قالت صحيفة واشنطن بوست إن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية يمثل تحدياً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويأتى بعد جهود استمرت أشهر من قبل إدارته لترهيب وثنى الدول عن العمل مع باريس فى هذه المبادرة. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حاول قتل المبادرة فى مهدها، وأرسل برقيات للسفارات والقنصليات الأمريكية حول العالم فى شهر يونيو وهذا الشهر لإحباط المشاركة فى اجتماعات فرنسا، وأدانوا هذه المساعى باعتبارها "هدية لحماس".
لكن يوم الاثنين، وفى إطار اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدداً كبيراً من قادة العالم وكبار الدبلوماسيين من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتضمن قائمة المتحدثين رؤساء البرازيل وتركيا وجنوب افريقيا واندونيسيا، ورؤساء وزراء كندا واسبانيا وبلجيكا وإيرلندا وملكا الأردن والمغرب، والأمين العام للأمم المتحدة وآخرين.
ونجح ماكرون فى ضم حلفاء أمريكا الرئيسيين ، منهم بريطانياوكندا وأستراليا والبرتغال، فى هذه المساعى، واعترفوا جميعاً ب الدولة الفلسطينية.
غضب أمريكى إسرائيلى تقول واشنطن بوست إن المساعى تمثل دفعة معنوية للفلسطينيين، لكنها لن تؤدى إلى تغييرات على الأرض فى ظل استبعاد حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة إقامة الدولة الفلسطينية. ووصف السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة دانى دانون الحدث بالسيرك.
وأدانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الاعتراف، وقالت إنه لن يحدث فارقاً بإطلاق سراح الرهائن، وهو الهدف الأساسى الآن فى غزة، ولا يفعل شيئاً لإنهاء الصراع ووقف الحرب. ووصفت القرارات بأنها مجرد كلام وليست فعلاً كافيا من بعض أصدقاء أمريكا وحلفائها.
ورداً على مساعى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإن إدارة ترامب منعت القادة الفلسطينيين من الحصول على تأشيرات لحضور اجتماعات نيويورك. وقال منتقدون لإدارة ترامب إن الحدث أظهر أن الولاياتالمتحدة أقل عدداً وقيادة فى القضية التي تكسب أهمية متزايدة فى ظل ارتفاع أعداد الشهداء فى غزة. وأصبحت أغلبية الدول الأوروبية تعترف الآن بالدولة الفلسطينية.
وقال السيناتور الديمقراطى كريس فان هولين، فى مقابلة مع واشنطن بوست، إن الولاياتالمتحدة معزولة تماماً وتقوض نفوذها حول العالم. وأضاف أن إدارة بايدن كانت مهملة فى هذا الأمر، لكن إدارة ترامب تضع بصمتها على قرارات بنيامين نتنياهو.
وتابع فان هولين قائلا إن دولاً أخرى حول العالم، خاصة فى النصف الجنوبى، ترى ازدواجية المعايير الأمريكية فى حقوق الإنسان، وهو ما يمكن أن يستغله خصوم واشنطن.