في أجواء روحانية خاشعة، شهد محيط المسجد الحرام في مكةالمكرمة توافد مئات الآلاف من الحجاج من مختلف بقاع العالم، حيث رصدت عدسة "تليفزيون اليوم السابع" الزحام الشديد حول الكعبة المشرفة، حيث يحرص ضيوف الرحمن على أداء الطواف والصلاة قبل أيام قليلة من التصعيد إلى مشعر عرفات، الركن الأعظم في مناسك الحج. ورغم الأعداد الغفيرة ودرجات الحرارة المرتفعة، بدا الانسياب في حركة الحجاج منتظماً وسط استعدادات مكثفة من السلطات السعودية، وجهود كبيرة من بعثة حج القرعة المصرية، التي حرصت على توفير كل سبل الراحة للحجاج المصريين، سواء في مكة أو في المشاعر المقدسة. وقد أولت بعثة الحج المصرية اهتماماً خاصاً بمشعر عرفات، حيث جُهزت مخيمات مميزة مكيفة، قريبة من مسجد نمرة، لاستيعاب الحجاج في يوم الوقفة الكبرى. كما تم تخصيص فرق إنسانية لمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات، وتوزيع وجبات جافة وعصائر ومياه باردة للتغلب على حرارة الجو، بالتوازي مع توفير أتوبيسات حديثة ومكيفة لنقل الحجاج بين المشاعر بسهولة ويسر. ولم تغفل البعثة الجوانب الصحية والدينية، إذ رافق الحجاج طاقم طبي على مدار الساعة للكشف ومتابعة الحالات المرضية، إضافة إلى علماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتوعية الحجاج وشرح مناسك الحج خطوة بخطوة. وتمتد هذه الرعاية إلى مشعر منى، حيث تم تجهيز مخيمات مريحة ومزودة بكافة التجهيزات، مع متابعة دقيقة لضيوف الرحمن من خلال غرفة عمليات مركزية تضمن سرعة الاستجابة لأي طارئ. ويُعد هذا الموسم نموذجاً للتحول الرقمي في إدارة الحج، إذ تعتمد البعثة على تطبيقات ذكية وتقنيات حديثة لتتبع الحجاج وتقديم الخدمات لهم بكفاءة، بما يعكس نقلة نوعية في مستوى التنظيم والرعاية.