حصاد جامعة حلوان الأسبوعي    تضامن المنيا: توزيع 1500 وجبة مطهية.. وذبح 10 عجول للأسر الأولى بالقاهرة    الكرملين: على ترمب إدانة هجمات كييف على القاذفات الروسية    نقابة الصحفيين تدين مجزرة جديدة للاحتلال واستشهاد 4 زملاء في غزة    ضبط سجائر مجهولة المصدر في الشيخ زويد بشمال سيناء    بعروض فنية وسينمائية وأنشطة للأطفال.. قصور الثقافة تحتفل بعيد الأضحى بمحافظات وسط الصعيد    مستشفى بدر الجامعي ترفع درجة الاستعداد بالتزامن مع عيد الأضحى    وزير الكهرباء يبحث مع AMEA POWER الإماراتية زيادة التعاون فى الطاقة المتجددة    نائب وزير المالية: حريصون على سرعة إنهاء الإجراءات الجمركية    توريد 173ألف و821 طن قمح إلى الشون والصوامع بسوهاج    وزير الخارجية يؤكد لنظيره الرواندي ضرروه التهدئة بمنطقة البحيرات العظمى    «يمامة» يكشف حقيقة توافق «الوفد» مع قوى سياسية لخوض انتخابات الشيوخ 2025    بريطانيا: نظام المساعدات الإسرائيلي الجديد لغزة غير إنساني    الرئيس البرازيلي: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب أخلاقي    زلزال بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر يضرب بحر إيجة    "أمر طبيعي".. لاعب بالدوري التشيكي يكشف حقيقة تواجده مع الأهلي في مونديال الأندية    نجم الأهلي السابق: بيراميدز أفضل من الزمالك ولكن    «إساءة لنا».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على سب هاني شكري لجمهور الأهلي    طارق يحيى: حظوظ الزمالك متساوية مع بيراميدز للفوز بكأس مصر    لماذا يعتبر فيفا الموسم يقتصر على الدوري والكأس فقط؟ خبير لوائح يجيب    للتهنئة ب عيد الأضحى.. وفد كنسي يزور أوقاف البحر الأحمر    استعدادا ل عيد الأضحى.. رفع درجة الاستعداد داخل مستشفيات دمياط    رئيس جامعة حلوان يهنئ السيسي والأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك    أحمد سعد يحيي أولى حفلاته في بورتو مارينا ضمن احتفالات عيد الأضحى 2025    وزير الدفاع الأمريكى: شبه إجماع بين أعضاء الناتو على رفع نسبة الإنفاق إلى 5%    مها الصغير تغني في "معكم منى الشاذلي".. وتؤكد: الرجل هو الأمان    محمد منير يستعد لطرح أول أغانيه مع روتانا    تهنئة عيد الأضحى 2025.. أجمل العبارات المكتوبة (ارسلها لأحبائك الآن)    3 أبراج تهرب من الحب.. هل أنت منهم؟    يوم عرفة.. موعد أذان مغرب الخميس 9 من ذي الحجة 2025    حذرت من صلاة الرجال بجوار النساء.. الأوقاف تصدر تنبيها هاماً بخصوص تنظيم صفوف الصلاة في مصلى عيد الأضحى    كيف تؤدى صلاة العيد؟.. عدد ركعاتها وتكبيراتها وخطواتها بالتفصيل    مواعيد غلق المحلات والمقاهى والمطاعم خلال إجازة عيد الأضحى 2025    الصحة: فحص 17.8 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة    قوافل طبية تجوب قرى أبو المطامير بالبحيرة وتوقع الكشف على 1000 مواطن    لهذه الأسباب.. طبيب بيراميدز يحذر من موعد نهائي كأس مصر    أول تعليق من بسمة بوسيل بعد تحسن حالة نجلها آدم تامر حسني الصحية    المصرية للاتصالات WE تعلن الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الخامس في مصر    استشاري تغذية مُحذرًا من شوي اللحمة: يعرّض للإصابة بالأورام - فيديو    أثناء كلمة مندوب إسرائيل.. انسحاب وفد مصر من مؤتمر العمل الدولى بجنيف تنديدًا بجرائم الاحتلال    مفاجأة.. ماسك طلب تمديد مهمته في البيت الأبيض وترامب رفض    العودة للزمالك أو الاستمرار.. رئيس البنك الأهلي يكشف لمصراوي مصير نيمار    ألمانيا تسعى لبناء أقوى جيش أوروبي.. تحديات ملحة وخطط طموحة حتى 2029    كل ما تريد معرفته عن جبل عرفات ويوم عرفة    الاحتلال يستهدف صحفيين في مستشفى المعمداني واستشهاد 3    قبل عيد الأضحى.. حملات تموينية بأسوان تسفر عن ضبط 156 مخالفة    الهلال يعلن إنزاجي مديرا فنيا للأزرق لمدة موسمين    التنظيم والإدارة: إعلان باقي مسابقات معلم مساعد لمعلمي الحصة خلال يونيو الجاري    «في وقفة عرفات».. موعد أذان المغرب بالمحافظات    سقوط تشكيلين عصابيين وكشف غموض 28 جريمة سرقة ب"الإسكندرية وبني سويف"    تعليم القاهرة تعلن أماكن مقار لجان قبول اعتذارات الثانوية العامة    ارتفاع أسعار 3 أنواع من الكتاكيت واستقرار البط اليوم الخميس 5 يونيو 2025    من مسجد نمرة إلى جبل الرحمة.. الحجاج يحيون الركن الأعظم في تنظيم استثنائي    مصرع عامل في حادث انقلاب دراجة نارية بالمنيا    تكثيف الحملات التموينية المفاجئة على الأسواق والمخابز بأسوان    موقع الدوري الأمريكي يحذر إنتر ميامي من خماسي الأهلي قبل مونديال الأندية    مسجد نمرة يستعد ل"خطبة عرفة"    عالم أزهري: أفضل أيام العشر يوم النحر يليه يوم عرفة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوعى الدينى.. نظرة خاصة فى الماهية

عندما يدرك الإنسان منا المفاهيم المرتبطة بعقيدته بصورة صحيحة وفق السياق الواردة به، وعندما يمارس ما من شأنه يترجم ماهية تلك المفاهيم فى تعاملاته، وسلوكياته مع ذاته، والآخرين من حوله؛ ومن ثم يتكون الإيمان الخالص بثمرتها، وضرورتها فى حياته، كونها تنير له الطريق، وتنقذه من براثن الظلام، والضلال، وتعينه على إعمال الفكر فى ضوء براهين، وشواهد ترقى لمستوى اليقين؛ فإن هذا فى مجمله يشير إلى صورة للوعى الديني.
الوعى الدينى أبعاده المعرفية، والسلوكية، والوجدانية متناغمة، ولا تنفصل عن بعضها البعض؛ لذا يؤدى الإنسان منا ما عليه من واجبات، فى ضوء معرفة صحيحة بها، وهذا يرسخ المعتقد فى الوجدان، ويضبط الانفعالات، والمشاعر، فى الاتجاه القويم، الذى من شأنه يزيد من مراحل الإيمان، وهنا لا نربط عمق الإيمان، ودرجته بالوعى فى مجمله؛ لكنه مؤشر نحكم به على تجذر المعتقد فى النفس.
ماهية الوعى الدينى أرى أنها تنظم حياتنا فى صورها المختلفة؛ فيجعل تعاملاتنا جاذبة للآخرين، وتوحد صفوفنا حتى أثناء أداء الشعائر، وتقوى الروابط بين المجتمعين، وإن لم يكن هناك صلة للدم؛ ومن ثم تشكل حالة من الاندماج المجتمعي، والعقائدى على حد سواء؛ لذا تجد حالة من التكيف مع سبل البر، والتقوى، ورأى جامع لكل ما من شأنه أن تنفر من النفوس التى جبلت على الطيب من الفعل، والقول.
تعاليم العقائد لها قدسية لدى من يمتلك هذا النمط من الوعي؛ فنلاحظ أن الوازع الدينى لديه بمثابة أداة تقيم السلوك، وتقوم الممارسة غير السليمة؛ ومن ثم تخلق نفس لوامة تجعله يراجع أفعاله؛ فيستحسن الطيب منها، ويستبعد ما ينفر الغير، وهذا ما نراه فى مجتمعات يتشكل لديها رأى عام، يقوم على عقيدة صحيحة، ووعى دينى معتدل؛ فتجد حالة من التكاتف، والتراحم، والسعى نحو ما يشكل ماهية المعروف، والبعد عن صور ما تستنكره الأنفس، وهنا نتفهم فلسفة الوعى الدينى للمجتمع قاطبة.
عقائد السماء تحض على قيم نبيلة، لا تختلف ماهيتها من عقيدة إلى أخرى، وهنا ندرك أن الوعى الدينى ينبرى على منظومة من القيم النبيلة التى تعطى للإنسان منا قناعة فى التصرفات، وقوة فى ممارسة صحيح الفعل؛ فمرضاة الله – تعالى – تشكل المحك الرئيس للفرد، بغض النظر عن عادات، وتقاليد قد تكون مبتدعة من قبل إناس قد خرج تفكيرهم عن سياج ثوابت، ومقاصد العقائد السماوية؛ فسارت فى طريق نصفها بالمبتدع فى جملته.
ثمرة ماهية الوعى الدينى القويم نرصده فى رضا صاحبه؛ حيث إن ميوله، ودوافعه، واتجاهاته تتكون بشكل طبيعى نحو وجدان راق؛ يترجمه التعامل الظاهر منه، والخفي؛ فنجده يتعاون، ويتشارك، ويتعاطف، ويقدم أفضل ما لديه للآخرين؛ فيصبح عطاؤه مستدامًا، بغض النظر عن مقابل آن؛ فلديه قناعة بأن الخير باق فى الدارين، وعندما يختلى بذاته تجده يبحث عن ضروب الخير الخفية؛ كى يقوم بها بعيدًا عن شهود العيان، وهذا ما نصفه بعمق الإيمان.
الاعتقاد الخالص بأن الله – تعالى - بيده وحده مقاليد الأمور، من دعائم الوعى الدينى فى سائر العقائد السماوية؛ ومن ثم يصبح السلوك السوى اتصافا، لا ينفك عن الإنسان فى حياته، مهما تباينت الأحوال، وتغيرت مجرياتها وتوالت أحداثها، وهذا ناتج عن صفاء داخلي، وضمير حي، يخشى المعصية، وتوابعها، ويتجنب أذى الغير، مهما تعددت الأسباب؛ فتوكله على ربه – عزوجل- حاكم فى كليته لتصرفاته؛ فنجد نوايا حسنة تتوافر فيما يؤدى من أفعال، وما يسرد من أقوال.
الوعى الدينى واحة هادئة، نستطيع من خلالها أن نغرس جملة من القيم النبيلة، التى تحافظ على أغلى كيان فى الوجود، وهو الإنسان؛ فنضمن ولاؤه، وانتماؤه لوطنه، ولصحيح معتقده، ويتأكد لدينا محبته للإعمار وفق قناعة تامة بالمهمة، التى خلق من أجلها، وهى استخلافه فى الأرض؛ ومن ثم نؤكد على ضرورة تنمية هذا النمط من الوعى لدى فلذات الأكباد منذ المهد.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.
أ.د/ عصام محمد عبد القادر أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة - جامعة الأزهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.