وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال العام يبحثان التوسع فى استخدامات الطاقات المتجددة فى الصناعات كثيفة الاستهلاك    صحة غزة: 93 شهيدا و337 مصابا منذ بدء وقف إطلاق النار    السودان.. اتهامات للدعم السريع بارتكاب مجازر وتصفية المدنيين بالفاشر وكردفان    نعلم جيداً المستفيد.. الزمالك يرد على أزمة دونجا    تأجيل محاكمة متهمي الفعل الفاضح أعلى المحور ومصور الواقعة ل 10 نوفمبر    وزير الثقافة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي    بهدف تحقيق رضا المنتفعين.. اجتماع تنسيقي لهيئات منظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان    رسميا.. موعد بدء التوقيت الشتوي 2025 وتغيير الساعة في مصر (تفاصيل)    الحكومة تدرس عروضًا استثمارية لإنشاء وتطوير فنادق ومشروعات عمرانية بمحافظة بورسعيد    «تعليم أسيوط» يعلن تلقى طلبات الراغبين في العمل بالحصة لمدة عشرة أيام    «مستقبل وطن» يواصل عقد المؤتمرات الجماهيرية لدعم مرشحى مجلس النواب    حماس: غزة والضفة الغربية هي وحدة وطنية واحدة    جدل الكلاسيكو لم ينتهي.. تفاصيل حديث حكم مباراة الريال وبرشلونة مع الفار    «الفجر بالإسكندرية 5.44 ص».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الثلاثاء    شوبير يكشف حقيقة مفاوضات بيراميدز مع أليو ديانج    رويدا هشام: الخطيب دائمًا منحاز لأبناء النادي.. وننتظر أعضاء الجمعية العمومية للأهلي    انطلاق فعاليات المبادرة الرئاسية «تمكين» لدعم الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة المنيا    مائل للبرودة وسحب منخفضة على القاهرة.. الأرصاد تكشف توقعات حالة الطقس غدًا    البريد المصري يصدر طابعاً تذكارياً بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء    شكرًا لكل الي تعب معايا".. أحمد جمال يوجه رسالة شكر بعد زفافه    افتتاح الدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة وسط قطاع غزة    مواقيت الصلاة بمطروح وأذكار الصباح اليوم 27 أكتوبر    ضبط 178 كيلو لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي في أسيوط    مدير الرعاية الصحية بأسوان يستضيف الاجتماع التنسيقى لهيئات المنظومة الجديدة    مدير الكرة بالزمالك : دونجا ضمن بعثة الفريق لخوض السوبر المحلي    المشاط: الإحصاءات تُمثل ركيزة أساسية في صنع القرار ودعم مسيرة التنمية    وزير العمل: إصدار القانون الجديد محطة فارقة في تحديث التشريعات الوطنية    مدرب برشلونة: أجواء برنابيو أربكت يامال وغياب ليفاندوفسكي أثّر على الفريق    جاهزية نجم اتحاد جدة لمواجهة النصر    مسلسل محمد سلام الجديد.. قصة وأبطال «كارثة طبيعية»    طريقة عمل شاي اللاتيه بمذاق ناعم    عاجل بالصور الصحة: إنقاذ ناجح لسائحة إسبانية أصيبت داخل هرم سنفرو المنحني بدهشور    وزير الخزانة الأمريكى: واشنطن وبكين اتفقتا على إطار عمل لاتفاقية تجارية    علاج 1674 مواطنا بقافلة طبية بالشرقية    بكين: المقاتلة الأمريكية تحطمت أثناء تدريب عسكرى فى بحر الصين الجنوبى    3 مصابين في انهيار داخلي لعقار بمنطقة العصافرة في الإسكندرية.. والمحافظ يتابع الحادث    اتصالات لوزير الخارجية مع نظرائه في 4 دول لبحث التطورات في فلسطين والسودان    وزيرة التضامن تلتقي المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب    طفل يقود ميكروباص في بني سويف ووزارة الداخلية تتحرك سريعًا    تخصيص جزء من طابور الصباح لتعريف طلاب القاهرة بالمتحف المصري الكبير    تأجيل محاكمة 24 متهما بالإنضمام لجماعة الأخوان الإرهابية لمرافعة النيابة العامة    شيخ الأزهر: الحروب العبثية كشفت انهيار النظام الأخلاقي في العالم    وزارة التعليم: عقد امتحان الشهر لأولى وثانية ثانوى ورقيا    بكام الطماطم النهارده؟.. أسعار الخضراوات والفاكهة فى الوادى الجديد    بكم طن عز الآن؟ سعر الحديد اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 محليا و أرض المصنع    جامعة الإسكندرية تحقق إنجازا عالميا باختيار مركز القسطرة ضمن أفضل 7 مراكز خارج الولايات المتحدة    دعاء الحج والعمرة.. أدعية قصيرة ومستحبة للحجاج والمعتمرين هذا العام    الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء الوضع في الفاشر السودانية وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار    متحدث الأوقاف: «مسابقة الأئمة النجباء» نقلة نوعية في تطوير الخطاب الديني    ترامب يحذر الحوامل مجددًا| لا تستخدمن دواء "تايلينول" إلا للضرورة القصوى    بعد قليل.. محاكمة المتهمين ومصور فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    بالصور.. مصرع وإصابة 28 شخصا في حادث تصادم أتوبيس بسيارة نقل بطريق رأس غارب - الغردقة    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    فريدة سيف النصر تعلن تفاصيل عزاء شقيقها اليوم    أول أيام الصيام فلكيًا.. متى يبدأ شهر رمضان 2026؟    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 27-10-2025 في الشرقية    غزل المحلة: الأهلى تواصل معنا لضم ثلاثى الفريق الأول.. ولكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيبة الصمت
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 06 - 2025

في زمنٍ تُنصب فيه المنابر على كل زاوية، ويُصبح الميكروفون أداة نجاة لا وسيلة بلاغ، تتراجع هيبة الصمت إلى الخلف، لكنها لا تسقط، تظل واقفة، كشيخٍ وقورٍ في مجلس مليء بالمراهقين الصوتيين، لا يعلو صوته، لكنه يُسمع.
الصمت ليس عجزًا كما يتوهم البعض، بل اختيار، وأحيانًا عقيدة، هو القوة التي لا تحتاج إلى استعراض، واللغة التي تفهمها الأرواح دون حاجة إلى ترجمان، في كل مرة يصمت فيها عاقل أمام ضجيج السفهاء، يسجل موقفًا لا تلتقطه الكاميرات، لكنه يُحفر في الذاكرة.
الصمت ليس غيابًا عن المشهد، بل حضور بأدوات مختلفة، إنه رفضٌ أن تكون جزءًا من مهرجان الردح العام، وقرارٌ أن تحمي ما تبقى من كرامة الحروف من عبث الأقلام المرتجفة. الصمت، في كثير من الأحيان، أعلى صوتًا من الكلام، لأنه لا يطلب التصفيق، بل يكتفي بالوقار.
هيبة الصمت لا تأتي من الفراغ، بل من إدراك عميق بأن بعض المعارك لا تُخاض باللسان، بل تُكسب بالصبر، أن بعض المواقف لا تحتاج إلى تعليق، لأنها فضحت نفسها بنفسها، وأن كثرة الشرح تفسد المعنى، مثلما يفسد الطهي الزائد طعم الطعام.
في كل زمن، يظهر من يجعل من الصخب بطولة، ومن يخلط بين الجرأة والوقاحة، وبين التعبير والتشهير، وبين الرأي والتهريج، حينها فقط، تتجلى عظمة الصمت، كأنها قصرٌ منيع لا يطاله العبث، وكأنها لغة خاصة لا يقرأها إلا من يعرف كيف يُصغي.
الصمت لا يُستخدم دائمًا، لكنه يُختار بحكمة، لا يعني الضعف، بل يعني أنك أكبر من أن تنزل إلى وحل الجدال، أنك لا ترى جدوى في تضييع وقتك في الرد على من لا يستحق السمع أصلًا، الصمت في وجه التفاهة بطولة، وفي مواجهة القيل والقال درع.
أحيانًا، تكون الكلمة أرخص من أن تُقال، تكون الحروف مجرد طلقات طائشة في معركة خاسرة، أما الصمت، فهو انسحاب تكتيكي من فوضى لا تنتهي، واستعلاء على مستوى لا يستحق النزول إليه.
والأجمل أن الصمت لا يحتاج تبريرًا، يكفيك أن تكون مرتاح الضمير، صافي النية، واثقًا أن الصوت لا يُقاس بدرجته، بل بقيمته، وأنك حين تصمت، فأنت تمنح نفسك مساحة للتأمل، للتمهل، للنجاة من فخاخ الكلمات المرتجلة.
في عالم يصرخ فيه الجميع، يصبح الصمت مهارة، وفي زمن ينطق فيه كل من لا يملك شيئًا ليقوله، يصير الصامت سيد المجلس، حتى إن لم يكن حاضرًا.
فدعوا للصمت مقامه، ولا تظنوا أن من يصمت قد غاب، ربما كان يكتب داخله مرافعة، أو ينحت في روحه جبلاً من الحكمة، أو ببساطة يحتفظ بكرامته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.