سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير مصر بالدوحة فى حوار ل"اليوم السابع": استثمارات قطرية ضخمة بالساحل الشمالى والوادى الجديد قريبا.. مصر تمتلك إمكانات استثمارية ضخمة.. ونسعى لتوسيع حصة العمالة المصرية فى الدوحة.. ولا صحة لغلق التأشيرا
السفير وليد فهمى: العلاقات بين الرئيس السيسى وأمير قطر تمثل الأساس لتحقيق التعاون المستدام فى حوار حصرى ل«اليوم السابع»، كشف السفير وليد فهمى الفقى سفير مصر لدى الدوحة عن أهم الخطط والمبادرات التى تنفذها السفارة لدعم الجالية المصرية، وتسهيل الخدمات القنصلية، وتعزيز التعاون الاقتصادى بين مصر وقطر. وتناول الحوار أيضا أبرز الاستثمارات المشتركة، والفعاليات الثقافية المستقبلية، والتحديات الإقليمية التى تواجه العلاقات الثنائية، مع كشف تفاصيل دقيقة حول التأشيرات والعمالة المصرية فى قطر.. وإلى نص الحوار: ماذا يمثل لكم شخصيا وللدبلوماسية المصرية بوجه عام توليكم منصب سفير مصر فى قطر فى هذا التوقيت؟ هذا التكليف جاء من القيادة المصرية، ومن الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن وزير الخارجية المصرية، لاعتبار هذا الملف ذا أهمية قصوى، فالعلاقة مع قطر ذات أهمية استراتيجية، حيث تُعد مصر وقطر من الدول المهمة فى المنطقة التى تركز على بناء مجتمعاتها داخليا، وتحقيق الاستقرار والسلام فى محيطها الإقليمى. ما هى أبرز التجارب أو الإنجازات التى تعتبرها الأكثر فائدة خلال تاريخكم الدبلوماسى؟ فى الحقيقة، لا يوجد حدث محدد يمكننى اختياره، فعملى فى المهنة الدبلوماسية على مدى أكثر من 25 سنة جمع لى خبرات متراكمة ساعدتنى على تولى هذا المنصب الحالى. بدأت حياتى العملية فى السفارة المصرية بواشنطن، ثم انتقلت إلى جنيف فى سويسرا ضمن منحة من الوزارة، حيث أتممت دراسة الماجستير، ثم واصلت مسيرتى فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، وبعدها فى اليابان وكوريا الجنوبية. خلال هذه الفترة، عملت أيضا فى الديوان العام للوزارة، وتنقلت بين إدارات مختلفة، واكتسبت خبرة واسعة فى قضايا الشرق الأوسط، وخاصة الصراع العربى - الإسرائيلى، حيث شاركت فى متابعة ملفات عملية السلام الأمريكية لعشرات السنين، كما شغلت منصب مستشار وزارى فى شؤون هذه القضايا. كل هذه الخبرات شكلت قاعدة صلبة ساعدتنى فى أداء مهامى كسفير لمصر فى قطر اليوم. إذن ما هى أولوياتكم الرئيسية فى هذه المرحلة من عملكم كسفير لمصر فى قطر؟ أولوياتى هى نفسها أولويات القيادة المصرية، والأهم هو الاهتمام بالمصريين فى الخارج، وفق تعليمات الرئيس ووزير الخارجية. الأولوية الثانية هى تعزيز العلاقات بين مصر وقطر وأخذها إلى آفاق أوسع، يشمل ذلك جميع المجالات: الاقتصادية، الاستثمارية، والسياسية. فالعلاقات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ تميم بن حمد آل ثانى تمثل الأساس لتحقيق التعاون المستدام بين البلدين. هل هذا يعنى أن هناك صفقات واستثمارات جديدة بين مصر وقطر خلال الفترة المقبلة؟ فى ما يخص الاستثمارات، هناك مشاريع كبيرة جدا يقوم بها الجانب القطرى فى مصر، فى الساحل الشمالى والمنطقة الاقتصادية الخاصة بها، حيث سيتم الإعلان قريبا عن مشروع ضخم لشركة الديار القطرية هناك. كما توجد مشروعات عديدة فى مجالات العقارات والزراعة والمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى ذات إمكانيات عالية وستكون لها إضافة حقيقية للاقتصاد المصرى، وعلى سبيل المثال، قامت شركة بلدنا القطرية مؤخرا بتوقيع عقود استثمارية مع مصر ومع الشركات للاستثمار فى الوادى الجديد، ما يعكس فرص التعاون الكبيرة بين البلدين. كما توجد فرص كبيرة للشركات المصرية للعمل فى قطر، حيث يمكن لمصر أن تصدر الألواح الشمسية إلى قطر وتدعم مشاريعهم فى توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة. كما يشهد قطاع التشييد والبناء فى قطر نموا كبيرا، وهذا يتيح للشركات المصرية المشاركة والمساهمة وبالفعل هناك شركة مصرية كبيرة تعمل فى التشيد والبناء فى قطر وهى شركة المقاولون العرب، ودورنا كسفارة هو المساعدة وشرح المناخ الاستثمارى فى قطر، وتسهيل وصول الشركات المصرية للشركات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك فرص فى مجالات التعاون فى التكنولوجيات الحديثة، خاصة أن قطر مهتمة جدا بموضوع الذكاء الصناعى، ومصر تمتلك عقولا متميزة فى هذه المجالات، لذا من الممكن أن يتحقق تعاون مشترك ومتكامل بين البلدين فى هذه المجالات، بما يخدم التنمية والاستثمار ويعزز الشراكة الاستراتيجية. نعود مرة أخرى لدور السفارة فى خدمة المصريين.. هل هناك رسالة معينة تودون توجيهها للمصريين فى قطر حاليا بعد مرور شهر على توليك المنصب؟ أحب أن أرحب بالمصريين وأعرفهم بنفسى، وأؤكد أننى سأقوم بدعوتهم قريبا لإجراء لقاء معهم وعرض كل جديد داخل السفارة والتعرف على كل احتياجاتهم، وأيضا باطلاعهم على كل التطورات التى حدثت داخل القنصلية، ومنها أن كل الخدمات تُنجز فورا، بما فى ذلك التصديقات والتوكيلات والإفادات التجارية. فالمواطن يأتى بالأوراق مكتملة ويستلم المعاملة فى نفس اللحظة، دون انتظار لليوم التالى. هل هناك خدمات أو أمور لم يتم تحديثها بعد؟ التطوير دائم، خاصة مع وجود جالية كبيرة تقارب 200 ألف مواطن، فنحن نهتم بكل ما يسهل ويساعد المصريين فى كل أمورهم خارج البلاد، ومن ضمن تلك التسهيلات فقد تم تخصيص رقم محمول جديد للاستفسارات القنصلية، لتحديد مواعيد عاجلة للخدمات الطارئة، بالإضافة لخط آخر لمعالجة الحوادث والتنسيق مع مسؤولى السفارة عند الطوارئ الكبيرة. هناك تسأولات من المصريين حول عدم وجود مهمات خاصة تأتى من مصر لإنهاء البطاقات الشخصية وشهادات الميلاد كما يحدث فى بعض الدول الأخرى.. لماذا لا يتم هذا فى قطر؟ سيكون هذا الأمر ضمن أولويات الفترة المقبلة، وسوف يتم تحديد موعد لإحضار المهمة لإنهاء البطاقات وشهادات الميلاد فى أقرب وقت ممكن. هل يمكن أن تكون هناك مبادرات من السفارة لدعم المصريين فى قطر ضمن خطة التطور؟ بالتأكيد ستكون هناك مبادرات ولكن لن نعلن عنها قبل الاستماع إلى المصريين فى قطر وعقد لقاء معهم والتعرف على مشاكلهم قبل أى خطوة. على سبيل المثال، هناك أمور يتحدث عنها جميع المصريين، ونحن نعلمها كدولة، وليس فقط كسفير، مثل موضوع فتح التأشيرات للعمل فى الدولة وغيرها من الأمور المهمة. هل هذا يعنى أن أزمة تأشيرات عمل المصريين فى قطر سوف تحل قريبا ويتم فتح باب العمل مرة أخرى؟ هذا الموضوع مهم جدا، وعلى رأس الأولويات، ولكن ما يجب أن أوضحه أن الباب الآن ليس مغلقا أمام العمالة المصرية، فلا يوجد أى استهداف ضد الجنسية المصرية بعينها، ولكن دولة قطر لديها استراتيجية وطنية للتوظيف والتخطيط، وهذا من حقها. بالإضافة إلى ذلك، تقوم قطر باستقدام العمالة التى تراها مناسبة فى كل مرحلة، هل يعنى ذلك أن مصر ستظل مكتوفة الأيدى؟ لا، نحن دائما على اتصال مع المسؤولين القطريين لزيادة الكوتة المصرية حسب الإمكانات، وهناك فرق كبير بين زيادة الكوتة وفتحها بالكامل. فالتأشيرات مفتوحة، لكنها ب«كوتة» محدودة وليست مغلقة تماما، من المهم أن يكون المواطن المصرى على علم بذلك، لأن هناك انطباعا خاطئا بأن الباب مغلق بالكامل، وهذا ليس صحيحا. ويجب التوضيح أن الجهات القطرية التى تحتاج إلى هذه المهن هى المسؤولة عن اختيار الأشخاص ذوى المواصفات المناسبة، وتقديم العروض لهم، وإنهاء كل أوراق الاستقدام والتعيين، وليس أى جهة أخرى. ومن أهم المهن التى يتم استقدامها الآن الأطباء فى تخصصات معينة والمهندسون، وكذلك مجال التعليم (المدرسين)، هذه المهن الثلاثة تمثل مجالات التميز للمصريين فى قطر، ويتم تقديرهم فيها بشكل كبير. هل هناك أى فعاليات ستشارك فيها السفارة المصرية فى قطر بهدف تعزيز مكانة مصر ونشر الثقافة المصرية داخل المجتمع القطرى؟ بالفعل الأسبوع المقبل سيُقام معرض ثقافى كبير بمشاركة الدول يوم 19 أكتوبر فى كتارا ويضم جناح مصر المميز، حيث سيتم تقديم المأكولات والعناصر التراثية المصرية، وستكون السفارة المصرية هى الجهة المنظمة للجناح المصرى بالكامل، وسيتم تقديم المأكولات المصرية والعناصر التراثية التى تُبرز الثقافة المصرية وزوجتى ستكون مشرفة على الجناح وعلى كل المعروضات. ما أبرز التحديات التى تواجهكم فى المرحلة القادمة فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وقطر؟ التحديات كثيرة، خاصة فى ظل الظروف الإقليمية الحالية. التنسيق بين مصر وقطر مستمر بشكل كبير جدا، فحجم التواصل بين الجانبين غير مسبوق، والتليفونات لا تتوقف سواء مع المسؤولين القطريين هنا فى الدوحة أو مع المسؤولين فى القاهرة خاصة فيما يخص حل القضية الفلسطينية التى يحملها البلدان على عاتقهم للوصول إلى حالة السلام فى المنطقة كلها، بالإضافة إلى تحديات التطوير داخل السفارة التى سأعمل على تحقيقها بكل طاقتى فى نمط العمل وتجديده والتطوير حتى فى شكل السفارة الداخلى والخارجى ليليق بمكانة مصر، بالإضافة إلى استكمال ما تم فى الفترات السابقة فالعمل داخل السفارة تراكمى. بعيد عن الملفات الرسمية.. ما الذى تتطلع لاكتشافه أو التعرف عليه فى قطر؟ أتطلع لاكتشاف كل ما يميز قطر خاصة الكسبان الرملية على البحر فقطر الدولة الوحيدة على مستوى العالم التى لديها كسبان رملية كبيرة أمام المياه.