أحداث وتفاصيل مختلفة ومتعاكسة تسود الأجواء داخل المعسكرين الأبيض والأحمر، قبل مواجهة القمة بين الزمالك والأهلي.. وأنا كشاهد عيان وأنت كجمهور وقارئ، منتم لأى فريق تشعر بذلك ومتعايش معه عن طيب خاطر؛ آملا في الخلاص من هذه الوضعية التي لا تليق بمقام القطبين من اللعب التجاري، البعيد كل البعد عن الكرة الجمالية والأداء الممتع الذي يلبي رغبات وطموحات عشاقهم. ووفقا لما لا يخفى على أحد من أزمات معلقة ومعلنة للرأي العام داخل صفوف القطبين، تلقي بظلالها على الأحداث هنا وهناك؛ ما ينذر برؤية مباراة غاية في الصعوبة على كل فريق من شدة صعوبة الأحداث التي يعايشونها، وبالتالي ستكون نهايتها بعنوان "الفائز فيها فرحان.. والخاسر فيها عطلان"!. هنا وهناك، في الأهلي والزمالك يبقي الإحساس بالمسئولية، للاعبين والمدربين عامل ذو أهمية وأولوية قصوى في حسم نتيجة لقاء الديربي الأشهر على مستوى الشرق الأوسط بما يشهده من اهتمام على كافة المستويات، وينال نسبة مشاهدة كثيفة داخليا ويتابعه الكثيرين خارجيا. مسئولية ليست بسيطة ألقتها الظروف المصاحبة لمواجهة القطبين على عاتق اللاعبين والأجهزة الفنية في الزمالك والأهلي قبل مواجهاتهما سويا، و من منهما سيتملكه إحساس العزيمة وإظهار القدرة على تحمل تلك المسئولية وتجاوزها؛ حتما سيكون الفوز من نصيبه، والذي لن يكون مقتصرا على مجرد حصد ثلاث نقاط والسلام، وإنما فوائده وإيجابياته ستفرق في الكثير والكثير، ومعه -الفوز- سيتحقق التخلص من توابع أى أزمات واقعة، ومعها استعادة الثقة وفرض الاستقرار وزيادة الدوافع نحو التتويج بلقب الدوري الذي يحمله الأهلي وغائب عن الزمالك من 2020. اللاعبون في المعسكرين الأحمر والأبيض، يعانون من أزمات داخل وخارج الملعب، على مدار الأسابيع القليلة الماضية، وجاءت مباراة القمة التي تحظى باهتمام ومتابعة الملايين فرصة كبيرة، بمثابة عملية غسيل سمعة ليثبت الفريقان معدنهم الحقيقي والتأكيد بجدراتهم على الدفاع عن ألوان قميص كبيرى الكرة المصرية. الأهلي يعيش مشاكل داخلية متعبة، لاعبوه أنفسهم هم من وضعوا أنفسهم داخلها، لدرجة تلاحق وتوالي الأزمات بشكل غير مسبوق أو معهود في قلعة الجزيرة، ومن المرات النادرة التي تقف فيه الإدارة الحمراء مكتوفة الأيدي أمام حالة الغيرة التي طفت على سطح الأحداث بين اللاعبين من مطالبات وضغوطات بالتساوي في العقود أو المطالبة بترضيات بزيادات مادية وعقود إعلانية تزيد من الدخل الذي يتقاضاه؛ في ظل التفاوت الكبير في الرواتب الذي أحدثه قدوم زيزو وتريزيجيه وبن شرقي في صيف 2025، وبات الأمر حديث كل المتابعين ومصدر قلق علي مستقبل الأهلي، ما يضع اللاعبين تحت مسئولية الدفاع عن أنفسهم وسمعتهم وسمعة ناديهم؛ من خلال إسقاط أي صراعات داخلية تخرجهم عن تركيزهم مع نزع الفردية والأنانية عن أنفسهم والعمل للصالح العام للفريق ؛ دون التفكير في مصالحهم الخاصة وفقط!. وبكل تأكيد تركت هذه الأحداث الدائرة بشكل علني أثارها السلبية علي أداء الأهلي واهتزاز المستوي الذي جعلهم جميعا عرضة للانتقادات والهجوم الجماعيري؛ وبالتالي عليهم أن يثبتوا عكس ذلك أو علي الأقل الفصل بين تلك الأزمات وبين أدائهم في المستطيل الأخضر؛ وإذا لم يحدث ذلك ؛ فلن يكون مقبولا جماهيريا استمرار الأغلب منهم داخل الفريق ليكون ذلك بمثابة التخلص من اللاعبين العوالة الذين لا جدوي من بقائهم طالما هم مصدرين للأزمات ولا يقدمون المستوى المطلوب الذي يبشر باستمرار الأهلي في التتويج بالبطولات . وليس ما يحدثه اللاعبين بينهم وبين أنفسهم فحسب هو مركز الأزمة االوحيد داخل الأهلي ؛ وإنما أيضا هناك أمر آخر في غاية الأهمية, وهو فشل المدرب البرتغالي ريبييرو الذي أثبت خطأ الإدارة في اختيار مدرب قادر علي إنجاح الفريق؛؛ ليتم اقصائه سريعا ؛ في هزة فنية كبيرة؛ بإبعاد المدرب والموسم مازال في بدايته؛ ليتولي عماد النحاس المسئولية مؤقتا وسط حالة إحباط جماهيري مع أزمة فقدان ثقة في الفريق؛ ويجد نفسه مسئولا عن قيادة الأهلي في أول مباراة قمة له كمدير فني بكل ما تحمله من أهمية وجماهيرية كبري؛ لتكون قمة الأثنين بمثابة الاحتبار لقدرات النحاس التدريبية وتقيس مدي قدراته علي إعادة اللاعبين لمستواهم وتحقيق الفوز علي الزمالك وهو ما يجعله تحت ضغوط كبيرة سيتوقف دوره في تجاوزها علي شخصيته؛ ومدي قدرته علي أحقية تولي منصب الرجل الأول في الأهلي؛ ام سيحدث العكس وستأتي مرحلة قيادته بالسالب علي المارد الأحمر؛ ليزداد الأمر سوءا وتزداد الكبوة عمقا أكثر . في المقابل، الزمالك هو الآخر، الأمور بين أرجائه قبل القمة ليست على ما يرام داخل وخارج الملعب مثله مثل الأهلي.. ولكن من منظور آخر مختلف. فإذا كانت أزمة الأهلي هي كثرة الفلوس، نجد الزمالك على النقيض تماما، أزمته الأساسية في عدم وجود فلوس من الأساس، ليجد اللاعبين والجهاز الفني أنفسهم بدون أي مستحقات علي مدار ثلاث أشهر مضت منذ انطلاق الموسم الجديد؛ ما صنع نوع من التشتيت والخروج عن التركيز المطلوب ؛ وهو أمر طبيعي في أي بيئة عمل لصعوبة العمل دون تقاضي الراتب الذي يعين اللاعبين علي حياتهم الأسرية والإجتماعية؛ ما نتج عنه اهتزاز في المستوي والنتائج وفقدان نقاط سهلة أمام فرق صغيرة بالخسارة أمام وادي دجلة والتعادل أمام المقاولون والجونة؛ ولو لم يكن حدث ذلك ؛ لكان الزمالك حصن صدارة الدوري بفارق كبير من النقاط عن منافسيه ويكون شبه ضمن الدوري اكلينيكيا؛ وهنا تقع المسئولية الأكبر في ذلك علي عاتق الإدارة التي لم تستطع توفير مستحقات اللاعبين بداعي عدم وجود مداخيل مالية بعد أزمة سحب أرض النادي في 6 أكتوبر؛ وتم الاكتفاء باللعب علي الوتر المعنوي بإصدار بيان يدغدغ مشاعر اللاعبين بتوجيه الشكر لهم بالصبر علي صرف المستحقات مع وعد بصرف جزء كبير منها أول أكتوبر المقبل. ومع هذه الوضعية؛ يبقي الاحساس بالمسؤولية من جانب لاعبي الزمالك تجاه ناديهم؛ هو العامل الأهم في مواجهة الأهلي بقمة دوري nile, والتأكيد علي قدراتهم في الفصل بين المستحقات وأدائهم داخل الملعب ؛بدافع الانتماء والحب للنادي الذي يمثلونها بصرف النظر عن أي أوضاع سلبية؛ ومن ثم الخروج فائزين أمام الأهلي سيحسب لهم ويزيدهم شأنا أمام الجماهير؛ من خلال تجاوز هذا الوضع المؤسف بالنسبة لهم ؛ ويرفع من قدرهم حال الفوز باللقاء وسط ما يعيشونه من ظروف غير مشجعة بالأساس علي الانتصارات. ولم يتوقف الوضع السئ داخل الزمالك قبل القمة؛ علي أزمة مستحقات الللاعبين؛ وإنما وصل الأمر إلي المدرب البرتغالي يانيك فيريرا ؛ الذي مازال غير مقنع بشكل كامل حتي الأن ولم يكتسب ثقة الأغلبية من جماهير ميت عقبة؛ في ظل تذبذب النتائج والمستوى من مباراة لأخري وما يصاحب ذلك من انتقادات يتعرض لها علي مستوي أفكاره الفنية وتشكيلته وتغييراته؛ وغاب دوره البارز عن أي انتصارات حققها الزمالك والتي جاء أغلبها بحلول فردية للاعبين أصحاب المهارات علي رأسهم البرازيلى خوان بيزيرا ومعه عبد الله السعيد وناصر ماهر وعدي الدباغ وشيكو بانزا علي فترات. إذن يبقي علي المدرب الشاب؛ تحمل مسئوليته والعمل علي تطوير اللاعبين ومساعدتهم علي إخراج أقصي ما لديهم من جهد وأداء؛ بفرض شخصيته وفنياته علي الجميع بالشكل الذي يظهر التزام اللاعبين فنيا وتكتيكيا بما يحقق الإفادة للفريق. ويبقي على فيريرا، الإحساس بمدى ما سيحققه نجاحه مع الزمالك حال حدوثه على مسيرته التدريبية، وأن مباراة القمة أمام الأهلي ستكون مسرحا لعرض قدراته؛ وإما الفوز وسيجد حينها الثناء والتشجيع ودعم الجميع لاستمراره في قيادة مشروع بناء فريق جديد للزمالك، وإما نتيجة سلبية وسيجد حينها الاستهجان وزيادة التشكيك في موهبته التدريبية قليلة القدرة والخبرات على تولي منصب المدير الفني للزمالك