فوجئ الزميل الصحفى المصرى نبيل شرف الدين، الذى يعمل محرراً سياسياً بإحدى المطبوعات الصادرة عن مؤسسة الأهرام، بإخطاره رسمياً بالإحالة إلى إدارة الشئون القانونية، للتحقيق معه بتهمة غير مسبوقة من قبل، وهى الظهور عبر فضائية الجزيرة القطرية، من خلال برنامج "الاتجاه المعاكس"، فضلاً عن توجيه حزمة من الاتهامات الأخرى إليه، فى مذكرة رفعها عبد العاطى محمد رئيس تحرير مجلة الأهرام العربى إلى رئيس مجلس إدارة الأهرام مرسى عطاالله، الذى أحال بدوره الصحفى على الشئون القانونية للتحقيق معه فى ما ورد بتلك المذكرة. ويمثل الزميل شرف الدين للتحقيق معه بإدارة الشئون القانونية فى مؤسسة الأهرام يوم الثلاثاء المقبل، ويحضر معه التحقيق اثنان من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين المصرية، وهما جمال فهمى ويحيى قلاش، بالإضافة إلى المستشار القانونى للنقابة الأستاذ سيد أبو زيد، كما يقضى القانون المصرى. كما يحضر مع الصحفى، الذى يتبنى عادة مواقف ليبرالية فى كتاباته، عدد من المحامين المتضامنين معه، بالإضافة لممثلى المنظمات الحقوقية المعنية بالدفاع عن قضايا الحريات العامة وحرية التعبير، خاصة وأن ظهور الصحفى كضيف على الفضائيات لا يوجد أى قانون يؤثمه، بل هو عرف يتكرر يومياً عبر الفضائيات العربية والأجنبية، مما يثير تساؤلات عن الأسباب الحقيقية وراء إحالة الصحفى نبيل شرف الدين إلى التحقيق والتلويح بفصله من عمله، على الرغم من أن العشرات من الصحفيين العاملين بالأهرام يظهرون عبر الفضائيات بل ويقدمون برامج بها. وخلال اتصال هاتفى معه تحفظ شرف الدين على الإدلاء بأية تصريحات قبل مثوله للتحقيق، لاعتبارات قانونية، مكتفياً بالقول إنه تعرض لما وصفه بتحرشات خشنة، كما تلقى تهديدات بفصله من عمله وتشريده، وربما وصل الأمر لما هو أبعد من ذلك، وأبدى دهشته لهذا الموقف غير المفهوم، حسب تعبيره. وكان الصحفى المصرى قد شارك فى حلقة برنامج "الاتجاه المعاكس" الذى يقدمه الإعلامى المعروف فيصل القاسم عبر فضائية الجزيرة القطرية، وتبنى شرف الدين المعروف بتوجهاته الليبرالية موقف الدفاع عن سياسات مصر خلال أزمة غزة الأخيرة، فى مواجهة ضيف آخر كان يتبنى الموقف الذى تسوقه حركة حماس الفلسطينية، ومعها ما يعرف بمعسكر الممانعة، الذى شن هجوماً شرساً على القاهرة، واتهمها بالمشاركة فى حصار غزة وغير ذلك من الاتهامات التى تصدى لتفنيدها الصحفى شرف الدين فى حلقة ساخنة، ومع ذلك فقد جرت إحالته على التحقيق، تمهيداً لفصله من عمله بمؤسسة الأهرام. وتشهد مؤسسة الأهرام المصرية حالة احتقان منذ أن أصدر رئيس مجلس إدارتها مرسى عطا الله قراراً مثيراً للجدل يقضى بمنع الصحفيين المنتمين للمؤسسة الذين يكتبون فى صحف أخرى، الأمر الذى أبدى معه هؤلاء الذين يستهدفهم هذا القرار قلقهم من التطبيق الانتقائى على بعض الصحفيين دون غيرهم. ويخشى الصحفيون العاملون بالأهرام ممن يطالهم هذا القرار، ويقدر عددهم بالعشرات، من اتخاذ إجراءات قاسية ضد بعضهم، وغض الطرف عن آخرين، خاصة وأن عدداً من كبار الصحفيين والمسئولين فى المؤسسة ينشرون بالفعل فى عدة صحف ويظهرون عبر وسائل إعلامية أخرى داخل مصر وخارجها. ويواجه مجلس إدارة مؤسسة الأهرام مأزقاً فى حال تطبيق القرار الخاص بمنع الصحفيين بالعمل فى صحف ومؤسسات إعلامية أخرى، خاصة وأن من بين هؤلاء صحفيين كباراً على علاقات وطيدة بالسلطة والحزب "الوطنى" الحاكم يأتى على رأس هؤلاء الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ومعه عدد كبير من العاملين بمركز الدراسات الذين يعملون بفضائية "ON TV"، كما يقدم أيضا إبراهيم حجازى رئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضى برامج رياضية تلفزيونية، إضافة إلى عمرو عبد السميع الذى يقدم برنامج "حالة حوار" بالتلفزيون الحكومى المصرى وغيرهم من الصحفيين الذين يقدمون برامج تلفزيونية عبر الفضائيات المختلفة، فضلاً عن نشر مقالات بالصحف المصرية والعربية. اشتهر الزميل نبيل شرف الدين الذى يجرى التحقيق معه، بآرائه الليبرالية وكتاباته المناوئة لخطاب الحركات الأصولية، وقد سبق له أن عمل قبل التحاقه بالأهرام ضابطاً للشرطة فى عدة مواقع أمنية رفيعة، كان آخرها ضابطاً بمكتب وزير الداخلية المصرى، وذلك قبل أن يستقيل ويلتحق بالعمل فى الأهرام محرراً للشئون السياسية، وكان من رواد الصحافة الإلكترونية العربية من خلال مشاركته فى تجربة "إيلاف" الإليكترونية الرائدة فى هذا المضمار، وله إسهامات فى العديد من المنابر الصحفية. شاهد الحلقة التى تسببت فى التحقيق مع الزميل نبيل شرف الدين: