بعنوان "تقدموا – وإلى آخر نبض في عروفي سأقاوم"، صدرت في القاهرة مختارات من أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (1939-2014)، أحد رواد أدب المقاومة في فلسطين والعالم العربي. يضم الكتاب الصادر عن مؤسسة سميح القاسم في الجليل الفلسطيني، 70 قصيدة ممتدة من ديوانه الأول "مواكب الشمس" عام 1958 وحتى آخر قصائده على نسق "الكولاج" عام 2014، تسعى للإطلال على واحدة من أهم وأغنى التجارب الشعرية العربية المعاصرة، ممتدة في موضوعاتها وسياقاتها وثيماتها، بين قصيدة الوطن الثائرة المحفورة في وعي الأجيال، وقصائد الحب والمرأة، وأسئلة الوجود والحياة والتجربة الإبداعية، والتناص الثوري ل "هملت العربي" مع الموروث الإنساني برمته، من التراث العربي والإسلامي إلى الميثولوجيا اليونانية والملاحم الكنعانية وأساطير العالمين. ويرى الكاتب الفلسطيني رجا زعاترة في تقديمه الذي حمل عنوان "شاعر استثنائي ينبت سوسنة في الصخر" إن "سميح القاسم المبدع المتعدد المتجدد في الشكل والمضمون، المنغمس في التراث والمنفتح على الحداثة في آن معا؛ يظل صوتا مسلولا في وجه أعداء الشمس على امتداد البسيطة، وناطقًا بوجدان الأحرار في كل زمان، وفي زمن الإبادة تحديدًا"، وقد ورد في مستهل الكتاب، في موضع الإهداء، من إحدى رؤى الشاعر: "وتبعث غزة من موت غزة/ تبعث خصبا وحبا/ ووردا وعزه..". الكتاب الصادر في 248 صفحة من القطع المتوسط، يحتضنه غلاف خاص صممه الفنان المصري أحمد اللبّاد، يشتمل على مقتطفات من مداخلات ودراسات نقدية حول الشعر والشاعر، ودراسة بعنوان "سميح القاسم ومساهمته في تطور الشكل والمضمون في القصيدة العربية المعاصرة"، للدكتور نبيه القاسم. ويحقق ملحق آخر حادثة نسب ديوان "عدو الشمس" Enemy of the Sun (المستوحى من قصيدة "خطاب في سوق البطالة") للمناضل جورج جاكسون بعد اغتياله عام 1971. وقال وطن القاسم، نجل الشاعر ورئيس مؤسسة سميح القاسم: "منذ رحيل الوالد عام 2014 نلمس اهتمامًا مستمرًا ومتزايدًا في العالم العربي وكذلك في الغرب بشعر وأدب سميح القاسم، وفي السنتين الأخيرتين أصبحت كلماته "مانيفِستو" كل صوت حر يطالب بوقف الحرب وبالحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطينيّ، فقرأت قصائده في عواصم العالم وأنتجت منها أعمال فنية وموسيقية، وصدرت عدّة كتب ودراسات وترجمات جديدة". وأضاف القاسم: "كانت مصر بالنسبة لوالدي، والقاهرة تحديدًا، بمثابة قبلة روحية يقصد فيها ذاته وتاريخه وقرّاءه. مصر أرض التاريخ والحضارة والفن والثقافة.. أتمنى زيارتها مع ابني "سميح" الحفيد. وعليه فإنّ إطلاق المختارات من القاهرة هو الأمر الطبيعي في كل حين، ولكنّه الآن بالذات رسالة بأنّ شعبنا الفلسطينيّ متمسّك بوطنه ويرفض التهجير والاقتلاع والتدمير، وأنّ مصر كانت وستبقى مرساة لدعم حقوق شعبنا ومنع تصفية قضيّته". لسميح القاسم أكثر من 80 كتابًا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة. تُرجِمَ عددٌ كبير من قصائد الشاعر إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والاسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والرومانية والعبرية واللغات الأخرى. حصل على جائزة "غار الشعر" من إسبانيا وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي وتلقى عددا كبيرا من الدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف من عدّة مؤسسات، وحصلَ على جائزة البابطين، وحصل مرّتين على "وسام القدس للثقافة" من الرئيس ياسر عرفات، وحصلَ على جائزة نجيب محفوظ من مصر وجائزة "السلام" من واحة السلام وجائزة "الشعر" الفلسطينية، وقلّدة الرئيس محمود عباس وسام "نجمة القدس". وحصلَ على جائزة ياسر عرفات للإنجاز، من مؤسسة ياسر عرفات. تقدموا