نظم مركز إعلام الفيوم اليوم لقاءً تثقيفيا حول "ترسيخ القيم الأخلاقية والحفاظ على إستقرار الوطن، يأتي اللقاء استمرارًا للحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت رعاية د.ضياء رشوان رئيس الهيئة، واشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع وتحت شعار (اتحقق..قبل ما تصدق ) بهدف توعية المجتمع بمخاطر الشائعات وأسلوب مواجهتها فى الفترة من منتصف ديسمبر الحالي وحتى نهاية شهر يناير2025. حضر اللقاء المستشار أسامة العطفي رئيس محكمة استئناف القاهرة، والدكتور عماد عبد السلام المستشار الإعلامي لرئيس جامعة الفيوم ، والشيخ محمود عبد الستار مدير الدعوة بالمنطقة الازهرية، وجمال عبد الناصر رئيس اتحاد بشبابها وباحث دكتوراه بكلية الدفاع الوطني ، وسهام مصطفى مدير مركز اعلام الفيوم، ونادية أبو طالب المسئول الإعلامي بالمركز، بمشاركة لفيف من القيادات و ممثلي الاجهزة التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني ، والكيانات الشبابية،واتحاد شبابها ، ومواطنى الفيوم. بدأ اللقاء بالسلام الوطني، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم كلمة افتتاحية أشارت فيها سهام مصطفى مدير مركز الاعلام الى دور الهيئة العامة للاستعلامات كمؤسسة اعلامية في الحفاظ على القيم الاخلاقية موضحةً أن ترسيخ القيم الأخلاقية هو ركن أساسي لاستقرار المجتمع وازدهار الأمة حيث تعزز القيم الأخلاقية الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين المواطنين والشعور بالانتماء للوطن ، و تساعد على مكافحة الفساد والتعصب لافتةً ان هذا الأمر هو مسؤولية كل فرد ومؤسسة في المجتمع ، و هو السبيل للتنمية المستدامة والاستقرار السياسي والاقتصادي، ومكافحة الشائعات التي تستهدف التشكيك في مؤسسات الدولة. ومن جانبه تحدث المستشار اسامة العطفي بأن هناك ترابط واضح بين الأخلاق والقانون، فكلاهما يعكس القيم السائدة في المجتمع ، مبيناُ أن القانون الإلهي المتمثل في الأديان السماوية شكل أساساً للقواعد الأخلاقية التي بدورها استلزمت وضع القوانين لصونها وحمايتها، مما يجعل كل من الأخلاق والقانون وجهان لعملة واحدة وهي قيم المجتمع. وتابع العطفي ان الأخلاق أعم وأشمل من القانون لأن الأخلاق تهتم بالنوايا ولا تكتفى بالحكم على السلوك الخارجى للشخص، منوهاً أن الهدف من أي قانون هو تنظيم الحياة والتعاملات بين الأفراد لتحقيق الأمن والعدالة ومن ثم استقرار المجتمع . واستعرض العطفي أنواع الشائعات على مستوى الافراد، والمجموعات، والمؤسسات وهدف كل منها ، وكيفية مواجهتها ، واهمية التحقق من مصدر الخبر قبل إعادة نقله أو نشره لتلافي الوقوع تحت طائلة القانون موضحا العقوبات الخاصة بذلك في نصوص القوانين ومؤكدا أن القوانين مرجعها الاساسي قواعد الأخلاق . وفي سياق متصل أكد الدكتور عماد عبد السلام على قيام المؤسسات التعليمية ومنها الجامعة بدور مهم في تشكيل ثقافة المجتمع حيث تقع عليها مسؤولية عظيمة في غرس القيم الإيجابية والاتجاهات العقدية والفكرية التي تتواءم مع الفطرة السليمة، وتتفق مع قيم المجتمع وتوجهاته ،موضحا أهمية دورها في الحفاظ على الأمن الفكري والثقافي والقيمي كونها تضم فئة من أهم فئات المجتمع وثروة من أغلى ثروات الأمم ألا وهي فئة الشباب حيث أنهم من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومکمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة والتي باتت تتعرض لحروب الجيل الرابع والخامس في ظل التقدم التكنولوجي وغزو العقول بهدف انهيار منظومة القيم الأخلاقية وانتزاع الهوية الدينية والوطنية وبث الأفكار الهدامة و نشر الشائعات وبالتالي زعزعة الأمن والاستقرار و هدم الدولة من الداخل . وأضاف عبد السلام في هذا الصدد ان الجامعة تستهدف تعزيز الأخلاق الحميدة لدى الطلبة وتحصينهم من الظواهر الدخيلة على المجتمع، وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء للوطن. كما تحدث الدكتور جمال عبد الناصر عن دور الكيانات الشبابية في التوعية وغرس القيم الإيجابية لدى الشباب واصفأ إياهم بقوة التغيير المجتمعية التي تتصف بالحماس وروح المبادرة والقدرة على احداث التنمية في مختلف المجالات . وحذر عبد الناصر الشباب من الإنسياق وراء الشائعات والأفكار الهدامة والتطرف الفكري والثقافي والقيمي سعيا وراء تقليد الغرب وتبني عادات غريبة على المجتمع المصري ومن ثم تحولهم لأداة للهدم وليس البناء . وذكر الشيخ محمود عبد الستار أن الإسلام يأمر بحسن الخلق في المجتمع مع المسلم وغير المسلم ليعم السلام والطمأنينة بين جميع الناس ، كما انه يعتبر مفهوم الأخلاق جوهرًا لنجاح العلاقات الإنسانية، حيث يُعزز الدين القيم الاخلاقية مثل الصدق، الأمانة، والرحمة، وحيث يُشدد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية التعامل بإنصاف واحترام، مما يساهم في بناء علاقات قائمة على الثقة والمحبة، وهذه القيم تُوجه الأفراد نحو سلوكيات تعزز من تماسك المجتمع وتساعد على حفظ الأمن والأمان في المجتمع مهما اختلفت العقائد والأديان، كما تناول عبد الستار بالتوضيح تضافر النصوص الشرعية في الحث على حسن الاخلاق والتأكيد عليها والتمسك بها، لأنها أساس بناء الامم والشعوب متطرقا إلى أمانة الكلمة وخطورتها على الأمن والأمان. وفي ختام اللقاء اوصى الحاضرون بأهمية دعم المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والاعلامية للقيام بدور فاعل في تعزيز الروح الوطنية والقيم الاخلاقية و تشجيع التطوع والمشاركة المجتمعية لبناء الوطن والحفاظ على استقراره وسلامته.