في الفيديوهات المنتشرة على السوشيال ميديا، قد يقابلك ذلك الفيديو الذى يقدم فيه شخصا صندوق هدية، ويبدأ متلقى الهدية سعيدا للغاية فيفتح الصندوق، فيجد داخله صندوق آخر، ثم صندوقا أصغر فأصغر ، حتى يصل لأصغر الصناديق في الداخل فيجد هديته التي لاقيمة لها، وهو بالظبط ما يفعله نتنياهو حاليا في إسرائيل، فهو يصدر الوهم للشعب الإسرائيلي وحلفاءه أنه يغير شكل الشرق الأوسط، وكأنه يفتح الصندوق الأكبر، ويوهم مناصريه بأنه ينجح في تعديل الوضع بالكامل، حتى يصل للنهاية الحتمية أو الصندوق الأصغر، وهى نهاية ضاغطة للغاية، سيبدأ بعدها في التذمر ، والبحث عن صندوق جديد ليفتحه، ولأن خطوات نتنياهو الشيطانية تستهدف تغيير الشرق الأوسط باستهدافه غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران، بالإضافة للمخططات الأخرى التي يدعمها مثل التهجير، فهي في نفس الوقت خطوات تزيد تكشف الوضع لديه، مهما حاول التشويش حوله، فالمعنيين والمتخصصين في أي مكان حول العالم لا ينظرون للأمر من نظرة نتنياهو، بل يحللون ويرصدون كل الخطوات الخاصة به وبأجهزته، وكذلك تحركات جيش الاحتلال واستخباراته، وهى فرصة ذهبية وضعها نتنياهو أمام الجميع للتحليل الواقعى لقدرات إسرائيل، والبناء على تلك القدرة لتغيير الخطط الموضوعة مسبقا، وكذلك مراجعة السيناريوهات و البدائل المتاحة الموضوعة مسبقا، لوضع سيناريوهات جديدة تتفاعل مع وضع إسرائيل مابعد 7 أكتوبر، وكأنه صنع ثقبا كبيرا للغاية في جسد إسرائيل وجيشها، يمكن اختراقه بسهولة. نتنياهو العاشق للتمثيل، والقادر على التسويق السياسى لمصلحته، رغم مرور أكثر من عدة عقود على مشاركته في حكم إسرائيل، إلا أنه مازال قادرا على الضحك على الشعب الأمريكي والإسرائيلى في الوقت ذاته، وهو يحمل جنسية البلدين، لكنه زاد الأمر بأن جعل إسرائيل مفتوحة ومستباحة أمام الأمريكان قبل أي دولة أخرى، وقد يقول القائل " إسرائيل وأمريكا واحد"، وهما بالفعل كذلك، لكن يبقى إسرائيل وأمريكا كيانين، وبالتالي هناك حدود للسيادة الوطنية بينهما، وهو ما حطمه نتنياهو كليا أمام ترامب والولايات المتحدةالأمريكية، وسيفعل كل شيئ ممكن بهدف السيطرة على الرئيس الأمريكي حتى يحصل مايريده، ورغم الهروب بينهما لابد أن تأتى لحظة المواجهة، فكلاهما يرغب في تسيد الوضع الدولى، وتقديم نفسه بأنه أمير الانتقام، لذلك فبعد انتهاء ترامب من أوكرانيا إن استطاع فسيكون الدور على نتنياهو أيضا، وهو ما يتماشى كليا مع الأخبار المتداولة حول تواصل ترامب مع حماس، وكذلك رسالته المقترحة إلى المرشد الإيراني، فترامب يبنى لذاته، وسيستخدم كل وسيلة لأن يبقى الرجل الأول في الغرب وفى إسرائيل، وهو ما يجعلنا نقول " هل يبحث نتنياهو عن صندوق جديد يقدمه للمنطقة، وهى المواجهة مع حزب الله أو الحوثيين أو حتى إيران، أم يسبقه ترامب ويعطيه الورقة في الصندوق الأصغر المكتوب فيها " مافيش حاجة ببلاش""!!.