ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز " البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثار موجبة جديدة من الاضطرابات التجارية العالمية صباح الجمعة، حيث مهدت إدارته الطريق لرسوم جمركية جديدة على الصين، ثم سرعان ما هاجم الرئيس بنفسه كندا بشدة، بعد يوم من قطع المحادثات مع جارته الشمالية. وأوضحت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته في عددها الصادر /الجمعة/- أن مكتب الممثل التجاري الأمريكي بدأ تحقيقًا قد يُمهد الطريق لفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات القادمة من الصين، وهو إعلان جاء قبيل مغادرة ترامب المقررة لمفاوضات هامة في آسيا، بما في ذلك قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينج. وقالت الإدارة الأمريكية إنها تبحث فيما إذا كانت بكين قد امتثلت لاتفاقية تجارية أُبرمت خلال ولاية ترامب الأولى- وهو تحقيق يُنذر بتفاقم التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم قبل القمة الأمريكيةالصينية المقررة يوم /الخميس/ المقبل. وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن هذا التحقيق قد يسمح لترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية حتى لو ألغت المحكمة العليا الرسوم التي فرضها على بكين هذا العام بناءً على قانون سلطات الطوارئ. ومن جانبه، صرح الممثل التجاري الأمريكي بأنه سيدرس "ما إذا كانت الصين قد نفذت التزاماتها بالكامل.. وما هي الإجراءات، إن وجدت، التي ينبغي اتخاذها ردًا على ذلك". ومن المقرر أن يصل ترامب إلى ماليزيا نهاية الأسبوع لإجراء محادثات مع حلفاء واشنطن في المحيط الهادئ، قبل أن يتوجه إلى اليابان يوم /الاثنين/ المقبل وكوريا الجنوبية بعد ذلك، فيما أشارت الصحيفة إلى أن هذه الجولة الخارجية تأتي في أعقاب قراره تجميد المحادثات مع كندا - وهي شريك تجاري كبير آخر للولايات المتحدة - بعد أن أبدى استياءه من إعلان تلفزيوني! . وفي صباح اليوم، صعّد ترامب اتهاماته لكندا بأنها "تغش منذ فترة طويلة" في الرسوم الجمركية، مضيفًا: "الآن، لم يعد بإمكانهم، هم ودول أخرى، استغلال الولاياتالمتحدة"، بينما أثار قراره بوقف محادثات التجارة، ردًا على حملة إعلانية شنتها مقاطعة أوتاوا، قلقًا بشأن نهج الرئيس الأمريكي المتقلب. ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن إدوارد ألدن، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث، قوله في تصريح خاص لها:" نحن نتعامل هنا مع مشكلة إدارة رجل واحد للسياسة التجارية دون قيود". وأبرزت الصحيفة البريطانية في تقريرها أن خطوة ترامب المفاجئة بشأن المفاوضات مع كندا جاءت رغم مساعي رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى ترسيخ العلاقات مع البيت الأبيض في الأشهر الأخيرة. وقال كارني للصحفيين -في أوتاوا اليوم /الجمعة/-:" لا يمكننا السيطرة على السياسة التجارية للولايات المتحدة؛ نحن ندرك أن هذه السياسة قد تغيرت جذريًا". وأضاف أن المسئولين الكنديين مستعدون للبناء على التقدم المحرز في محادثات التجارة "عندما يكون الأمريكيون مستعدين لإجراء تلك المناقشات"، مؤكدًا أن أوتاوا ستركز في هذه الأثناء على "الشراكات والفرص، بما في ذلك مع عمالقة الاقتصاد في آسيا". لكن كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، قال يوم /الجمعة/ إن التفاوض مع كندا كان "صعبًا للغاية"، وأن ترامب شعر بالإحباط من المحادثات. وأعلن الرئيس الأمريكي عن قراره بوقف مفاوضات كندا مساء أمس /الخميس/، مشتكيًا من أن الإعلان الذي بُث في الولاياتالمتحدة تضمن صوت الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريجان " وهو يتحدث بشكل سلبي عن الرسوم الجمركية"، حسب قوله.