عنوان المقال ليس من باب التهليل والتطبيل ولا المجاملة، ولا هي عادتى، ولا أرغب في تحقيق مصلحة أو أي شيء، فمثلى في الصراحة والوضوح يصفه البعض بالأحمق لأنه لا يهادن حتى لو في المهادنة مصلحته ولأنه لا يعبر إلا عن قناعاته حتى يثبت له خطأ تلك القناعات. وعنوان المقال لا يصب في مصلحة الرئيس عبد الفتاح السيسى ولا يعنى أن استمراره حاكما فيه سعادة له، فالحقيقة ان حكم مصر ليس من الرفاهية في ظل ظروف اقتصادية وإقليمية وعالمية معقدة وتحديات سياسية وعسكرية غاية في التعقيد. عنوان المقال يا سادة يستهدف مصلحة مصر، نعم مصلحة الوطن، وأنا حين أقول ذلك أعبر عن قناعة مستندة إلى خبرة سياسية وإحاطة بالظروف المحيطة، ذلك ان مصر في هذه الآونة تسير فوق الأشواك، وتبحر وسط أمواج عاتية جدا ، وأهى تدخل في رؤية القبطان قد يغرقها، بل سيغرقها بلا قد، فلا احتمالية هنا. ولأن القضية قضية وطن، ولأننى لا أملك جواز سفر آخر، ولآننى بلا عنوان ثان في بلد شرقى أو غربى، فأنا لا أخشى لومة لائم حين أكتب هذا المقال، ولن أسمح لأحد بفرض رؤيته على ما أعتقد، لأنني مقتنع بما اعتقد، واقتناعى بقناعتى نابع من رؤية تحليلية عميقة واستدعاء البدائل والأشخاص. يا سادة أنتم ستقتعون بما أرى إذا رأيتهم الصورة كاملة، والصورة تقول ان مصر تتكالب عليها عدة قوى إرهابية كما تتكالب عليها إسرائيل، الكيانات الإرهابية لا يهمها استقلال الوطن، هي تسعى للسيطرة ولو بمساعدة المحتل، وإسرائيل لن ترى الوضع الإقليمى مواكبا لإقامة إسرائيل الكبرى "من النيل للفرات" كما هو الحال الآن، إسرائيل تريد استغلال حروبها مع شعب غزة الأبى، وقهرها لحزب الله، وتدميرها لقوة إيران، ومساندة ترامب والإدارة المريكية لها في تحقيق حلم كيانها الموهوم الذى لن يتحقق طالما ظلت مصر شامخة واقفة على قدميها. ومصر لن تظل شامخة إلا بجيش قوى، وتماسك الجبهة الداخلية، وتعاظم الولاء الشعبى خلف القائد الذى يمتلك خبرة حياتية وحكمة كبيرة فضلا عن تاريخ عسكرى واستخباراتى مهم جدا جدا في هذه الآونة. التفاصيل لا تنتهى وقد أسردها في مقالات لاحقة لكن وإلى ان يحدث ذلك أؤكد على ضرورة السير خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى إذا كنا فعلا نحب مصر.. عاشت مصر أبية وحصن منيع، وعاش جيشها قويا يحمى ترابها وشعبها، وعاش قائدها عبد الفتاح السيسى صلبا بمساندة من الله لحماية أرض الكنانة والعبور بها من هذا المأزق التاريخى والإقليمى والعالمى.. وحفظ الله شعب مصر الواعى المحب لبلاده .. والله من وراء القصد