يطول الحديث عن حكايات زمان وبما تحويه من عشق، نحكى أسرارها أو نصمت عنها. بالنهاية حكاياتنا هى ذكرياتنا تؤثر فينا ونتأثر بها. وكما يقال (للبيوت أسرار) ومن أين نبدأ الحكاية، ولكل بداية نهاية، الأهم نصل لخفايا النفوس لمعالجتها ولتغييرها من النظرة السوداء إلى التفاؤل والأمل والرجاء. الخفايا النفسية معقدة جدا بسبب طفولتنا وطريقة التربية والنشأة والمدرسة وأن التشخيص للنفس البشرية وتحليل كل تصرف يحتاج عشرات الجلسات النفسية لأطباء علم النفس ومتخصصين الصحة النفسية. وكثير منا يصيبه الخوف أن يحكى ويصل إلى التوتر المفرط جدا عندما يتذكر الماضى المؤلم ولكن بالنهاية عندما نفتح قلوبنا بكل أمان واطمئنان نجد الراحة العجيبة وكأن الخوف لا معنى له من البداية بمجرد أن نجد الشخص المناسب الأمين على تلك الأسرار وليس فقط الأمانة ولكنه أيضا المرشد الواعى المتخصص الذى يستطيع أن يصل بنا إلى بر الأمان والاستقرار النفسى وتغيير السلوك فى كثير من الأحيان وتغيير النظرة السوداء عن مشاعرنا وعن قدراتنا وعن خيبة الأمل فمن حولنا. إنسان يبدو لك فيما بعد أنه المنقذ لك وصاحب فضل التغيير وصاحب البسمة والفرحة على الشفاه بعد فيض من الإيجابيات وسط ضجيج السلبيات داخل النفس والفكر وسجن الماضى والذكريات سواء كان ذكريات طيبة أو ذكريات تعيسة مؤلمة فكلا منهما قيود وسجن بلا قضبان حديد وبلا سجان ولكن نحن من نسجن أنفسنا ونحلل الماضى بأفكارنا وعواطفنا ولا نرى المستقبل المنتظر وهو فقط يحتاج مننا مجهود لتحقيق ما نرغب به وكأننا أصبحنا أشباح تحيا داخل قبور مظلمة وسط عتمة طريق لا نهاية له ولا بصيص أمل للقاء النور. والعكس صحيح تماما فكل ليل له نهاية بنهار مشرق ونور ربانى وشمس بر تضحك بوجه أمل سعيد بلقاء الحياة بشغف اليوم وأمل الغد فصناعة الغد موهبة من عطايا الرحمان. وحماية النفس البشرية لا طريق لها إلا بالإيمان والثقة بالله لأن كل ظلم سينقضى وكل ظالم سيحاسب وإن لغدًا قريب. وهذا الطريق المفروش بالأمل والتفاؤل نسعى إليه جميعا ونبحث عن منْ يصدق أحلامنا ومنْ يدفع بنا للأمام ومنْ يفرح بنا ولنا ويكون لنا طوق النجاة ومنْ يساعدنا لإتمام المسيرة وهو صادق معنا كمرشد لنا بالطريق لا يغش ولا يكذب ولا يتجمل لكن يثق بنا، يثق بقدراتنا يثق بالحلم معنا ويثق أننا ببعض الكلمات البسيطة المشجعة يتم التغيير خصوصاً عندما نرى أنفسنا بعيون المحبين نرى الخير الكامن داخلنا نرى الصبر والاحتمال نرى النور والرجاء ولا مكان للحياة السوداء والنظرة السوداوية التشاؤمية التى تهدم المستقبل وتطفئ بصيص الأمل وشموع الطريق. يكفى أن نجد وميض شمعة وسط عتمة الطريق يكون دليل للعبور من خلاله إلى أن نصل للوسع والرحب بعد طول المشقة ومسافات الزمن المرعب وكلمات الإحباط وخيبة الأمل بدون وجه حق. فنحن منْ نصنع المستحيل بثقتنا فى الله وفى قدراتنا وفى منْ حولنا فهم الأقرب والأنقى والأفضل دائما المخلصين الأوفياء. فأين هم هؤلاء المخلصون الأوفياء؟ لنبحث عنهم بشغف وتركيز وفطنة وبكل طريق ستجد شخصا فقط هو الصديق الصدوق بحق وستجد ألف عابر سبيل بحياتك يعبر بسلام أو يعبر بمرار أو يعبر مع سرعة الرياح بلا تأثير أو يعبر بذات التأثير ويبقى رائحته العطرة رمز خالد للنقاء والصفاء لمن حمل بقلبه قلب الملائكة وطار بالأفق الأعلى ينال التكريم. هكذا تمضى بنا الأيام ونمضى نحن عابرين بالطريق لمنْ هم حولنا أيضا. فهل نحن من نمضى بذات التأثير أم نرحل دون ضجيج أم نترك الوجع الأليم ولما كل ذلك ؟! يكفى أن نكون صادقين مخلصين نسعى جاهدين لحماية قلوبنا ولا نجرح أحد بالطريق، نسعى أن يكون لنا ذكرى عطرة وأصحاب صورة أرشيفية ناصعة البياض تحمل المسؤولية وعواقب التصرفات والأفعال على الرحب والسعة لأننا باختصار كنا نعامل ربنا قبل البشر وننصح منْ حولنا بكل صدق وأمانة ونمد يد العون لكن محتاج بدون مقابل ونحيا بدائرة النصح والإرشاد دون فرض رأى أو ضغط ولكن سبيل نجاة فقط للآخرين. كل منا يحتاج طبيب نفسى طبيب روحى طبيب يداوى جروح الزمن العتيق. كل منا يحتاج لرفيق بالطريق يمد يد العون والمساعدة ولا ينتظر الشكر إنما يستحق التقدير. كل منا يبحث عن رفيق الروح الذى من خلاله يتسلل لأرواحنا للسعادة والبهجة واحتمال ضغوط الحياة. كل منا يحتاج بريق أمل ينهض بنا ويشير لنا على مستقبل أفضل. كل منا يحتاج الحب البريء حب الطفولة الذى لا يغيب. كل منا يحتاج للأمان والاستقرار بحضن الحق والضمير. ومن له ضمير فهو باقى خالد ليوم الدين فالسيرة الحسنة أطول من أعمارنا بكثير.