هل توافق على التوقيع على بنود الاستسلام دون قيد أو شرط .. ومرة أخرى نظرنا إلى ممثل الصليب الأحمر الذى اشار بالموافقة فوافقنا .." معركة حصن لسان بورتوفيق أو معركة حصن كواى هي احدى معارك حرب أكتوبر وقعت في حصن لسان بور توفيق، أحد حصون خط بارليف 6 أكتوبر 1973. يعتبر لسان بورتوفيق الممتد من الشاطئ الشرقي للقناة بمثابة برزخ داخل خليج السويس، إذ تحيطه المياه من ثلاث جهات، ويصل طوله إلى كيلو مترين ويتراوح عرضه ما بين 50 و300 متر. وطبيعة اللسان صخرية مما يصعب معه رسو القوارب المطاطية عليه. ويمتد على اللسان من جهة الغرب المدخل الجنوبي لقناة السويس الذي يبلغ عرضه حوالي من 300 إلى 400 متر وهو أقصى عرض للقناة، كما يشرف اللسان في الجنوب على خليج السويس. وقد أقام العدو حصنا منيعا من حصون خط بارليف عند منتصف اللسان في مواجهة بورتوفيق وأطلقوا عليه اسم حصن كواي، وكانوا يستغلونه بحكم موقعه المشرف لادارة نيران مدفعية النيران والمدفعية بعيدة المدى لقصف المناطق المصرية الحيوية على الضفة الغربية للقناة، وهي مناطق بورفؤاد والسويس ومعامل البترول بالزيتية والقاعدة البحرية بميناء الأدبية، وللاشراف بالملاحظة على منطقة بعيدة ممتدة تشمل خليج السويس حتى منطقة السادات خاصة باستخدام الوسائل البصرية. وكان العدو قد خصص للدفاع عن موقع لسان بورتوفيق حوالي سرية مظلات، ودعمها بفصيلة دبابات كانت تتمركز خارج النقطة القوية علاوة على فصيلتي دبابات كانتا تتمركزان خارج اللسان كاحتياطي تكتيكي للموقع. وكانت تكديسات الذخائر والطعام والمياه داخل النقطة القوية تكفي حاجة الموقع للقتال أكثر من 15 يوما تحت ظرف الحصار. ووفقا للخطة الموضوعة أسندت إلى الكتيبة صاعقة من مجموعة صاعقة الموضوعة تحت قيادة الجيش الثالث والتي كانت يتولى قيادتها العقيد أ. ح فؤاد بسيوني، مهمة الاغارة على موقع لسان بورتوفيق واحتلال اللسان، بهدف معاونة أعمال قتال الفرقة 19 مشاة التي كانت تعمل على الجنب الأيمن للجيش الثالث الميداني. وفي الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973، بدأ التمهيد النيراني للمدفعية، ولم يتم قصف موقع اللسان كما كان مخططا، ولكن أسلحة الضرب المباشر بدأت في اطلاق نيرانها وتم فتح ثغرتين في موقع العدو, وعند بدء القصف قام العدو بدفع 5 دبابات من احتياطيه التكتيكي خارج الموقع إلى داخل اللسان، ولم تتمكن أسلحة الضرب المباشر على الضفة الغربية من اصابتها نظرا لتحركها خلف الساتر الترابي، وفي نفس الوقت قامت مدفعية العدو بقصف بورتوفيق قصفا مركزا. وفي حوالي الساعة السادسة والنصف مساء يوم 6 أكتوبر وتحت ستر نيران المدفعية وأسلحة الضرب المباشر، بدأت مجموعات الكمائن من كتيبة الصاعقة في عبور القناة بعدد 9 قوارب مطاطية، ورغم نيران العدو الكثيفة تمكنت هذه المجموعات من الوصول إلى الساتر الترابي واصابة دبابتين للعدو، وقامت بعمل كمائن القطع خارج وداخل اللسان، وكذا رص حقلين مضادين للدبابات لمنع الدخول والخروج من اللسان. وفي الساعة السادسة والدقيقة الأربعين مساء يوم 6 أكتوبر، دفع قائد كتيبة الصاعقة سرية الصاعقة المخصصة لمهاجمة النقطة القوية الرئيسية، ورغم النيران المركزة التي انهمرت عليها أثناء عبور القناة مما تسبب في اصابة قائد السرية النقيب جمال عزام و بعض أفرادها إلا أنهم تمكنوا من السباحة إلى الضفة الشرقية، و تسلق النقيب عزام الساتر الترابي لإسكات أحد المدافع في دشمة من دشم النقطة و كان يطلق نيرانا كثيفة تهدد عبور باقي السرية، و أثناء تسلقه أصيب مرة أخرى لكنه تحامل على نفسه حتى ألقى قنبلة يدوية على فتحة الدشمة دمرت المدفع قبل أن يرتقي شهيدا مما يسر وصول السرية إلى الساتر الترابي ونجاح إحدى فصائلها في مهاجمة و احتلال الجزء الجنوبي للنقطة القوية و تدمير العدو بها. وقام العدو بشن هجوم مضاد على هذه الفصيلة مرتين .. احداهما في أول ضوء والثانية في آخر ضوء يوم 7 أكتوبر، ولكن المحاولتين باءتا بالفشل وظلت الفصيلة متمسكة بموقعها. وحاول قائد كتيبة الصاعقة استغلال نجاح هذه الفصيلة فقام بدفع فصيلتين لتعزيزها. وتحت ستر قصف نيراني مركز في الساعة السابعة مساء يوم 7 أكتوبر قامت الفصائل الثلاث بمهاجمة النقطة القوية الرئيسية من اتجاه الجنوب، ولكنها عجزت عن اقتحامها فقرر قائد الكتيبة سحبها إلى الضفة الغربية لاعادة تجميعها. قرر قائد الكتيبة تنفيذ عملية الهجوم مرة أخرى بقوة سرية جديدة كاملة بوحدات دعمها عند منتصف ليلة11 /12 رمضان- 7/8 أكتوبر حيث قام بدفع سرية صاعقة لعبور القناة بقواربها تحت ستر الظلام وبدون أي غطاء من نيران المدفعية، وعند وصولها إلى الشاطئ الشرقي اندفعت لمهاجمة النقطة القوية ولكن نظرا لقوة تحصينها لم تتمكن من اقتحامها, وأصدر قائد الكتيبة أمره بضرب الحصار حول الموقع وعزله، وعدم اعادة شن الهجمات ضده حفاظا على أسلحته وأرواح جنوده، إذ ان قوة الموقع نتيجة لهذا الحصار لن يكون أمامها سوى التسليم. وفشلت طائرات العدو فى كسر هذا الحصار، فقامت بعض الطائرات من طراز فانتوم في الساعة العاشرة مساء وعند منتصف الليل يوم 13 رمضان - 9 أكتوبر بشن هجمات جوية عنيفة على كمائن القطع عند مدخل اللسان، لاجبارها على التخلي عن مواقعها حتى يمكن إرسال تعزيزات إلى الموقع، ولكن مجموعات القطع ظلت متمسكة بمواقعها. أدرك قائد الحصن الملازم أول شلومو أردينست منذ الليلة الأولى ان الحصن محاصر من جميع الجهات، ولكنه لم يكن لديه أي شك في أن قوات الجيش الدفاع ستأتي سريعا لنجدته وترفع الحصار المصري عنه, ولكن بعد مرور بضعة أيام تحرج الوضع داخل الحصن ، فقد أخذت الذخيرة في التناقص ونفد المورفين والأمصال والضمادات، وراح الجرحى يتلوون من آلامهم. وفي اليوم الخامس وصلت إلى الحصن رسالة لاسلكية من القيادة الجنوبية الإسرائيلية كان نصها: "اذا لم نستطع خلال 24 ساعة إرسال التعزيزات اليكم يمكنكم الاستسلام". وكان داخل الحصن 42 جنديا منهم 5 قتلى و20 جريحا مصاب بجروح خطيرة. وفي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا يوم 13 أكتوبر، تم استسلام الموقع عن طريق الصليب الأحمر الدولي ورفع العلم المصري عليه، ووقع في الأسر 37 فردا منهم 5 ضباط وسلم الموقع و اعطى ملازم أول شلومو أردينست العلم الأسرائيلى إلى قاتد الكتيبة الصاعقة و تم رفع العلم المصرى.