تتصاعد حدة الهجوم فى هذه الأيام على جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم السياسى المتمثل فى الحرية والعدالة، ولكن أسباب الهجوم تتركز فى التخويف منهم والتشفى فى بعض الأحيان، لكنى لن أهاجم الإخوان بل سأعاتبهم.. فشباب الإخوان كانوا أصحاب دور عظيم فى ثورة 25 يناير وكانوا من حماة الميدان وكان الكثير من شباب الثورة يكتسب من شجاعتهم وإيمانهم وعزيمتهم إلى جانب شباب 6 إبريل وشباب الجمعية الوطنية للتغيير وشباب الحركة السلفية فيما جلس الكبار ينددون بالثورة ويحاولون التهدئة. كان الميدان صوتا واحدا وهتافا واحدا ويدا واحدة حتى نجح فى تحقيق مطالبه وعمل ما تخيله البعض من المستحيلات، ولكن ما حدث بعد ذلك هو الذى جعل مشاعرى تأخذ صدمة من الإخوان المسلمين. فى البداية كان الاستفتاء المشئوم وجلس التيار الليبرالى والأقباط وشباب الثورة فى طرف وإذ بقيادات الإخوان بكل ما أوتى بها من قوة وحشد وتنظيم تكفر التصويت بلا وتكفر التيار الليبرالى وتتدعى على المصوتين بلا بأعداء الشريعة والمادة التانية وتابعى الكنيسة، فيما يعد ضربة للوحدة بين التيارات المختلفة، على الرغم من أن التيار الليبرالى كان من أشد المدافعين عن الإخوان فى ذروة قوة أمن الدولة. ففقد فصيل ال (لا) التعاطف الشعبى وقسم الميدان إلى 75% و25%.. ثم جاء الدور على الحركات الشبابية وأهمها حركة شباب 6 إبريل فإذ بادعاءات التخوين والعمالة والتمويل الأجنبى تنهال على رءوس هذا الشباب الطاهر ويقف الإخوان فى موقف المتفرج أو المشجع للأسف فى نوع من السعادة، لأن الساحة تخلو له شيئا فشيئا. ثم جاءت أحداث محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء والإخوان المسلمين تعجلوا فى حصد ما تخيلوا أنه مغانمهم ومكتسباتهم، وهم لا يعلمون أنهم يسيرون فى فخ محكم وشديد الدهاء ووصفت رفاق الميدان بالأمس بالأناركيين والمخربين والمعطلين للعملية الديمقراطية، فيما سبب انقساما أكثر بين الأطراف السياسية والمستفيد ينظر ويبتسم فى هدوء. وانعقد مجلس الشعب وقام مصطفى بكرى يهاجم محمد البرادعى ويصفه بالعميل، ولكن هذا لم يؤثر فى شباب الثورة بشىء ولكن الصدمة جاءت من التصفيق الحاد لعبارة مصطفى بكرى من الإخوان، رغم أن البرادعى من أكثر الناس وطنية ورمز للثورة المصرية، وكان أول من وضع يده فى يد الإخوان وطلب بعمل حزب سياسى لهم وحقهم فى ممارسة العمل السياسى. ثم كارثة لجنة إعدا الدستور التى أصر الإخوان فيها على السيطرة عليها أو تأجليها لحين إنتخاب رئيس الدولة و معرفة إذا كانت ستكون برلمانية أم رئاسية وأثناء كل ذلك حملات التشويه ضد الإخوان التى كانت لا تجد أرضية فى عهد النظام السابق أصبح لها أرضية ومستمعين ومشجعين ومناصرين وشباب الثورة الذى تم الغدر به للأسف عدة مرات من جماعة الإخوان، فقد الثقة فيهم وابتعد عنهم وعن وقفاتهم. فانخفضت شعبية الإخوان انخفاضا حادا لدرجة أنه لولا تفتيت الأصوات لما نجح مرشحهم فى دخول الإعادة فى الانتخابات الرئاسية أو بالكاد، ويصبح الفرق بين مرسى وشفيق أقل من 160 ألف صوت، مما يعد ضربة لشعبيتهم وحشدهم وعنوانا لنجاح حملات التشويه ونتيجة لسياستهم الخاطئة، وأصبح ابن البلد الذى انتخبهم فى مجلس الشعب يصوت عقابيا ضدهم. أنا لا ألوم الإخوان المسلمين فى طمعهم الحصول على السلطة فذلك حق كل حزب سياسى فى الدنيا، لكن الحصول على السلطة يكون فى وجود العدالة والنزاهة وتكافؤ الفرص وليس بالسعادة فى قطع فصيل سياسى واحد تلو الآخر. فالإخوان أكلوا يوم أكل الثور الأبيض... ألوم عليهم محاولتهم لجمع الغنائم مبكرا مما جعلنا نخسر عدة معارك كتيار ثورى وتكرار سيناريو معركة أحد، ويقف الإخوان حاليا بمرشحهم الدكتور محمد مرسى وحيدين ويراهنون رهانا أخيرا وهو كسب السلطة أو خسارة الكل، فإذا خسروا فسيكونون وحيدين للأبد، وإذا انتصروا فأتمنى أن يصححوا أخطاءهم وإعادة اكتساب ثقتنا بالأفعال وليس بالقمع ومصادرة الرأى. النظام السابق كان يقيد حلمى، ولكن الإخوان للأسف قتلوا حلمى.