سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الفتاح عبد المنعم يكتب: ملاحظات على كلمة الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.. حديث من القلب عن وجع المصريين وصبرهم وعن وعى الدولة ومسئوليتها.. دعوة للمستقبل بالعقل والثقافة لا بالصوت العالى
حين جلست أستمع إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة صباح اليوم، وجدت نفسى – كغيرى من ملايين المصريين – لا أستمع إلى خطاب سياسى، بل إلى رجل يفتح قلبه أمام شعبه، ويتحدث بصدق الأب الذى يعرف تعب أبنائه، ويشاركهم الهمّ قبل أن يطلب منهم الصبر. فعاليات الندوة التثقيفية ال42 التي تنظمها القوات المسلحة
وعندما قال الرئيس: "أشعر بمعاناة المواطنين لأننى واحد منهم" توقفت لحظات متأملاً مدى صدق ما يتحدث به هذا القائد النبيل، شعرت أن الجملة خرجت بلا صياغات مسبقة، ولكن بعفوية وصدق وتجربة حياة عاشها الرجل بين الناس، يعرف تفاصيلها، ويشم رائحة تعبها، ويستشعر نبضها الحقيقى، عند هذه النقطة تحديداً، أدركت أن الفارق بين القائد الذى يدير، والقائد الذى يشارك الناس وجعها، هو فى مدى صدق كلماته، التى تخرج من القلب وتصل إلى قلوبنا جميعاً. ثم عندما تحدث عن تجاوز المرحلة الصعبة بعون الله وبجهد المصريين وإخلاصهم، شعرت أن الرسالة لم تكن وعداً سياسياً بقدر ما كانت تذكيراً بأصل فكرة الدولة المصرية: أن هذا البلد لا يقوم إلا حين يتكاتف الناس، ويؤمنون أن كل خطوة للأمام لها ثمن غالٍ، لكن هذا الثمن ندفعه بحب وصبر من أجل كرامة بلادنا، ومن أجل جيل قادم نريد أن نرسم له مستقبلا أكثر إشراقا. استوقفنى أيضاً حديث الرئيس عن دور الإعلام والفن. لم يتحدث كحاكم يوجّه أو يأمر، بل كمثقف يعرف خطورة الكلمة والصورة والفكرة، قالها سيادة الرئيس بوضوح أن بناء الوعى لا يقل أهمية عن بناء الكبارى والمصانع، وإن حملات التضليل لا تُواجه إلا بالحقيقة، لا بالصوت العالى والشعارات، وعند هذه الجملة، فكرت كثيراً فى مسؤوليتنا نحن أبناء المهنة، كيف نكوّن جدارا وعيا، لا مجرد ناقلين للأخبار، وكيف نتحول إلى صوت الوطن ضد العدمية والتيه. أما لحظة الحديث عن غزة، فقد كانت مختلفة تماماً. بدا الرئيس متأثراً وهو يتحدث عن استضافة مصر لمؤتمر دولى لإعادة الإعمار، وعن دعوته للمصريين بالمشاركة والتبرع. كانت لحظة إنسانية عميقة، لأن فيها إحساس الأب الكبير الذى يرى فى أبناء فلسطين جزءاً من نسيجه، لا مجرد قضية على شاشة الأخبار. كان حديثه عن غزة امتداداً لنبض مصر الطبيعي: وطن لا يعيش وحده، بل يحمل الآخرين فى قلبه. وحين وجّه التحية للرئيس الراحل محمد أنور السادات، توقفت مرة أخرى. بدا فى صوته احترام القائد لمن سبقه، وتقدير التلميذ لدرس الشجاعة فى اتخاذ القرار. فى تلك اللحظة، شعرت أن كل ما يفعله الرئيس السيسى اليوم هو امتداد لذلك الخط المستقيم فى التاريخ المصرى، الذى يبدأ من نصر أكتوبر، ويصل حتى معارك اليوم ضد الجهل واليأس والتضليل. كلمة الرئيس خلال فعاليات الندوة التثقيفية ال42 التي تنظمها القوات المسلحة
كلمة الرئيس كلمة الرئيس لم تكن سرداً لإنجازات ولا استعراضاً لنجاحات، بل كانت جلسة صدق بين الدولة وشعبها، بين قائد تعب وشعب صابر. كانت تذكيراً بأن البناء ليس معادلة مالية، بل حالة إنسانية تقوم على الإيمان والجهد والضمير. ولما أنهى الرئيس كلمته قائلاً إن الدولة ماضية فى بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، تذكرت وجوه المصريين الذين يسيرون كل يوم إلى أعمالهم فى صمت وإصرار. هؤلاء هم الجنود الحقيقيون فى معركة الوعى والبقاء. إنها ليست مجرد ندوة تثقيفية، بل كانت لحظة وعى وطمأنينة. لحظة شعر فيها المصريون أن قائدهم لا يحدّثهم من فوق، بل من بينهم، من قلب التجربة، ومن عمق الإحساس.
*ولعلنى هنا أقول فى الختام : * حين يتحدث القائد من القلب، لا يسمعه الناس فقط، بل يشعرون أنه يتحدث بلسانهم، وأن الوطن، رغم كل التعب، لا يزال قادراً أن يمنحهم أملاً جديداً فى الغد. ولعل الرسالة الأعمق التى خرجت بها من كلمة الرئيس اليوم هى أن الدولة لا تعاند الناس، بل تعالج جراحها بخطة دقيقة تشبه العلاج الطويل، الموجع أحيانًا، لكنه الوحيد الذى يضمن الشفاء الحقيقى. الرئيس لم يخفِ الحقيقة، ولم يزيّن الواقع، لكنه قدّم للناس ما هو أصدق من الوعود.. قدّم إحساسه بمعاناتهم، وإيمانه بقدرتهم على التحمل والصبر. لذلك أقولها بضمير كل مصرى شاهد هذا الخطاب: استمعوا إلى كلمات القائد، وامنحوا أنفسكم بعض الصبر، لأننا على الطريق الصحيح، على القطار المنضبط الذى لا يسير بالهوى، بل بالعقل والإخلاص والإرادة. إن ما نعيشه اليوم ليس ضياعًا بل مرحلة علاج روحى واقتصادى، تضمن لأبنائنا غدًا أفضل، ولمصر مكانة تليق بتاريخها وصبر ناسها. وحين نصل — وسنصل — سندرك أن هذا القائد لم يكن يطلب منا إلا أن نؤمن بأنفسنا، وأن نصبر قليلً كى نحيا جميعاً حياة كريمة مرفوعى الرأس الآن وفى المستقبل. تكريمات الرئيس خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة
جانب مت تكريمات الرئيس خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة