يوافق اليوم 13 أكتوبر ذكرى واحدة من أصعب وأمرّ اللحظات التى عاشتها إسرائيل فى حرب أكتوبر73. والتى بكت بسببها رئيسة الوزراء جوالدا مائير. وبداية لابد أن نفسر لماذا هى من أصعب وأمرّ لحظات الحرب فماكينة الإعلام الصهيونى أترعت عقول العالم بأن الجيش الإسرائيلى لا يُقهر ورسخت قيادته فى أذهان عناصره عقيدة: أن الجندى اليهودى يموت ولا يستسلم للعدو. واجتهدت ماكينة الإعلام الإسرائيلية المتفوقة فى تضخيم هذه العقيدة عالمياً وفى أذهان جنوده اليوم تأتى ذكرى استسلام وسقوط حصن بور توفيق أو حصن كواى كما كان يسميه الاسرائيليون وخروج جنود الاحتلال رغم انوفهم رافعى الأيدى مستسلمين للأبطال المصريين طالبين السلامة وليؤدى قائد الحصن الملازم شلومو اردينست التحية العسكرية رغم أنفه للضابط المصرى البطل الرائد زغلول فتحى الذى كان قائد سرية حصار الحصن حتى عملية استسلامه التى أشرف عليها الصليب الأحمر الدولى بناء على طلب الجانب الإسرائيلى. قائد الحصن الإسرائيلى كان برتبة رائد إلا أنه قتل فى معارك حصار الحصن يوم 8 أكتوبر وتولى بعده الملازم شلومو اردينست القيادة وعند الاستسلام خرج اردينست متلكئ يتصنع عدم الاهتمام لكن الرائد فتحى زغلول صرخ فيه:" Attention" وهى فى العسكرية تعنى انتباه فتصلب اردينست وشد قامته وأعتدل فى وقفته ووجد نفسه يؤدى التحية العسكرية للرائد المصرى البطل فتحى زغلول. وكان مصور أخبار اليوم " مكرم جاد الكريم " متواجداً فالتقط هذه الصورة التاريخية التى أذلت الجيش الذى لا يُقهر ولا يستسلم !. وحتى تكون الصورة العامة أكثر وضوحاً فإن حصن بورتوفيق كان من أقوى حصون خط بارليف تحصيناً وأخطرها أثراً حيث يقع فى منتصف لسان يمتد داخل خليج السويس ويمكنه موقعه من توجيه ضربات موجعة لمدينتى بور توفيق والسويس ومعامل البترول بالزيتية وميناء الأدبية ومواقع اخرى حيوية متعددة على الضفة الغربية للقناة وفى الوقت نفسه كان يتولى توجيه نيران وصواريخ القوات الإسرائيلية نحو مواقع حيوية مصرية غرب القناة. وهو محاط بالمياه من ثلاث جوانب وأمامه ساتر ترابى يرتفع إلى 15 متراً، مغطى تماماً بأسلاك شائكة، وحوله خنادق ودشم مسلحة برشاشات، وأضف إلى ذلك 11 دبابة تعمل كاحتياطى تكتيكى وسرية دبابات تتمركز خارج اللسان وسرية مظلات وطيران حربى جاهز للعمل لنجدة الحصن، وقطع بحرية حاولت فعلاً نجدته بعد إحكام الحصار حولة لكن كثافة النيران المصرية وصمود أبطال الحصار أجبرتها على الانسحاب. الكتيبة 43 صاعقة من المجموعة 127 صاعقة التابعة للجيش الثالث يقودها العقيد أ. ح فؤاد بسيونى، تولت مهمة حصار الموقع تمهيداً للسيطرة عليه وتدميره.وتحت ستار من نيران المدفعية وأسلحة الضرب المباشر، بدأت مجموعات الكمائن من الكتيبة 43 صاعقة فى عبور القناة بالقوارب المطاطية وتمكنت تحت وابل من نيران العدو من الوصول إلى الساتر الترابى وتمكنت سرية من الكتيبة 43 من الوصول للساتر الترابى ونجحت فى السيطرة على النقطة الجنوبية من الموقع وقتل من فيها وقامت الكتيبة 43 صاعقة بحصار الموقع حصاراً كاملاً وعزله وتمسكت بمواقعها رغم كثافة نيران العدو من مدافع ورشاشات وهجمات طيران مكثفة ووجد الإسرائيليون أنه لا مجال أمامهم إلا التسليم خاصة بعد تزايد أعداد القتلى والجرحى ونفاذ المؤن والعلاج. وكان داخل الحصن 42 جندياً منهم 5 قتلى و20 جريحاً بجروح خطيرة. وفى صباح يوم 13 أكتوبر، تم استسلام الحصن ورفع العلم المصرى عليه وأسر 37 فرداً بينهم 5 ضباط، من الجيش الذى لا يُقهر ولا يستسلم.