لاشك أن صمود الشعب الفلسطيني حائط الصد المنيع تجاه مخطط التهجير، وهو ما يجب العمل على تثبيته خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل هذا العدوان الغاشم الإسرائيلى من قبل حكومة نتنياهو المتطرفة تستثمر انتصارها وفقا لحساباتها الخاصة واعتباراتها الإيديولوجية، لتبرير عملية تطهير واسعة في غزة.. وبقراءة الداخل الإسرائيلي، خاصة تصرفات رئيس حكومة الكيان وداعميه الرئيسيين "بن غفير وبتسلئيل سموتريتش" نجد أنهم يريدون المضي قدماً في القضاء على البنية التحتية للمقاومة بشكل كامل، وإخضاع القطاع لحكم مركزي بديل، وذلك من خلال تهجير عبر الضغط المعيشي – الجوع – والعمليات العسكرية، مع استمرار التدمير للقدرة الحياتية داخل غزة. وما يجب الانتباه إليه، أنه فى أضعف الحالات مضي إسرائيل نحو حل سياسي شكلي عبر أطراف إقليمية، ما يعنى محاولات إسرائيلية لدفع الفلسطينيين نحو معبر رفح أو الأراضي المصرية، حتى ولو ضمنياً، ما يعيد إشعال سيناريوهات عدم الاستقرار في المنطقة الحدودية مستقبلا، لأنه – ببساطة - قد تستغل الجماعات المسلحة أو المهربين هذه الفوضى لتوسيع نشاطها، فضلا عن احتمالية ضغوط من واشنطن أو أطراف أوروبية للعب دور في إدارة غزة ما بعد حماس، وهو ما يمثل فخاً استراتيجياً يضع مصر بين نار التورط المباشر واتهامات التخلي، تزامنا مع حملات لتشويه الدور المصري في الملف الفلسطيني، الأمر الذى ترفضه مصر جملة وتفصيلا.. الأمر الآخر الذى يجب الانتباه إليه، هو أن نتنياهو يسعى بكل قوة، ويوظف كل شىء لاستمرار الحرب لتحقيق أهدافه المعلنة كاملة، ومن زاوية أخرى الحفاظ على منصبه ومستقبله وتاريخه السياسي الذي سيفقده عند خروجه من السلطة، وعليه قد تستمر الحرب بل وربما نشهد موجات أعنف خلال المرحلة القريبة القادمة، الأمر الذي سيزيد من معاناة أهل غزة المعطشين والمجوّعين بشكل أكبر ويخلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كله، لأن كما الاستقرار الإقليمى مرهون بحرب غزة وبهذا الصراع وبالتالى ما يجب أن يفهمه العالم أن الشرق الأوسط أصبح على برميل بارود قابل للانفجار فى أى وقت..