ليس من أدبياتى ولا توجهى وتكوينى الفكرى ولا منهجى النقدى أن أقوم بمدح أحد أو نقده إلا إذا ما كنت أمتلك الدليل، وأناقش بالحجة والبرهان، وأعرض وأفند ما أشاهده على عقلى ثم أستفتى عليه قلبى بعد ذلك. لله درك فخامة الرئيس حملت على عاتقك مسؤولية تنوء من حملها الجبال الراسيات. تحملت عبئا كبيرا، لا أقول مسؤولية بلدنا الحبيب مصرنا الغالية وحدها وإنما مسؤولية أمانة التكليف، مسؤولية رعاية مصالح أمتنا العربية والإسلامية. عاملا بحديث النبى صلى الله عليه وسلم، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالمناصب تكليف وليست تشريفا، فوجدناك ثابتا صلبا على قدر المسؤولية، لم تلتف يوما إلى المثبطين أعداء الإنسانية الذين دأبهم وديدنهم وشغلهم الشاغل النيل من عزيمتنا والتثبيط من هممنا. فقد أرق مضاجعهم أى نجاح حققتموه بفضل قيادتكم الرشيدة وإدارتكم الحكيمة لكل الملفات الحيوية التى تنهض من خلالها الدول. نعم هى ملفات كثيرة وإرث ثقيل لا نحسد عليه. فى كل مفاصل الدولة، بإدارتها، محافظاتها، أحيائها، نجوعها، قراها. الهدف الرئيس، تحقيق ما نصبو إليه من الوصول بالمواطن المصرى إلى توفير حياة كريمة يستحقها، أملا فى الوصول إلى تحقيق تنمية مستدامة. فمذ توليت يا فخامة الرئيس المسؤولية، التكليف برئاسة مصر، ولم تدخر جهدا، ولم تتأخر يوما عن تلبية الواجب الوطنى، وقفت ضد هؤلاء الإرهابيين واستأصلتهم من شأفتهم وطهرت سيناء الحبيبة منهم، وولت وجهك شطر أرض الفيروز للنهوض بها وبأهلها عن طريق مشروعات عملاقة سواء فى الزراعات واستصلاح الأراضى، أو فى مجال السياحة من خلال تنمية السياحة الترفيهية والسياحة العلاجية. فأصبحت سيناء قبلة للزائرين سواء من العرب أو من دول العالم جميعا، مما يعود بالنفع على أهل سيناء، وبما ساعد فى جلب رؤوس الأموال التى تستخدم فى الاستثمارات العملاقة، مما أدى إلى رفع الاحتياطى النقدى من العملة الأجنبية فى البنك المركزى المصرى. فضلا عن ذلك كثيرة هى الملفات التى تحتاج إلى مجهود خارق، لدينا ملفات التعليم، ملف الثقافة والمجتمع، ملف البيئة، ملف المجالس النيابية، ثم الملف الأخطر عصب وشريان حياة الشعوب الملف الاقتصادى وزيادة معدلات النمو الاقتصادى، ووقف التضخم. ثم ملفات السياسات، سواء السياسية الداخلية أو السياسة الخارجية، من أجل تحقيق مناخ ديمقراطى تمارس فيه الحريات سواء فى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو فى انتخابات المحليات، أو السياسة الخارجية فقد أصبح واضحا جليا أنه يشار إلينا بالبنان فى علاقاتنا بدول الجوار سواء دول عربية أو علاقاتنا بدول الخليج، أو دول العالم جميعا. حتى إذا ما وصلنا إلى الأزمة الراهنة، أزمة القضية الفلسطينية، فمن الذى أخذ على عاتقه تحمل مسؤولية هذا الملف، مصر الأبية، من الذى سعى للهدنة والمصالحة، من الذى تصدى لمخطط التهجير وتحدى أكبر دولة فى العالم وأعوانها، من الذى دعا إلى مؤتمر قمة عربية فى مارس الماضى. من الذى صرخ بأعلى صوته قائلا سيناء خط أحمر، لا للتهجير، نعم للتعمير، الكل تنصل، لكننا لم ولن نتخلى فالقدس وفلسطين وغزة والمسجد الأقصى قضية عقيدة تجرى فى عروقنا من الشريان إلى الشريان. لم يحدث هذا من فراغ سيدى الرئيس وإنما من خلال جهود مضنية نتيجتها تسليح على أعلى مستوى فى العالم، مناورات مع أقوى دول فى العالم، ترسانة أربكت عدونا اللدود، عدونا الاستراتيجى الذى شاهد ما يجعله يقف عند منتهاه ويقول نحن على عهدنا باتفاقية السلام مع مصر. فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى نحن جميعا معك على قلب رجل واحد مصطفين خلفك داعمين أى قرار تتخذه فيه مصلحة البلاد وفيه خير العباد. ولن نقول لك مثل ما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون. ولكن نقول اذهب أنت وربك فإنا معكما مقاتلون، لو خضت بنا البحر لخضناه معك، ولا أقول كلاما، مجرد كلام، لا فقد شاهدنا ذلك على المعابر الحدودية، شاهدنا الحشود الهادرة التى تطلب الإذن منكم للتصدى لهؤلاء القتلة المجرمون أعداء الإنسانية المتغطرسين ومن شايعهم ومن والاهم. نعم كلنا جنودك وجنود هذا الوطن، فى السلم كل فى مكانه، يؤدى ما كلف به من مهام حسبة لله تعالى وحبا فى تراب هذا الوطن، الطبيب فى مشفاه، المهندس فى مصنعه، الضابط والجندى فى معسكره، المعلم فى مؤسساته التعليمية. الصحفى ممسكا بقلمه ملبيا نداء الواجب، يجاهد بالكلمة فى سبيل توعية المواطن بواجبه نحو وطنه، فى خطاب توعوى يوضح فيه خطورة المرحلة الراهنة وأنه من الحكمة والتعقل الاصطفاف خلف قائدهم، وألا يعطوا أذانهم للشائعات المغرضة التى يطلقها أعداء الإنسانية، أعداء مصر فى الداخل أو فى الخارج، وأن يغلقوا الأبواب أمام قنوات الفتنة المأجورة التى تنفث سمومها من خارج البلاد. وفى الحرب، الكبير الطاعن فى السن قبل الصغير على أتم استعداد لحمل السلاح. فكما خاض الشعب المصرى معركة سطرت حروفها على صفحات التاريخ بأحرف من نور، معركة السادس من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين شهدها العالم كله مسبحا بمهارة وعزيمة الجندى المصرى، مستعدون وكما ذكرت فخامتكم أن نفعلها مرات ومرات ضد من تسول له نفسه المساس بأمننا القوى وسلامة حدودنا وسلامة أراضينا المقدسة التى روتها دماء خيرة شباب الوطن. فكما وقف الشعب متصديا لأهل الشر الذين جعلوا من الدين ستارا لهم يستترون خلفه لتحقيق مآربهم وأهدافهم التدميرية للنيل من وحدة واستقرار البلاد وإثارة الفتن من أجل الوصول إلى سدة الحكم، وبفضل الله تعالى، وفضل المخلصين كشفهم الله تعالى، وثورة الثلاثين من يوليو ليست منا ببعيد. مستعد مرة ثانية وآلاف المرات أن يقف متصديا لهؤلاء ولأمثالهم بكل ما أوتى من قوة. فخامة الرئيس نحن الآن على مفترق الطرق، نكون أو نكون، لا أقول أو لا نكون، فالبقاء والغلبة لأهل الحق، ونحن أهل حق مدافعون عنه. فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، سر على بركة الله فى طريقك ولتعلم حفظك الله أن خلفك جميع المصريين. فخامة الرئيس كن على يقين من ذلك، أن الله تعالى لن يترك عملك، فتوكل على الله إنك على الحق المبين.