عند تقديم تجربةٍ فنية تُستعاد فيها السيرة الذاتية لشخصيةٍ بحجم كوكب الشرق أم كلثوم، لا بد أن يقع صُناع العمل في مساحة من الارتباك والتحدّي، فكيف يمكنهم تحويل المسألة من مجرد إعادة سردٍ لشخصيةٍ تاريخية إلى رؤية فنية متجددة، دون أن يقع المؤلف أو المخرج في فخ التحيز أو التعصّب لتلك الشخصية، أو تقديمها بصورة نمطية ملائكية كما اعتدنا في كثيرٍ من أعمال السير الذاتية؟ ليكون السؤال: كيف يستطيع صُنّاع العمل اختراق المواقف الإنسانية والحياتية لتلك الشخصية؟، وتقديم طرحٍ ربما لا يتوافق تمامًا مع الصورة الراسخة في المخيال الجمعي للمتلقي العربي، ولا مع تلك الصورة المثالية التي حفرتها الذاكرة الجمعية عنها؟ عبر تقديم سيرةٍ نفسيةٍ وإنسانيةٍ مختلفة، تُبرز مخاوف أم كلثوم وطموحاتها، بل وحتى أطماعها وتناقضاتها الشخصية – إن وُجدت – في محاولةٍ للاقتراب من الإنسان داخل الأسطورة، لا من الأسطورة ذاتها. من هذا المنطلق يمكننا النظر إلى العرض المسرحي "أم كلثوم.. دايبين في صوت الست"، تأليف الدكتور مدحت العدل، وإخراج أحمد فؤاد، ومن إنتاج شركة العدل جروب ستوديوز، فالعرض يقدم رؤية مختلفة، يطرح من خلالها تساؤله العميق حول سر عبقرية أم كلثوم، تلك العبقرية التي جعلتها تتربع على عرش المشهد الغنائي العربي منذ ثلاثينيات القرن العشرين وحتى يومنا هذا. فرغم مرور نصف قرن على رحيلها، إلا أن عبقريتها وعقليتها الفذة جعلتاها عصية على النسيان، بل وعلى مجاراة الزمان ذاته، وكأن صوت "الست" هو صوت لكل زمانٍ وكل عصر. في دلالة واضحة على أن معجزة أم كلثوم لم تكن فقط في صوتها الاستثنائي، بل أيضًا في عقلها الواعي وذكائها الفطري واختياراتها الدقيقة، التي قامت على الإدراك العميق والتركيز والتحليل الواعي، وبذلك، أصبحت أم كلثوم – ولا تزال – أسطورة الغناء العربي عبر تاريخه، رمزًا للخلود الفني والعبقرية الإنسانية التي تتجاوز حدود الزمن والمكان. منذ البداية، يشتبك المخرج أحمد فؤاد مع ذائقة المتلقي، فيدفعه إلى استعادة نوستالجيا أغاني الست لتكون مقدمةً لما سيُطرح لاحقًا من أفكارٍ وحكاياتٍ تتجلّى عبر الدراما وحيوات الشخوص. ويأتي ذلك من خلال استخدامه لتقنية الهولوجرام، التي تُجسِّد كوكب الشرق أثناء أدائها رائعتها الخالدة "أنت عمري"، في إشارةٍ إلى أن العرض لا يكتفي باستحضار صوت أو صورة أم كلثوم كذكرى، بل يحوِلها إلى حضور شبه افتراضي يتقاطع مع ذاكرة الشخصيات وحوارها الداخلي، في حيلة بصرية تُعيد للجمهور حضور أم كلثوم كرمز للأغنية الشرقية والعربية، تجعل من «الست» كائنًا فنيًا يتجاوز الغياب والزمن. يبدأ العرض من نقطة البداية، واكتشاف الشيخ أبو العلا محمد لموهبة أم كلثوم أثناء حضوره أحد المناسبات في محافظة الدقهلية ليوصي والدها الشيخ إبراهيم بأن يأتي إلى القاهرة ومعه ابنته الذي سيكون لها مستقبلًا كبيرًا في عالم الطرب والأغنية العربية. هكذا جاءت البداية متقاربة إلى حد كبير مع الأعمال السابقة التي قدمت عن سيرة الست أم كلثوم، سواء في المسلسل الشهير التي قامت ببطولته الفنانة صابرين وإخراج إنعام محمد علي، أو الفيلم الذي قامت ببطولته الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد وإخراج محمد فاضل، لكنه ابتعد في تناوله عن كلا التجربتين مقدمًا رؤيته الخاصة، وهو ما يتيح للعرض حرية ابتكارية وتركيبية في بنيته السردية من جهة؛ ويحرم المشاهد من مرجعية تُثري الفهم، فيحاول الإخراج أن يعوّض ذلك بابتكارات تشكيلية ولغوية من جهة أخرى، لنكون في النهاية أمام عرض لا يتشبث بجذور السيرة التقليدية لكنه يكافح أحيانًا ليُقنعنا بأطروحته. لكنّ العرض يأخذنا بعد ذلك إلى بنيته السردية الخاصة، التي تنطلق منها رؤيته حول سيرة "الست"، باحثًا عن الإنسان داخلها أكثر من الأسطورة، ومستكشفًا الدوافع التي جعلت من أم كلثوم أسطورةً تتجاوز حدود الزمان والمكان، ومن هنا، تتّجه السردية نحو الثنائيات التي صنعتها أم كلثوم بإرادتها أحيانًا، وبلا وعيٍ منها أحيانًا أخرى، مثل ثنائيتها مع أحمد رامي، التي بدأت بإعجابٍ متبادل، ثم ما لبث أن تحوّل إلى هيامٍ وعشقٍ صادق من جانب شاعر الشباب، ذلك الحبّ الذي أنجب أروع ما في تاريخ الطرب العربي من روائع خالدة، بينما تعاملت "ثومة" مع مشاعر رامي ببراغماتية عالية وذكاءٍ فطري نادر، فلم تقع في فخ الحبّ المتبادل الذي كان ربما من الممكن أن يؤثر سلبًا على مسيرة أحدهما، بل حولت تلك العاطفة إلى طاقة فنية خلاقة، غذت أعمالهما المشتركة، وجعلت رامي يقدم لها أروع ما غنّت، في علاقة إنسانية وفنية معقدة بين الوجدان والعقل، والعاطفة والاحتراف. وكذلك يأخذنا العرض إلى ثنائيات المنافسة، كاشفًا كيف سطت أسطورة أم كلثوم على أسطورةٍ أخرى خبت أنوارها بمجرد ظهور "الست"، وهي السلطانة منيرة المهدية، تلك الموهبة الكبيرة التي وصفها عميد الرواية العربية الأديب العالمي نجيب محفوظ في حواره مع الناقد الراحل رجاء النقاش قائلًا: "في بداية عصر أم كلثوم كانت توجد مطربة من أجمل الأصوات النسائية التي عرفتها مصر، وهي منيرة المهدية، فصوتها من نفس طبقة صوت أم كلثوم أو أقل درجة". لكن السلطانة، كما لُقبت من جمهورها في مطلع القرن العشرين، لم تُحسن التركيز على فنّها، ولم تُعطِ أعمالها ما تستحقه من اهتمام، بقدر ما انشغلت بموهبة أم كلثوم، فحاربتها مدفوعةً بأحقاد الغيرة الفنية، وسخّرت لذلك بعض الصحفيين المواليين لها آنذاك، لإطلاق الشائعات والتقليل من شأن "الست"، غير أنّ الموهبة الصادقة دائمًا ما تنتصر، لأنها تملك سلاح الاستمرارية والبقاء. وهكذا انتصرت أم كلثوم، لتُسجل ميلاد أسطورة جديدة في عالم الطرب العربي، تتفوق بقدرتها على التطوير ومواكبة ذوق الجمهور وتطلعاته. ومن الثنائيات التي استحضرها العرض أيضًا – وربما ابتعدت عنها أغلب المعالجات السابقة لسيرة كوكب الشرق – ثنائيتها مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، حيث أبرز العرض مشاعر الغيرة الفنية المتبادلة بين القطبين الكبيرين، فقد انتصر عبد الوهاب في مجال السينما، بينما كانت أم كلثوم خارجة من صدمة محاولات التجديد الموسيقي التي خاضتها مع محمد القصبجي، والتي بلغت ذروتها الناجحة في أغنية "رق الحبيب"، ثم تراجعت في التجربة الفاشلة لألحان فيلم "عايدة". عند ذلك المنعطف، واجهت أم كلثوم لحظة حاسمة في مسيرتها، زاد من حدّتها انتصارها الكبير على عبد الوهاب في انتخابات نقابة الموسيقيين، قبل أن تأتي ثورة يوليو لتجمع بين الأسطورتين في مشروعٍ وطني وفني مشترك، وهكذا تحولت العلاقة بينهما من منافسة محتدمة إلى تعاونٍ خلاق، فكانت ثنائيتهما علامة فارقة في تاريخ الأغنية العربية، جمعت بين العقل الموسيقي لعبد الوهاب والروح الغنائية لأم كلثوم في مزيج فني لا يضاهيها ثنائية أخري في عالمنا العربي. منذ المشاهد الأولى، عمل مدحت العدل في سرديّته على عناصر الإقناع، فوظّف الدلالات اللغوية بما يتناسب مع روح العصر الذي تنطلق منه الحكاية، متطورًا في مفرداته مع تطوّر الزمن وتحول اللهجة العامية ولغة المصريين في الشارع. وبذلك، قدم صورةً بانورامية دقيقة لتطور لغة الشارع المصري، مبرزًا في الوقت نفسه عبقرية "الست" في قربها من الناس، وتغنيها بقوالب لغوية تتناغم مع لسان جمهورها اليومي. كما استحضر الكاتب تأثير أم كلثوم وقدرتها على الإقناع، تلك القدرة التي جعلتها تقنع الشاعر أحمد رامي بالتحوّل من الكتابة بالفصحى إلى العامية، وهو تحول يحمل دلالاتٍ درامية وثقافية عميقة. فالفصحى هنا ترمز إلى المكانة الرسمية والثقافية الرفيعة، بينما العامية تمثل الانفتاح والبوح والاقتراب من الناس والأرض، هذا التحول اللغوي لا لم يكن مجرد اختيار فني، بل هو تجسيدٌ لاثنين من أهم الصراعات الدرامية في العرض: صراع الهوية العامة من جهة، وصراع الذات الخاصة من جهةٍ أخرى، وهو ما يُظهر كيف أن أم كلثوم – بوصفها رمزًا فنيًا عربيًا – لم تكن بعيدةً عن لغة الشارع التي صنعت جمهورها وحاضنتها الشعبية، كذلك، فإن استخدام لغة العرض المناسبة لزمنها يمنح العمل مصداقية واضحة وحيوية فنية، إذ إن التبدّل اللغوي فيه مدروس بعناية ويخدم البنية الدرامية بعمق، بدلاً من أن يكون ترفًا لغويًا أو تجميلًا شكليًا. بشكل عام، اختار مدحت العدل في بنيته السردية التركيز على العوامل النفسية داخل شخصية الست أكثر من الفنية أو الاجتماعية ما يمنح العمل خصوصية تأملية في طريقة تناوله لسيرتها المهنية والشخصية، وقد استعاض المؤلف عن التحاليل المباشر، بالتركيز على أمور مثل الثقة بالنفس والولاء للفن كأسباب لجاذبيتها، ناجحًا في الوقت نفسه تهشيم الصورة الأسطورية البراقة لصالح بشرية أكثر قربًا ومواجهة. هكذا يتجنّب العرض السقوط في تقديسٍ سطحِي، ويعيد بناء الأيقونة على أساس إنساني نفسي وواقعي لا مثالية صماء، في طرح يتوافق رؤية الفيلسوف برجسون، الذي يرى "أن العبقري يشعر أنه ينتمي إلى البشرية جمعاء، ولذا فهو يخترق حدود الجماعة التي نشأ فيها ويثور على العرف الذي يدعم كيانها". بالمجمل، تتّسم نصوص مدحت العدل دائمًا بطابع المراوغة والتمرد، إذ يسقط في سرديّاته بعض الأحداث التاريخية – سواء كانت سياسيةً أو اجتماعيةً – لينطلق منها إلى قلب الحكاية، فيجعل من التاريخ مرآةً للواقع لا مجرد خلفية له، فهو لا يقدم سرده بمعزل عن محيطه وقضاياه، بل يربط الفن بالحياة، والمشهد المسرحي بالتحوّلات الفكرية والوجدانية للمجتمع، وهذا ما يجعل التعامل مع نصوصه تحدّيًا فنّيًا وفكريًا يتطلّب وعيًا عميقًا وحساسية جمالية عالية، وقد نجح المخرج أحمد فؤاد في هذا التحدّي برؤيته الإخراجية، إذ فكّ رموز النص وتوغل في معانيه الخفية، مقدمًا عرضًا مسرحيًا ثريًا ومتكاملًا يمزج بين العمق الفكري والجماليات البصرية، في تجربة فنية متفردة، قادرة على إعادة طرح الأسطورة بروحٍ معاصرةٍ ووعيٍ إنسانيٍّ متجدد. قدّم، أحمد فؤاد، رؤيةً إخراجيةً متناغمة مع أطروحة مدحت العدل في نصّه السردي، إذ لم يكن النص بمعزلٍ عن الصورة البصرية، ولم تتشتت الأفكار بين الحكاية والمشهد، فقد تجنب المخرج الاعتماد على أغاني أم كلثوم الأصلية في بناء إيقاع العرض، واختار بدلًا من ذلك تقديم أغانٍ جديدة من أشعار مدحت العدل نفسه، في رسالة فنية مركبة تسعى إلى تجديد السيرة لا استعادتها، وإلى تقديم رؤية معاصرة لروح "الست" تناسب إيقاع المسرح الحديث. واستعان فؤاد في إخراجه بعناصر بصرية جريئة ومجربة في الوقت ذاته، موظفًا التقنية لخدمة المعنى، لا لمجرد الإبهار، ومن جهةٍ أخرى، لم يُغفل المخرج السردية النفسية للنص، بل جعل الصورة البصرية تتماهى مع بنية النص الدرامية، بحيث لا يشعر المشاهد أنه محبوس داخل وعي الشخصية النفسي فقط، بل يعيد تشكيلها بتأويلات رمزية وتقنيات بصرية تُثري التحليل النفسي وتعمق التجربة الجمالية للعرض، محافظًا في الوقت نفسه على تدرج إيقاعي واضح في البنية الدرامية، يمزج بين السرد والتحليل والإبهار البصري، ليقدّم عملًا متوازنًا يجمع بين الجرأة والتجريب في آنٍ واحد. وتضافرت عناصر العرض المسرحي لتصنع فسيفساء درامية متجانسة، ترتبط عضويًّا بعناصر الموسيقى والغناء والرقص، وصولًا إلى صيغةٍ ناضجةٍ ومتدفقةٍ من فنون الفرجة الغنائية على نحوٍ يتوافق مع صيغة "Musical Theatre" ولم يحضر الغناء أو الاستعراض هنا كزخرفةٍ جماليةٍ أو أداةٍ ترفيهيةٍ فحسب، بل كانا عنصرين جوهريين في نسيج الحبكة الدرامية، وجسرًا تصاعديًا تمرّ عبره تفاصيل الحكاية وتتشكّل عليه مسارات الشخصيات ومحطّاتها الوجدانية، في تجربةٍ لا تخلو من الشاعرية والتأثير النفسي العميق. وسعى المخرج أحمد فؤاد من خلال تكامل أدواته البصرية والسمعية إلى تعزيز الدفقة الشعورية التي يحملها العرض، واضعًا المتلقي في قلب الفعل الدرامي من خلال الاتصال الشعوري والنفسي المباشر مع الأحداث. وقد أصاب هذا الرهان قدرًا من النجاح بفضل ما أنتجته الموسيقى والغناء والاستعراضات من تأثيراتٍ فاعلة في حالة التلقي، أما الديكور فقد قدم مقاربة منطقية وبصريةً واعية لا تنفصل عن تخيّل المتلقّي للحكاية واحتمالاتها، فكان بسيطًا وخفيف الحركة في أغلب مشاهده، مع دورٍ واضح في إثراء المشهد بالألوان وتوزيع الإكسسوارات على نحوٍ يخدم الصورة البصرية. كذلك أسهمت الأزياء في استكمال الحالة الجمالية بتوازنٍ محسوب، حتى في أشد الشخصيات فقرًا وبساطةً، بينما جاءت الإضاءة بإيقاعٍ هادئٍ مريحٍ يتناسب مع روح الحكاية وتطورها الزمني، أما الموسيقى، فحملت بُعدًا عاطفيًا مؤثرًا وإن اتسمت بمسحةٍ عصريةٍ تتماشى مع الذائقة الحديثة، لتصل إلى المتلقي في صورةٍ متجددةٍ ومواكبةٍ للسرد بعيدًا عن الموسيقية الكلثومية الكلاسيكية. وجاء توظيف الضوء متناسقًا مع المنطق الواقعي للزمن المسرحي؛ إذ لم يُشعِر المتفرج بانفصال المشاهد عن مصادر الإضاءة الطبيعية، وبهذا قدّم المخرج عرضًا لا ينفصل عن الراهن ولا يجور على حكاية الماضي، قابضًا على تفاصيل الأسطورة ومسارات الأداء بحسٍّ تاريخيٍّ دقيق، يوازن بين الانفصال عن الدراما والاتصال بها في آنٍ واحد، ليخرج العرض في صورةٍ تجمع بين الحنين والأصالة والحداثة الفنية. في النهاية، قدم العرض قراءة جريئة وذاتية لأيقونة لا يمكن تصنيفها ضمن نماذج السير التقليدية، بل في إطار سيرةٍ نفسية عميقة تُقدر العقل قبل الصوت، وتراهن على لغة حداثية تراعي زمن الأمكنة وتنوع المتلقين، وقد تجرّأ العرض على تفكيك الصورة الملائكية النمطية لأم كلثوم، فبينما ارتدى عباءة السيرة الذاتية، حمل في جوهره روح التجريب في مستويات السرد والبناء الدرامي والتشكيل البصري، وفي المزاوجة بين الحوار والمرجعية النصيّة التي تحمل الحكاية وتعيد صياغتها من الداخل. وفي خلاصته، بدا العمل متكاملًا وثريًّا وحيويًّا وجذّابًا في الشكل والمضمون، من حيث تكامل عناصره الفنية والفكرية، إذ أعاد بناء سيرة كوكب الشرق بصورةٍ أكثر إنسانية وواقعية، مقدّمًا نموذجًا ل"الست" التي آمنت بنفسها وأخلصت لفنّها، فاختارت أن يحبّها الناس قبل أن تُحبّ أحدًا، وهو ما يجعل من هذا العرض تجربةً نقديةً وفنيةً مثيرةً تستحق التوقّف عندها، ليس فقط بوصفها استعادةً لأسطورةٍ خالدة، بل بوصفها قراءةً جديدةً في معنى الخلود الفني والإنسان في آنٍ واحد.