هدايا الفالانتاين بين مؤيد ومعارض

أجمل الهدايا هدية غير متوقعة فى وقت غير متوقع، فماذا عن الهدية المنتظرة فى موعد يعنى لأحد الطرفين أو كلاهما الكثير، والويل كل الويل لمن ينسى أو يتناسى فلا مجال للتنصل أو الاعتذار.
وهدية عيد الحب هى رسالة للمحبوب تعبر عن مدى قيمته، فتتناسب سعر الهدية طرديا مع درجة الحب ورد الفعل المنتظر، ومع موجة الغلاء وارتفاع الأسعار المستمر الذى لا يشعر به الأبناء غالباً فيترجمون ضيق اليد بأن الآباء أصبحوا أشد بخلاً "ومش فاهمنهم" فيقتطع الفتى أو الفتاة على مدار شهر يسبق عيد الحب كل ما يتحصل عليه من أموال من الأبوين من أجل "الفلنتين داى".
هذا دون أن ننسى مصاريف الكوافير، حيث إن الحجز ليلة عيد الحب له سعر خاص، ولكن ما باليد حيلة، فالمسكينة يجب أن يكون لها شكل جديد يوم العيد، أما عن المحجبة فيكفى أن تغير رابطة الإيشارب، ومع شروق شمس اليوم الموعود يمكن أن تميز المرتبطين عن طريق ارتدائهم اللون الأحمر فى عيد الحب.
أما عن الفتى فلا يدخر جهدا حتى يتحول إلى مهرج أحمر مغطى بالجليتر اللامع يحمل هديته التى تكون غالباً دبدوب ضخم، ومن الواجب عليها أن يتوقف قلبها انبهارا بالهدية أو تصرخ بالصوت الحيانى ثم تحتضن الدبدوب فى قوة وتقبله.
فتقول سارة محمد كلية الآداب "المفروض معبروش كفاية أنه كان ناسينى طول السنة وبيفتكرنى يوم واحد بس، بس طبعاً لازم أفرح عشان ميتقمصش".
تحول مفهوم الحب إلى مباراة فى القدرة على الدفع، البنت لن ترضى بهدية أقل من صديقاتها حتى تكون الملكة المتوجة عليهن، أما هو فيكفيه هدية يتفاخر بها أمام أصدقائه وهو جالس يدخن الشيشة معهم على مقهى بعيد عن المنزل بالطبع حتى لا يراه والده.
وكان هذا أكبر إغراء لأصحاب محلات الهدايا لرفع الأسعار أكثر، مع ابتكار هدايا مميزة يحفر عليها اسم أو صورة الحبيب والحبيبة بالليزر.
وحتى الورود لم تسلم من موجة الغلاء العاطفى، إبراهيم ذهب لمحل ورد بالدقى لشراء بعض الورود، ولكن فوجئ بالبائع يخبره أن سعر الوردة عشرة جنيهات، فما كان منه إلا أن قال "خليها زين بيها المحل".
أما عن العلاقات الجدية يحكى أحمد السيد قائلاً "كنت بجيب هدية الفلنتين فى أول الخطوبة، دلوقتى بقى عيد ميلادها بس وكمان سنة بإذن الله هيبقى أول عيد جواز وننسى الفلنتين خالص".