سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية يؤكد ضرورة عدم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضى السورية.. بدر عبد العاطي يدعو لتكاتف المجتمع الدولى للحيلولة دون تحول سوريا إلى مصدر لتهديد استقرار المنطقة.. وتبني عملية سياسية بملكية سورية
أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، الأحد، على وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة، داعيًا كافة الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار في سوريا، مشددا على أهمية أن تعكس العملية السياسية الشاملة التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، وإفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها. بدر عبد العاطي فى الرياض وشدد وزير الخارجية، خلال كلمته في الاجتماع الوزاري العربي الموسع حول سوريا والذي عقد بالرياض، على أهمية تعاون كافة الأطراف الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب، وبحيث لا يتم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضي السورية، بما قد يمثل تهديدًا أو استفزازًا لأي من دول المنطقة، إلى جانب تكاتف المجتمع الدولي للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار في المنطقة أو مركزًا للجماعات الإرهابية. وشارك وزير الخارجية والهجرة في الاجتماع الوزاري العربي الموسع حول سوريا بالسعودية، وذلك بحضور أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي. ثم أعقب ذلك اجتماع لوزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية التركي. وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي استعرض الموقف المصري الداعي إلى ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية واحترام سيادتها، ودعم مؤسساتها الوطنية للارتقاء بقدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري الشقيق. ودعا وزير الخارجية لتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة بكل مكونات المجتمع السوري وأطيافه، ودون إقصاء لأي قوى أو أطراف سياسية واجتماعية لضمان نجاح العملية الانتقالية، وتبني مقاربة جامعة لكافة القوى الوطنية السورية، تتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254. كما أدان الوزير عبد العاطي توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا واحتلالها لأراض سورية، مشيرًا إلى رفض مصر الكامل لانتهاك إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما يمثل خرقًا للقانون الدولي، داعيًا إلى ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي السورية التي احتلتها واحترام اتفاقية فض الاشتباك. كما أعرب عن إدانة مصر للغارات الإسرائيلية الممنهجة التي استهدفت البنية التحتية للجيش السوري وقدراته العسكرية. ويركز الاجتماع الذي تستضيفه الرياض على مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، في الوقت الذي تحث فيه الإدارة الجديدة في البلاد على رفع العقوبات الغربية، للمساعدة في تحقيق التعافي. ومن المقرر عقد اجتماع آخر يشارك به وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا. وتعتبر الاجتماعات الحالية في الرياض المشاركة الأولى لوزير خارجية الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، في اجتماعات دولية موسعة حول سوريا. على جانب آخر، دعا رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة الأممية بشأن سوريا، باولو بينيرو، إلى محاسبة آلاف المتهمين بارتكاب جرائم خلال فترة حكم نظام بشار الأسد، مؤكداً استعداد اللجنة للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة لمحاكمة الجناة أمام القضاء الدولي. وأكد "بينيرو" أن سقوط نظام الأسد شكّل تحولاً تاريخياً في سوريا، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تمثل نهاية 61 عاماً من الحكم الاستبدادي، وليست مجرد انتقال حكومي عادي. واعتبر أن الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع أظهرت قدرة على ضبط الجماعات المسلحة ومنع الاستفزازات، ما يعكس بداية إيجابية لمسار الاستقرار. وأضاف: "هناك بعض الحوادث التي قد تثير القلق لدى مجموعات مختلفة، لكنها كانت محدودة. وقد أكد الشرع في تصريحاته عدة مرات أن الأقليات والمجموعات الدينية المختلفة لن يتم استفزازها أو محاربتها، وأن الجماعات المسلحة التزمت بهذه الدعوة إلى حد كبير".