هناك حكمة تقول يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، وذلك ينطبق على ما تبثه القنوات المأجورة الإخوانية من الخارج بأن باسم عودة وزير التموين الأسبق والمحبوس حاليا على ذمة جرائم الجماعة الإرهابية هو الوزير الوحيد الذي أطلق الناس عليه وزير الغلابة، وأنه هو الذي طور بطاقة التموين وجعلها بطاقة تموين ذكية، وأنه حسن جودة الزيت التمويني ورغيف الخبز، وهو وزير التموين الوحيد الذي كان يقوم بجولات في الأسواق. والحقيقة أن هذا الكلام عار تماما من الصحة جملة وتفصيلا، وما أقوله ليس قدحا في أحد ولكن إحقاقا للحق حيث أن لقب وزير الغلابة أطلق على كل وزير تقلد وزارة التموين والتجارة الداخلية، منذ عهد المرحوم الدكتور أحمد جويلي وزير التموين الأسبق وحتى الدكتور على المصيلحي رحمة الله عليه، أما من وضع اللبنة الحقيقية في تطوير بطاقة التموين، لجعلها كارت ذكي فهو الدكتور حسن خضر وزير التموين الأسبق، وبدء التشغيل التجريبي لها في عهده في محافظة السويس خلال المحافظ سيف جلال، وكان ذلك في عهد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، وكانت اسمها الحكومة الذكية، واستكملها بعد ذلك كل من أتى بعده حتى وصلت إلى ما نحن فيه الآن. أما بخصوص أنه حسن جودة الزيت التمويني وجعله شفافا مثل زيت عباد الشمس، هذا للأسف كان خداعا، وأضر بالمواطنين، حيث كان كل مواطن قبل التطوير يحصل على كيلو ونصف زيت، وكان يحتوي على خليط من زيت عباد الشمس وزيت أولين الغامق، ولذلك كان لون الزيت قاتما، ولكن كان له فوائد، حيث أن به أوميجا 3، المفيد للقلب، وأيضا لا يتبخر بسرعة عند استخدامه، لأنه عالي الكثافة، ولذا كان اقتصاديا وما فعله الدكتور باسم أنه حذف زيت الأولين من الكمية وأصبحت 960 جراما فقط للمواطن شهريا، وفرح المواطنون أن الزيت أصبح شفافا ولا يعلمون أن الفائدة كلها كانت في زيت أولين. أما بخصوص أنه طور رغيف الخبز حيث ظهر في إحدى الصور وفي يديه رغيف خبز كبير، والحقيقة أن الذي كان في يده هو رغيف خبز مجري، حيث يتم وضع هذا الخبز وهو عجين فى الطاولة على دقيق بدلا من "الردة"، وهذا النوع من الخبز يتم إنتاجه فى غالبية المحافظات الساحلية ويشبه الخبز اللبناني الأبيض الكبير، ولكن ما يتم إنتاجه في معظم المخابز البلدية المدعمة حاليا والمتعارف عليه نوعان هما الرغيف " الماو الطرى" الذى يتم وضع الخبز وهو عجين فى الطاولة على "ردة" قبل الطهي في الفرن، وإنتاج خبز "الماو الملدن" ويتم وضع أيضا الخبز وهو عجين فى الطاولة على "ردة" قبل الطهى، ولكن هذا النوع من الخبز اسمه خبز ملدن، وهما لم يطرأ عليهما أي تحسين، وأيضا كل وزراء التموين السابقين بدون استثناء كانوا يقومون بجولات في الأسواق والمحلات وليس هو فقط كما قام الدكتور باسم عودة بإلغاء الميزة التي كانت تمنح للمواطنين خلال شهر رمضان وهي صرف حصة التموين كاملة لهم بنصف السعر، وأعلن انه سيتم تعويضهم و توزيع فول ومكرونة مجانا على البطاقة التموينية لكل فرد، ولم يحدث ذلك.. ناهيك عن الإسراف المادي له ولأعضاء مكتبه من وجبات إفطار وغذاء وعشاء من أفخم المحلات طول الشهر، حتي بلغت نحو 60 ألف جنيه شهريا، وعندما سئل عن ذلك في إحدى المؤتمرات الصحفية شعر بالإحراج في كيف تسربت هذه المعلومة، ودافع عن ذلك بأنها مصاريف ضرورية للضيافة. هذا إظهارا للحقيقة وردا على ما تروجه القنوات المأجورة من أكاذيب وعلى غير الحقيقة، وايضا هناك من المواطنين ليس لديهم هذه المعلومات التي يعرفها موظفو التموين وبعض أصحاب البطاقات التموينية.. والله على ما أقول شهيد..