رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد دولة الإمارات ويبحث افتتاح فرع الجامعة بأبو ظبي    «التعليم» تستهدف تحويل 1270 مدرسة فنية إلى مدارس تكنولوجيا تطبيقية    وزير الصناعة يبحث خطط إعادة تشغيل 8 خطوط إنتاج لخفض أسعار الأسمنت    جامعة الأقصر تشارك في النسخة الثانية من مبادرة كن مستعدا لتأهيل الطلاب والخريجين لسوق العمل    نائب محافظ القاهرة يتابع إجراءات التصالح على مخالفات البناء بمجمع الأحياء    الإحصاء: 12.6% ارتفاعا في قيمة التبادل التجاري بين مصر واليابان خلال أول 5 أشهر من 2025    فاينانشال تايمز: أوكرانيا عرضت شراء أسلحة أمريكية ب100 مليار دولار    طبيب الأهلي يكشف حالة إمام عاشور ومروان عطية قبل مواجهة المحلة    بدء إجراءات سحب أرض الزمالك.. والمجلس يستعد للتصعيد    أمير هشام: ارتياح لدى جهاز الزمالك بعد نقل لقاء مودرن إلى ملعب هيئة قناة السويس    أمير هشام: الأهلي لم يتلقى عروضًا فرنسية لضم ديانج    مصرع 8 عناصر إجرامية في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بالمنوفية.. وضبط مخدرات ب16 مليون جنيه    تعرف على طقس اليوم الثلاثاء فى محافظة الغربية    أمن المنافذ يضبط 53 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    فيديو.. النقل تناشد المواطنين مشاركتها في التوعية من السلوكيات السلبية بالمترو والقطار الخفيف    خالد جلال ناعيا الدكتور يحيى عزمي: تخرج على يديه أجيال من السينمائيين    وزير الثقافة: معرض «صوت مصر» يقدم صورة متكاملة عن أم كلثوم كقيمة خالدة في الضمير الوطني والعربي    جولة تفتيشية للوقوف على انتظام حركة التشغيل في مطاري الغردقة ومرسى علم    وظائف جديدة للمهندسين والمشرفين بالسعودية برواتب تصل 6000 ريال    وزير الري: تطوير مؤسسي ومنظومة إلكترونية لتراخيص الشواطئ    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    قرار جديد من وزارة الداخلية بشأن إنشاء مركز إصلاح (نص كامل)    قرار جمهوري.. ماجد إسماعيل رئيسًا تنفيذيًا لوكالة الفضاء بدرجة وزير    "قصص متفوتكش".. 3 معلومات عن اتفاق رونالدو وجورجينا.. وإمام عاشور يظهر مع نجله    واعظة بالأزهر: الحسد يأكل الحسنات مثل النار    " ارحموا من في الأرض" هل هذا القول يشمل كل المخلوقات.. أستاذ بالأزهر يوضح    وزيرة التخطيط والتعاون تتحدث عن تطورات الاقتصاد المصري في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية    53 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 34 يومًا؟    هل يمكن أن تسبب المشروبات الساخنة السرطان؟.. اعرف الحقيقة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 9 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    ضبط 108780مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    80 قطارًا.. مواعيد انطلاق الرحلات من محطة سكك حديد بنها إلى المحافظات الثلاثاء 19 أغسطس    «ضربة قوية».. الأهلي يعلن نتيجة الأشعة التي أجراها ياسين مرعي    إلغاء إجازة اليوم الوطني السعودي ال95 للقطاعين العام والخاص حقيقة أم شائعة؟    «التأمين الشامل».. تشغيل عيادة علاج طبيعي للأطفال بمركز طب أسرة العوامية بالأقصر    وزيرا الإسكان والسياحة ومحافظ الجيزة يتابعون مخطط تطوير منطقة مطار سفنكس وهرم سقارة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 19-8-2025 في محافظة قنا    5 قرارات جمهورية مهمة وتكليفات حاسمة من السيسي لمحافظ البنك المركزي    وزير الخارجية يعرب لنظيره الهولندي عن الاستياء البالغ من حادث الاعتداء على مبنى السفارة المصرية    سقوط 21 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في عدة مناطق بقطاع غزة منذ فجر اليوم    رئيس الوزراء يلتقى وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني    السبت.. عزاء الدكتور يحيى عزمي عقب صلاة المغرب في مسجد الشرطة ب6 أكتوبر    عماد أبوغازي: هناك حاجة ماسة لتغيير مناهج التاريخ فى الجامعات    الأهلي يواصل استعداداته لمواجهة غزل المحلة    مركز الأبحاث الإكلينيكية بالمعهد القومى للأورام يحصل على التسجيل والاعتماد    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الثلاثاء 19 أغسطس    وزير الخارجية الألماني يطالب بوتين بالموافقة على وقف إطلاق النار    ياسمين صبري ناعية تيمور تيمور: «صبر أهله وأحبابه»    أبرز تصريحات لقاء الرئيس السيسي مع الشيخ ناصر والشيخ خالد آل خليفة    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    فرصة لطلاب المرحلة الثالثة.. تعرف الجامعات والمعاهد في معرض أخبار اليوم التعليمي    «عارف حسام حسن بيفكر في إيه».. عصام الحضري يكشف اسم حارس منتخب مصر بأمم أفريقيا    رسميًا.. 24 توجيهًا عاجلًا من التعليم لضبط المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد 20252026    رئيس وزراء السودان يطالب الأمم المتحدة بفتح ممرات إنسانية في الفاشر    هناك الكثير من المهام والأمور في بالك.. حظ برج العقرب اليوم 19 أغسطس    «زي النهارده».. وفاة الكاتب محفوظ عبد الرحمن 19 أغسطس 2017    ما علاج الفتور في العبادة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز قضاء الصيام عن الميت؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العدالة لازم تظل عمياء
نشر في اليوم السابع يوم 07 - 06 - 2012

ردود الفعل الغاضبة على حكم محكمة جنايات القاهرة، والتى سُميت بمحكمة القرن، والتى أصدرت حكمها بالمؤبد على الرئيس السابق، ووزير داخليته، بينما برأت ستة من مساعدى وزير الداخلية فى الاتهامات الخاصة بقتل المتظاهرين، ردود الفعل تجاوزت المعقول والمقبول، واستطالت حتى طالت هيئة المحكمة والقضاة أنفسهم بالتجريح. الحقيقة أننا اخترنا أن نحاكم رموز النظام السابق أمام القضاء الطبيعى المصرى المعروف بنزاهته، والذى قدّم المتهمين من وزراء ومسؤولين كبار، بدءا برئيس الديوان ورئيسى مجلسى الشعب والشورى، وبالفعل صدرت أحكام الإدانة، حتى أن وزير الداخلية سبق أن حُكم عليه فى جريمتين بالسجن عشر سنوات فى قضية، وسبع سنوات فى أخرى.
الحكم على القضاء لا يجب أن يكون فقط عندما يحكم بالأحكام التى نتمناها، ولكن يجب أن نبحث فى مدى توافر معايير المحاكمة العادلة والمنصفة، هذه المعايير نصت عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وكذلك الدستور المصرى المعطل، والإعلان الدستورى، وهى أن تكون المحكمة مشكّلة وفقا لقانون، وأن تكون مشكّلة قبل وقوع الجرائم، أو الأفعال المجرمة، وإن كان فى ظل المبادئ الحديثة المسماة العدالة الانتقالية، فيجوز تشكيل محاكم بشأن جرائم معينة، كأن تكون جرائم ضد الإنسانية، أو جرائم الحرب، أيضاً من المعايير المهمة قرينة البراءة، أى أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته فى محاكمة عادلة، ومنصفة أمام القاضى الطبيعى وعلنية، وأن يتوافر للمتهم الحق فى الحصول على الدعم القانونى من محام، وهو ما يسمى بحقوق الدفاع.
إننا ندرك أن القضاء المصرى رغم تمتعه بسمعة جيدة، فإننا فى حاجة أيضاً إلى تعزيز استقلال القضاء وتطويره، وهناك العديد من المشروعات التى ناقشها المجتمع المدنى، ومنظمات حقوق الإنسان، ونقابة المحامين، بما فى ذلك تعزيز دور المحامين، وحق الدفاع، إلا أن المناقشات التى أعقبت الحكم تجاوزت النقد والتعليق العلمى على الأحكام إلى اتهام المحكمة، والتجريح فى القاضى. والغريب أن يتم هذا من بعض القضاة الذين وجب عليهم أن يحافظوا على حماية الأحكام، ووجوب نفاذها، وأن الطعن عليها يجب أن يكون بالطرق التى وفرها وحددها القانون أمام المحكمة الأعلى. والأخطر هو المناقشات التى تمت فى البرلمان، والتى فاقت كل الحدود، وأسقطت مبدأ الفصل بين السلطات، وتناول النواب الحكم والقاضى بألفاظ وعبارات يحاسب عليها القانون، وتتناقض مع العبارة البليغة التى تقول «الحكم عنوان الحقيقة».
النائب العام أحسن صنعا عندما قرر الطعن على الحكم أمام محكمة النقض، حتى تعاد المحاكمة أمام هيئة أخرى، وهذا إن كان حقا للمتهمين، وهو أيضاً حق المدعين بالحق المدنى والضحايا والشهداء الذين يتطلعون إلى الإنصاف والعدالة، فالنائب العام هو الأمين على الدعوى الجنائية، وهو يتصرف بناء على هذا الأساس، وهذا يجب أن يُطمئن أهالى الشهداء والضحايا والنشطاء أن القضية لم تنته، وأن هناك جولات أخرى للمحاكمات، وصولا لتحقيق العادلة.
من جانب آخر، لا يجب أن تجرى المحاكمات على أساس أن الأحكام جاهزة، وأن الإدانة قائمة، وأن دور القاضى فقط هو تطبيق أقصى العقوبة، وفقط. هذه ليست المحاكمة العادلة والمنصفة، هذا هو الانتقام المحظور فى الدولة الحديثة، ودولة سيادة القانون، هذا انتقام مقيت، لذلك كانت ردود الفعل الدولية إيجابية. وأشيد بقدرة الدولة المصرية على محاكمة الرئيس السابق، والحكم عليه بالمؤبد، وهى فى الحقيقة دلالة رمزية على انتصار الثورة المصرية بإيداع رمز النظام السجن، والحكم عليه بالمؤبد. العدالة لا يجب أن تُفرض عليها أحكام بعينها، العدالة كما هو رمزها امرأة تحمل ميزانًا وهى عمياء، بما يعنى أنها تحكم بصرف النظر من الذى يُحاكم، وما وظيفته وطائفته، أو هويته، فالعدالة يجب أن تظل عمياء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.