نعمة الأمن| أكاديمية الشرطة.. عرين الأبطال    تطبيق لائحة الانضباط يواجه مخاوف التسرب من التعليم.. أزمة فصل الطلاب بعد تجاوز نسب الغياب    استديوهات الدراما.. كامل العدد    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 25 أكتوبر 2025    أسعار الأسماك والخضروات اليوم السبت 25 أكتوبر 2025    أوكرانيا.. اندلاع حريق شرق كييف جراء هجوم صاروخي روسي    محادثات تجارية جديدة بين الصين والولايات المتحدة في كوالالمبور    الصين تعتمد يوم 25 أكتوبر ذكرى وطنية لاستعادة تايوان    روته: قرار صواريخ توماهوك بيد الولايات المتحدة وحدها    شيكو بانزا يدعم محمد السيد بعد هجوم جماهير الزمالك ضده    إصطدام باخرة سياحية بكوبري كلابشة دون إصابات أو خسائر بشرية    ب12 سيارة إطفاء.. السيطرة على حريق مصنع ملابس بالقليوبية| صور    «بوابة أخبار اليوم» تكشف حقيقة تداول صور لثعبان الكوبرا بالغربية| صور    دموع في أول أفلام «الجونة 8»    أحمد فؤاد مخرج «دايبين في صوت الست»: «أم كلثوم» مغامرة ذكية وتحد كبير| حوار    خمسة مسلسلات في عام.. محمد فراج نجم دراما 2025    «الأزهر العالمي للفتوى» يرد| قطع صلة الرحم.. من الكبائر    الإفتاء تُجيب| تحديد نوع الجنين.. حلال أم حرام؟    الإفتاء تُجيب| «المراهنات».. قمار مُحرم    لماذا تتزايد حالات النوبات القلبية بين الشباب؟    ماذا تفعل لو سافرت إلى بلدة لا تتحدث لغتهم؟.. طرق ذكية للتواصل و10 كلمات لابد أن تعرفها    جماهير ليفربول تدعم صلاح بأرقامه القياسية أمام الانتقادات    ميلان ينجو من فخ بيزا في الدوري الإيطالي    أنا بخير والحمد لله.. أول تعليق من مؤمن سليمان بعد شائعة وفاته أثر أزمة قلبية    عمرو أديب ساخرًا من شائعات انتقال محمد صلاح للأهلي: هنعمله الكرة الذهبية في الموسكي ولا في الصاغة؟    "أسير لن يخرج إلا ميتًا".. الدويري يكشف عن لقاءه مع رئيس "الشاباك" في تل أبيب    جيش الاحتلال يتوغل داخل قرية في القنيطرة السورية ب5 آليات عسكرية    عبد الحميد كمال يكتب: بطولة خالدة.. المقاومة الشعبية فى السويس تنتصر على القوات الإسرائيلية    وفاة طفل بسقوط جدار في حي الزهور بالخارجة    أسهل وصفة للتومية في البيت.. سر القوام المثالي بدون بيض (الطريقة والخطوات)    فضائح التسريبات ل"خيري رمضان" و"غطاس" .. ومراقبون: يربطهم الهجوم على حماس والخضوع للمال الإماراتي ..    أصعب 5 ساعات.. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم: «توخوا الحذر»    ضاعت في الزبالة.. قصة استعادة مصوغات ذهبية بنصف مليون جنيه ب البحيرة    سعر الدولار الآن مقابل الجنيه والعملات الأخرى ببداية الأسبوع السبت 25 أكتوبر 2025    كونسيساو ينتقد لاعبي «النمور» بعد الهزيمة أمام الهلال.. ويعلق على عدم مصافحة «إنزاجي»    إنزاجي يشيد بلاعبى الهلال بعد الفوز على اتحاد جدة    «الكورة بتتقطع منه».. محمد فضل يفتح النار على نجم الزمالك    نقيب أطباء الغربية ينعي نجلته بكلمات تدمي القلوب    «حرام عليك يا عمو».. تفاصيل طعن طالب في فيصل أثناء محاولته إنقاذ صديقه    «زى النهارده».. وفاة الكاتب المسرحي محمود دياب 25 أكتوبر 1983    أغرب 6 إطلالات للرجال في مهرجان الجونة السينمائي: «بنطلون شفاف ودبدوب» (صور)    قيادي بحركة فتح: واشنطن تربط إعادة إعمار غزة بنزع سلاح المقاومة    «زي النهارده».. «الكاميكازي» يضرب الأسطول الأمريكي 25 أكتوبر 1944    الرقابة المالية تستعرض مزايا منتجات جديدة تعتزم إتاحتها للمستثمرين في البورصة قريباً    ننشر معايير اعتماد مؤسسات وبرامج التعليم الفنى «إتقان»    إطلاق سيارات فولكس فاجن تايرون لأول مرة في مصر.. أسعار ومواصفات    الأهلي يسعى لتأمين تأهله لمجموعات دوري أبطال إفريقيا أمام إيجل نوار    أسعار القهوة الأمريكية ترتفع بشكل حاد بسبب الرسوم الجمركية والطقس السيئ    النائب العام يلتقي قضاة مصر العاملين بدولة الإمارات| صور    عاجل | تعرف على أسعار الذهب في ختام تعاملات اليوم الجمعة    بمشاركة 150 طالبًا.. جامعة قناة السويس تطلق معسكر صقل وتنمية مهارات الجوالة الجدد    "الجبهة الوطنية" يكلف "الطويقي" قائما بأعمال أمين الحزب بسوهاج    26 أكتوبر، جامعة أسيوط تنظم يوما علميا عن الوقاية من الجلطات    لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت.. أزهرى يجيب عن حكم قبول الهدايا.. فيديو    البابا تواضروس أمام ممثلي 100 دولة: مصر احتضنت الإيمان المسيحي منذ فجر التاريخ    مؤتمر حميات الفيوم يناقش الجديد في علاج الإيدز وفيروسات الكبد ب 12 بحثا    وزارة الصحة تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والتنمية البشرية    عالم أزهري: أكثر اسمين من أسماء الله الحسنى تكرارًا في القرآن هما الرحمن والرحيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة "السيسي" للإمارات تتصدر مقالات كبار كتاب الصحف المصرية
نشر في البوابة يوم 19 - 01 - 2015

تناول كتاب مقالات الصحف المصرية اليوم الإثنين، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة الإمارات، ووفاة سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، وما شهدته جنازتها بالأمس من حشد جماهيرى وفنى لوداعها، إضافة إلى العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام.
وفى صحيفة "الأخبار" أكد الكاتب ياسر رزق رئيس التحرير، أنه قبل ساعات من وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أبوظبي في أول زيارة له إلى دولة الإمارات، كتب د.أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية على حسابه في "تويتر" "مصر هي مصنع الثقافة العربية، إذا أنتجت ثقافة وسطية، ساد تأثيرها على ثقافة العرب "، وقبلها بشهور قال الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي: "علاقاتنا بمصر هي علاقات مصير، وسنظل معا في رباط واحد إلى أن يشاء الله "، ويوم أمس، قال الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي للرئيس السيسي: "موقفنا من دعم مصر وشعبها ثابت وسيظل ثابتًا، وهو أبدًا لن يكون وليد لحظة معينة أو حدث بعينه"، وعقب الشيخ محمد بن زايد قائلا: إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان كان دوما يؤكد لنا على دور مصر المحوري كصمام أمن واستقرار للمنطقة كلها، ونحن نثق في قدرتكم - سيادة الرئيس - على حفظ الأمن وضمان الاستقرار وتحقيق التقدم لمصر وشعبها، وفي قيادتكم لمصر من أجل النهوض بدورها في المنطقة ".
وقال كانت المباحثات فرصة للحديث المستفيض عن الأوضاع العربية وتحليل الموقف الإقليمي وقضية الإرهاب.. وفي هذا السياق، أكد الرئيس أهمية التضامن ووحدة الصف العربي، والعمل المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة، وأوضح أن القيادة في الإمارات تنظر إلى زيارة "السيسي" على إنها زيارة بالغة الأهمية، وتتابع الأوضاع المتغيرة إيجابيًا في مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي بارتياح كبير، ولا تخفي رغبتها في استمرار دعم الاقتصاد المصري، والمشاركة الفعالة في مؤتمر شرم الشيخ المقرر عقده من 13 إلى 15 مارس المقبل.
ونقل الكاتب تفسير د. أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية لحرص بلاده على مساندة ثورة 30 يونيو بلا حدود وعلي دعم الشعب المصري دون تحفظ، بأن ذلك ليس فقط حبًا في مصر، وهذه المحبة قائمة وموجودة ومتواصلة، ولا تحتاج إلى دليل جديد أو برهان إضافي، إنما أيضًا لأن هناك مصلحة إماراتية وعربية أكيدة في وجود مصر قوية ومزدهرة ووسطية، ويري - وكان يتحدث الذي كان يتحدث في لقاء خاص مع رؤساء تحرير الصحف المصرية - أن المحيط العربي يمتلئ بسلسلة من الحرائق. فهناك دول مهددة بالتفتت، ودول مقسمة طائفيًا، ودول فاشلة. ويقول إن مصلحتنا في الإمارات أن تكون البيئة من حولنا مستقرة، ونتطلع إلى دور مصر في هذا، كما نعول كثيرًا على دور الأزهر الشريف كمنارة للدين الصحيح والمعتدل في الرد على الخطاب المتطرف بخطاب ديني وسطي، والتصدي للمتطرفين الذين اختطفوا الدين لحسابهم وكأنهم أقاموا شركة مقفلة عليه يمتلكونها ويتصرفون فيها.
وبرغم المخاطر التي تتعرض لها الدول العربية، وتهدد بعضها بالتفتت وبعضها بالضياع، ينظر "قرقاش" إلى مصر على أنها حالة فريدة، فهي أقدم دولة في التاريخ، بأقدم حدود ثابتة، وليست كدول عربية أخرى أنشئت وفق اتفاق سايكس بيكو ورسمت حدودها على أساس هذا الاتفاق.
وأشار ياسر رزق إلى أن الرئيس السيسي استهل لقاءاته في أبوظبي باجتماع مع رجال الأعمال الإماراتيين، ثم اجتماع آخر مع رجال الأعمال المصريين العاملين في الإمارات، وخلال لقائه مع المستثمرين الإماراتيين، أكد الرئيس التزام مصر بتعهداتها، وتحدث عن آلية تسويات المنازعات واستمع إلى ملاحظات ومشاكل رجال الأعمال، وعقب عليها الوزراء المختصون المرافقون للرئيس، ووجه الرئيس الدعوة لهم لحضور المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل، مشيرًا إلى أنه سيكون أمام كل منهم ملف كامل عن فرص الاستثمار والمشروعات الجديدة بالتفاصيل الخاصة بها.
وتحدث أحد كبار المستثمرين الإماراتيين في مصر وهو محمد العبار موجها كلامه إلى زملائه قائلا: إن لديه استثمارات في 20 دولة، وأنه لا توجد دولة تخلو من مشاكل وعقبات الاستثمار، وقال إن ما يجدونه في مصر في بعض الأحيان هو أمر طبيعي، داعيا إلى تفهم الظروف التي تمر بها مصر، والي الاستفادة مما تتيحه السوق المصرية، مشيرًا إلى أن مصر من أكثر الدول ذات العائد الكبير للاستثمار.
أما مع المستثمرين المصريين في الإمارات، فقد استمع الرئيس إلى تجارب بعض منهم في العمل بالإمارات والتي ترجع إلى نصف قرن مضي، وأنصت إلى مقترحاتهم وأفكارهم، وقال: أن مصر تحتاج إليكم، وهناك أشياء كثيرة تغيرت.. وأتمني أن تعودوا إليها وأن تستثمروا فيها لتوفير فرص عمل للشباب المصري.
وأكد أن الحفاوة التي قوبل بها الرئيس السيسي في الإمارات منذ لحظة وصوله أمس الأول، تترجم مشاعر التقدير التي يكنها شعب الإمارات وقيادته لدور الرجل في إنقاذ مصر ومعها الأمة العربية من السقوط في هاوية الفوضي ودوامة التطرف، وأنه تعبيرا عن تلك الحفاوة وذلك التقدير.. صدرت صحف الإمارات أمس، ترحب في صدر صفحاتها بالزيارة، وخصصت صحيفة "الاتحاد " كبري صحف الإمارات ملحقًا خاصًا بعنوان "الدار دارك ".
وقال فهمى عنبة رئيس تحرير صحيفة " الجمهورية في عموده"على بركة الله " إذهب إلى أي مكان شئت في الإمارات السبع.. لن تشعر بأنك غريب أو أجنبي، إجلس مع أي مواطن أو مسئول أو وزير ولن تسمع منهم سوي "مصر قلب العروبة"، موضا أنه
بسهولة يمكن للمصري بالإمارات أن يصل إلى منصب رفيع ما كان ليبلغه لو عاش في دولة أخرى.. فهناك تجد قضاة وضباطا ومستشارين وأطباء وصحفيين ضمن 250 ألف مصري يعملون في هذا البلد الشقيق، ومعظم أبناء الإمارات لهم ذكريات بالقاهرة والإسكندرية والمحافظات ويحفظون عن ظهر قلب أسماء شوارعها ويذهبون إلى أماكن قد لا يعرفها الكثير من المصريين.
وأضاف لم تكن مفاجأة للصحفيين والإعلاميين المرافقين للرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارته الحالية لأبوظبي حينما قالت لهم الشيخة لبني بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي في لقائها معهم أمس "كلنا مصر.. وهي نبض الأمة العربية".. تلك ليس قناعة أول سيدة تتولي منصب الوزارة في 2004 ولكنها اعتقاد راسخ عند كل المسئولين، وأيد ذلك الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الذي قال للوفد الصحفي أمس "مصر مصنع الثقافة العربية وركيزة الاعتدال ومركز الأمة ولابد من الحفاظ عليها وتمكينها".
وأشار عنبه إلى أن لقاءات الرئيس السيسي أمس، عبرت عن تلاقي وجهات نظر القيادتين في معظم القضايا واتضح ذلك في لقائه بالشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، كما أكد رجال الأعمال الإماراتيون استعدادهم لزيادة الاستثمارات وأكدت الجهات الحكومية عن مشاركة متميزة في المؤتمر الاقتصادي مارس المقبل.
وكان للمرأة نصيب في زيادة العلاقات بين البلدين، وتلتقي اليوم وزيرتا التعاون الدولي نجلاء الأهواني والشيخة لبني القاسمي لبحث زيادة التعاون في مختلف المجالات، ولأهمية الطاقة والبحث عن الجديد فهناك توافق حول العمل المستدام من أجل المستقبل وسيتضح ذلك في كلمة الرئيس اليوم في مؤتمر قمة الطاقة العالمي.
وكشف ماهر محمد الشريف الوزير التجاري المفوض بالسفارة المصرية بأبوظبي عن اختيار الإمارات لتكون ضيف الشرف في معرض القاهرة الدولي الذي سيعقد من 17 إلى 28 مارس القادم وقال.. إن حجم التبادل التجاري في زيادة مستمرة وكذلك الصادرات المصرية لسوق الإمارات.
وفى صحيفة " الأهرام" أكد الكاتب فاروق جويدة، أنه مع رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة تغلق السينما العربية صفحة من أهم وأنقى صفحاتها الفنية.. لم تكن فاتن حمامة مجرد فنانة عبرت وأدت باقتدار بعض الأدوار في عدد من الأفلام ولكنها كانت جزءا أصيلا في تاريخ السينما العربية وسكنت وجدان الملايين من عشاق فنها الأصيل..
وقال كانت وستبقى فاتن حمامة قصة عطاء فنى بديع..في الشخصيات التي قدمتها على الشاشة عاش المشاهد المصرى والعربى معها نماذج إنسانية جميلة..كانت المصرية الأصيلة البسيطة في دعاء الكروان، والمرأة العاشقة في بين الأطلال، والأم الحائرة بين الحب والأبناء في إمبراطورية ميم، وفى لحن الخلود عاشت دور الفتاة الحائرة بين الحب والحياة..وفى الخيط الرفيع كان الصراع بين كبرياء الحب والحاجة، وفى نهر الحب عاشت فاتن تجربة متشابكة بين العمر والمنصب والأمومة والحب، وفى الأستاذة فاطمة كان الصراع بين طموح المرأة والواقع المتخلف.. وبعد كل هذا كانت روائعها الحرام، ولا أنام، وصراع في الوادى، وأفواه وأرانب، وليلة القبض على فاطمة..كانت فاتن حمامة تاريخا حاشدا من الفن الجميل في ازهى وأجمل وارفع فترات العطاء في تاريخ السينما المصرية.
وأضاف أننا لو حاولنا تحديد الادوار في هذا التاريخ الحافل سوف نكتشف أن فاتن احتلت أكبر رصيد فيه من حيث العدد وأعلى قيمة من حيث الإبداع وأرقى مستوى فيه من حيث الأداء الممتع..لا نبالغ إذا قلنا أن تاريخ السينما العربية هو حياة فاتن حمامة، ولو انتزعنا ما قدمته فاتن أكثر من ستين عاما سوف تخسر السينما العربية الكثير جدا من تنوعها وابداعها.. وحين هبطت حشود الفن الهابط وأفلام المقاولات على السينما المصرية انسحبت فاتن حمامة في هدوء وقدمت عددا من المسلسلات التليفزيونية ولكن بقى مكانها في السينما شاغرا لسنوات طويلة.. احترمت فنها وتاريخها وانسحبت في هدوء لتعيش حياتها مثل كل الناس،ولكن أفلام فاتن بقيت شاهدة على عصر من الفن الجميل والإبداع الراقى..وسوف نذكر فاتن حمامة كلما أطلت على الشاشة بابتسامتها البريئة وملامحها الهادئة وحضورها الطاغى وفنها الجميل..أمثال فاتن حمامة لا يغيبون لانهم حاضرون في وجداننا ولا يموتون لأن الفن الجميل لا يعرف الرحيل.
وفى عموده " كلمات حرة " بصحيفة "الأهرام" أشار أسامة الغزالى حرب، إلى أنه كتب آخر شهر أغسطس من العام الماضي، كلمتة بعنوان "فاتن حمامة "، حيا فيها موقف المرشح الرئاسى في ذلك الحين عبد الفتاح السيسى لدى لقائه مع الفنانين في 20 مايو من ذلك العام، عندما نزل من على منصة الحديث متجها إلى فاتن حمامة، التي كانت بين الحضور، ليحييها وليعبر عن تقديره لها، واحترامه لفنها وشكره لحضورها، وسجلت في تلك الكلمة أهم منجزات فاتن حمامة، وما حصلت عليه من تقدير وتكريم تستحقه. في نفس ذلك اليوم تلقى مكالمة من الفنانة الكبيرة ومن زوجها الفاضل د. محمد عبد الوهاب، ليشكراه على ما كتبه، وقالت "أنا من ساعة ما كتبت عنى، مش ملاحقة الناس اللى بتكلمنى "؟!، وتعجبت من ذلك الأدب الجم وتلك المجاملة الرقيقة للغاية من الفنانة العظيمة.
وقال لقد كانت فاتن حمامة بالنسبة لجيلنا مثل النجم الساطع في السماء لا يخطر على بال مواطنين عاديين مثلى أن يصلوا إليه، فأنا واحد من ملايين المصريين والعرب الذين استمتعوا بفن فاتن حمامة، ولم التق بها شخصيا على الإطلاق، خاصة أن ظروف نشاطى العام لا تتقاطع مع عالم الفنانين، لكن فاتن حمامة كانت حاضرة بكل قوة في حياتنا ليس فقط من خلال فنها الرفيع، وانما أيضا من خلال شخصيتها السامية التي اكتسبت دوما كل احترام وتقدير، لقد كانت فاتن حمامة فنانة ذات موقف وذات رؤية، وامتلكت دائما شجاعة التعبير عن تلك المواقف بكل رزانة واحترام. وبتلك الصفات رسخت مكانتها كأحد عمالقة الفن المصرى، وأحد أعمدة قوة مصر الثقافية الناعمة، التي أردد دوما أنها جوهر الثروة المصرية، ومكمن تأثيرها واشعاعها.
وأضاف لقد لقيت فاتن حمامة تكريما كثيرا تستحقه، وقد رحلت عنا، ولكنى أوقن أن هناك أجيالا جديدة، ونجوما صاعدة، تتلمذ الكثير منهم على يد فاتن حمامة، سوف يستكملون مسيرة الفن الراقى الذي كانت فاتن أروع تجسيد له، فمصر كانت ولا تزال دائما «ولَادة» لمبدعين وفنانين يحملون مشاعل الثقافة والتنوير.
وفي مقاله بعنوان "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات أنه إذا أردنا أن نصفها في كلمات صادقة، فلابد أن نقول، إنها صاحبة المكانة المتميزة في وجدان كل المصريين، الذين أحبوها وعشقوا أداءها الطبيعي والراقي، منذ أول طلة لها على شاشة السينما وهي ما زالت طفلة صغيرة لم تتجاوز التاسعة من عمرها، فإذا بها تأسر القلوب، وتحتل مكانًا رحبًا في نفوس كل المصريين والعرب.. هذه هي الفنانة فاتن حمامة، سيدة الشاشة العربية، التي رحلت عن عالمنا أمس الأول.
وأضاف الكاتب "كانت فاتن طوال مسيرتها الفنية التي بدأتها بالمشاركة في فيلم (يوم سعيد) مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب عام 1940، واختتمتها في عام 2000 بمسلسل (وجه القمر)، مثالا رائعا للفنان الملتزم بقضايا وطنه، والتعبير الصادق عن قيم مجتمعه، وذلك من خلال ما يزيد على 90 فيلما سينمائيا، عكست أحلام وطموحات الفتاة والمرأة المصرية في كل مراحل عمرها وتعدد وتنوع مستوياتها الاجتماعية والثقافية ".
وأشار إلى أن فاتن حمامة كانت خلال أعمالها نموذجا للفنان القدير، الذي يحترم جمهوره وفنه في ذات الوقت، من خلال الاختيار الجيد والمتنوع لكل الأعمال الفنية التي تقوم بها، حيث تميزت كل أعمالها بالرقي في الكلمة والحركة، والسمو في الهدف والمعنى، وهو ما جعلها تتربع على قمة سلم الحب والاحترام لدى كل الناس، لذلك استحقت الفنانة الراحلة كل المظاهر والمشاعر المعبرة عن حب واحترام جمهورها العريض، ليس في مصر فقط بل في كل عالمنا العربي.
واختتم بركات مقاله "رحم الله فاتن حمامة التي كانت وبحق وجه القمر وسيدة الشاشة العربية، وعزاؤنا فيها أنها ستظل صرحا كبيرا من صروح الفن، ورمزا صادقا للفنان المحترم، وقيمة فنية كبيرة نرجوا أن يسير على دربها ونهجها كل الفنانين الشباب".
وفى عموده " خواطر" كتب جلال دويدار أن الحشود الشعبية الغفيرة التي شاركت في تشييع جنازة فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية لم تكن سوي مظاهرة تكريم للفن المصري الهادف الذي كانت تمثله الراحلة العظيمة، عشرات الألوف من كل طوائف الشعب المصري حرصت على هذه المشاركة تأكيدا لحضارية هذا الوطن الشامخ وسمو مشاعره تجاه كل الرموز في ميادين العمل المختلفة.
وقال إن ما جري هو شهادة تقدير لكل من أبدعوا وساهموا في تعظيم اسم مصر. وعندما نحلل هذه اللوحة الرائعة لوداع فاتن حمامة إلى مثواها الأخير سوف ندرك ما يتمتع به الشعب المصري من وعي تجاه كل من كان له دور في تعظيم مكانة الدولة المصرية في أي مجال من المجالات.
ولقد كان رفع إعلام مصر في جنازة الراحلة التي تمثل علامة بارزة في الفن المصري تعبيرا عن القيم المصرية الاصيلة التي تستشعر قيمة كل بذل وعطاء يستهدف رفع شأن مصر، مؤكدا أن فاتن حمامة ليست مجرد فنانة احبها الشعب واعجب بها وانما هي جزء من تاريخ تطور الفن المصري، وإن هذه الفنانة الراحلة حظيت بكل الاحترام والتقدير طوال مشوارها الفني ثمنا لاخلاصها لرسالة الفن، هذا الواقع جعلها على قمة الاعجاب الجماهيري ليس على مستوي مصر فحسب ولكن على مستوي الوطن العربي. هذه المكانة الفريدة كانت دافعا لأن تشارك في رحلة وداعها كل مصر على المستويين الشعبي والرسمي. هذا الإجماع تجلي في نعي رئاسة الجمهورية والاشادة بما قدمه هذا الرمز من فن رفيع عكس جانبا من الحياة الحضارية المصرية الصحيحة.
وأضاف في نهاية مقاله، ليس هناك ما يقال في هذه المناسبة الحزينة.. عن الفنانة فاتن حمامة.. سوي أنها عاشت مشوارها الطويل في الفن الذي بدأته وهي طفلة لا تتعدي العاشرة من عمرها تحترم نفسها وفنها. هذه الطبيعة المتأصلة جعلتها تدقق في اختيار ما تقوم به من أعمال فنية. إنها ولا جدال مثال حي للشخصية المصرية التي يتطلع كل مصري أصيل ومصرية أصيلة أن يري نفسه فيها.
وكتب عمرو الشوبكى في صحيفة " المصرى اليوم "، أنه في كل مجال هناك أشخاص تعتبرهم جزءًا منك حتى لو لم تقابلهم ولو مرة واحدة، وهناك من يقومون بأعمال مختلفة تمامًا عنك، وتشعر أنهم قريبون جدًا، حتى لو كانت مهنتك السياسة والكتابة وهم الفن والإبداع أو الطب والهندسة، فرغم الخلاف المهنى وعدم المعرفة الشخصية إلا أنك تشعر وكأن هناك رابطًا روحانيًا ما يربطك بهم وتعتبرهم مثلك ولو في مكان آخر.
وأشار إلى أن الراحلة الكبيرة فاتن حمامة قوتها في أنها شبه الناس، أو بالأحرى شبه أغلب الناس، فهى الفنانة الأكثر موهبة في تاريخ مصر والعالم العربى، والأكثر احترامًا ومحافظة وقبولًا بين عموم المصريين والعرب، وقال إن تاريخ الراحلة حافل واستثنائى في مسار الفن المصرى، فقدمت نحو 103 أفلام، آخرها "أرض الأحلام"، كما قدمت دورًا مميزًا حُفر في ذاكرة التاريخ بمسلسل "ضمير أبلة حكمت "، الذي أنتج عام 1991، ومسلسل "وجه القمر"، الذي أنتج عام 2000، إضافة إلى مسلسل إذاعى وحيد.
وأكد أن قوة فاتن حمامة في موهبتها الكبيرة وفى قيمها الأكثر احترامًا، وهى التي وصف جمالها الراحل الكبير أحمد بهاء الدين ذات مرة في مقال شهير: الجمال أنواع.. هناك الجميلة التي يراها الرجل فيشعر أنه ذاهب معها إلى مغامرة عاصفة، وهناك الجميلة التي يقتحم جمالها الرجل كأنه يدخل معه في مبارزة.. وهناك الجميلة التي تحس إذا نظرت إليها أنها تقودك إلى مرفأ هادئ، أو إلى واحة خضراء، هذا النوع الأخير من الجمال هو الذي يعمر في القلب أكثر من سواه، وهو النوع الذي تتميز به فاتن حمامة.. وكان من مؤهلاتها الحساسية العجيبة، كذلك هي، شفافة ترى فيها صعود المشاعر وهبوطها ودواماتها.. وهذه الحساسية هي جوهر الموهبة التمثيلية.
وأوضح أن صورة فاتن حمامة كانت البنت المصرية الطيبة، التي يظلمها الناس وينصفها القدر، فهى لا تعاند الناس أو المجتمع، ولا تقتحم معركة، إنما كل فضيلتها أن تصبر على الظلم وتنطوى على نفسها حتى ينصفها القدر بأن يحقق لها حلمها أو يبين براءتها.. وأصبحت كل بنت في مصر.. فاتن حمامة! فكل بنت متوسطة في مصر، تحيا حياة راكدة، ترى فاتن حمامة على الشاشة وكأنها ترى فيها نفسها، أو ترى فيها أحلامها لإحساس بالظلم، والأمل المشوب بالحزن، وانتظار السعادة التي يسوقها القدر، وكانت محافظة فاتن حمامة وتقليديتها ورقيها الشديد على الشاشة وفى الحياة أروع ما فيها، فهى ليست النموذج المبتذل الذي روَّجه البعض على أنه فن، وحين أطلت على الجمهور في حوارها الرائع مع مجدى الجلاد الذي أذيع أمس الأول عشية وفاتها حلمت فيه بمجتمع بلا كذب يحرص فيه الناس على النظافة والرقى الإنسانى وعبرت عن حسرتها على التدهور الذي أصاب سلوكيات المصريين.
وإختتم الكاتب عموده بقوله إن فاتن حمامة هي تقريبًا آخر من بقى معنا من بقايا الزمن الجميل، وهى حلم مصرى كبير وموهبة عملاقة واستثنائية في تاريخنا غابت عنا لتذكرنا أننا نحتاج إلى جهود هائلة حتى نعيد اكتشاف مواهب قريبة من موهبتها. رحم الله فاتن حمامة حلمًا رائعًا وقيمة كبيرة وموهبة فريدة.
وفي عموده بعنوان "نقطة نور" في صحيفة "الأهرام" أكد الكاتب مكرم محمد أحمد أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل كانت الأكثر شجاعة بين قادة أوربا، في فهم خطورة عمليات الكراهية التي تشنها قوى اليمين الأوربي على الجاليات المسلمة في أوربا وألمانيا على وجه الخصوص، عندما أعلنت بوضوح قاطع إنها ترفض قسمة الشعب الألماني، ورفضها أن يكون المسلمون الألمان موضوعا لحملات التشكيك، لإنهم جزء من هذا الوطن.
وأضاف الكاتب أن ميركل أكدت أن معظم الشعب الألماني لا يعادي الإسلام، وإن كان لدى الكثيرين منهم صعوبة في فهم حقيقته، ويريدون أن يعرفوا لماذا لا يحترم الإرهابيون حق الحياة، بينما يرتكبون جرائهم باسم الإسلام!؟، موضحة أنه من الضروري والعاجل أن يصحح دعاة الإسلام هذه المفاهيم ويقدمون إجابات واضحة لهذه الأسئلة.
وأوضح أن موقف بابا الفاتيكان فرانسيس لا يقل شجاعة عن ميركل، والذي أعلن بوضوح أن حرية التعبير حق أساسي للإنسان، لكن ينبغي أن يكون لها حدود واضحة تمنع السخرية وازدراء الأديان، مشيرا إلى أن ما يزيد من قيمة كلمات بابا الفاتيكان، إنها تأتي في مواجهة إعصار من الكراهية يعصف بالعلاقة بين الإسلام والغرب.
واختتم مكرم مقاله " ولأن البابا فرانسيس وميركل أمسكا بطرفي الخيط الصحيح في مشكلة الإسلام والغرب، يحسن بالأزهر الشريف إرسال بعثة من علماء المسلمين يرأسها الشيخ أحمد الطيب، تزور ألمانيا كي تقدم الإجابات الصحيحة على المستشارة الألمانية ميركل، وتزور الفاتيكان لحوار صحيح حول ضوابط حرية التعبير التي تحول دون السخرية وازدراء الأديان، وأظن أن بعثة على هذا المستوى العالي يقودها شيخ الأزهر سوف تساعد على إطفاء حريق الكراهية الذي يشتعل في أوروبا ضد الإسلام والمسلمين".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.