تناول الشيخ خالد الجندى مفهوم "الابتلاء" الإلهى، مستشهدًا بقصة "صاحب الجنتين" المذكورة فى القرآن الكريم، ليؤكد أن عطاء الدنيا ليس دليلًا على رضا الله أو غضبه، بل هو امتحان واختبار للبشر. وأوضح الشيخ خالد الجندى فى حلقة اليوم من برنامج "لعلهم يفقهون" والمذاع على فضائية DMC، أن الله يبدأ المثل ب "رجلين" متساويين، ليؤكد أن العطاء والرزق الذى يأتِى بعد ذلك هو تفضيل من الله للاختبار والامتحان، وليس دليلًا على أفضلية شخص على آخر. وأشار إلى أن الإنسان بطبيعته يخطئ فى تفسير هذا الابتلاء، حيث يظن الغنى أن الثراء تكريم من الله، بينما يعتقد الفقير أن ضيق الرزق إهانة، وهو ما أوضحته آيات سورة الفجر. وشدد خالد الجندى، على أن كل ما فى الدنيا هو ابتلاء وامتحان من الله، فالغنى مبتلى بغناه، والفقير مبتلى بفقره، وكذلك القوى بقوته والمريض بمرضه، وحتى صاحب المنصب والجمال والشهرة، كلهم فى امتحان. وأكد أن رزق الله لا علاقة له بأفعال البشر من صلاح أو فساد، فالله يرزق المؤمن والكافر على حد سواء، مستدلًا بقوله تعالى: "كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا". واختتم الشيخ خالد الجندى، حديثه بالتأكيد على أن عطاء الدنيا ليس مقياسًا لرضا الله، وأن الله يعطى الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، لكنه يختص من يحب بعطاء الآخرة، داعيًا كل إنسان إلى أن يفهم طبيعة الابتلاء الذى يعيشه ويتعامل معه على هذا الأساس.