في إطار نشاطها التثقيفي، قامت أمانة التثقيف عن حزب الاستقلال بالدقهلية يوم أمس الجمعة بمقر الحزب، بعمل ندوة تحت عنوان "التربية المدنية والضبط الاجتماعي". قدم الندوة الأستاذ "محمد مراد " أمين تنظيم الحزب ، وحاضر محمد الأمير عضو المكتب التنفيذي متحدثًا عن التربية المدنية وما هو الضبط الاجتماعي، في البداية عرف الأمير مصطلح التربية قائلاً: هو مصطلح حديث العصر، له أسس يرتكز عليها وتلك الأسس تتمثل: في توعية وإرشاد وتنمية مفهوم المواطنة وحرية الرأي، لغرس قيم لغرس قيم التسامح واحترام الرأي الأخر، و تنمية دعائم الديمقراطية التي تهدف الي تعزيز العلاقة بين الأفراد ومؤسسات المجتمع. وأضاف الأمير قائلاً: هذا المصطلح فرضته التعددية الحزبية والمشاريع التنموية، عقب التحول السياسي الدولي والإقليمي نحو الديمقراطية، والحاجة إلى ضبط سلوك الأفراد الخارجين عن نظام المجتمع، مُعتبرًا أنها أسلوب فني للتأثير في السلوك الإنساني الذي يتلأم مع أنماط التفاعل الاجتماعي السائد. وحتى تصل فكرة الندوة قام عضو المكتب التنفيذي بتقسيمها إلى خمسة محاور وخاتمة: المحور الأول: مفهوم التربية المدنية والضبط الاجتماعي . المحور الثاني: أهداف تحقيق التربية المدنية . المحور الثالث: مؤسسات التربية المدنية . المحور الرابع: التحديات والمعوقات . المحور الخامس: الرؤية التحليلية للتربية المدنية كوسيط في ضبط سلوك الأفراد في المجتمع . الخاتمة: التوصيات والمقترحات .
المحور الأول : مفهوم التربية المدنية والضبط الاجتماعي : هي عملية تربوية تثقيفية مستمرة هدفها خلق وعي تربوي مدني لدي أفراد المجتمع يدفعهم للاهتمام بشئون المجتمع ومشكلاته الاجتماعية؛ وخلق رأي عام منير عن طريق بث المعلومات الثقافية والاجتماعية الضرورية في مختلف الجوانب الاقتصادية والصحية والسياسية والتربوية والدينية؛ وتشكيل وتكوين المواطنة وإشاعة الديمقراطية وترسيخ التنمية المتواصلة والمشاركة في إطار حكم صالح بكل شروطه ومقوماته الالتفافية والفكرية . إذن هي تهدف إلي توعية الفرد بحقوقه وواجباته الإنسانية ؛ وتطوير قدراته علي المشاركة القوية في بناء المجتمع ومؤسساته؛ وتتضمن قيم وعادات وتقاليد هدفها ضبط سلوك الفرد الخارج عن منظومة القيم التي بناها المجتمع . الضبط الاجتماعي : هو مجموعة القيم والعادات والتقاليد التي يتم من خلالها تسوية النزاعات التي تحدث بين الأفراد حتى يمكن تحقيق التجانس والتعاون بين هذه الأفراد من اجل خلق تربية مدنية بعيدة عن مشاعر العنف والعدوان والصراع . إذن الضبط الاجتماعي وسيلة قانونية رسمية وغير رسمية هدفها حفاظ المجتمع وغرس القيم والأحكام الاجتماعية والأصول الدينية التي اقرها الإسلام لتحقيق وحدة المجتمع وتضامنه واستقراره .
المحور الثاني : أهداف التربية المدنية الضبطية : هي أهداف لها علاقة فعالية بأهداف الأنظمة التربوية في المجتمع والتي تتطلب إعداد الفرد إعدادا صالحا من أجل تحقيق وغرس مفهوم المواطنة والولاء الصالح للمجتمع؛ وبناء عليه فان أهدافها هي : رفع نسبة المعرفة والتثقيف لدي الأفراد بالمجالين السياسي والاجتماعي؛ وتوجيههم نحو تبني ثقافة متحررة من النزاعات الفئوية . تنمية الولاء الصالح للوطن والالتزام بمبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ؛ والإيمان بالأخوة الإنسانية القائمة علي الحق والعدل والمساواة . نشر ثقافة تعدد الآراء والأفكار وتعدد الانتماء السياسي والاجتماعي ؛ وإدارة الاختلافات بطرق سلمية ونبذ العنف . 4- تنمية مفهوم الاعتراف بوجود الآخر في المجتمع وأن له أيضا حقوق.
المحور الثالث: مؤسسات التربية المدنية الضبطية : 1-القانون 2-التنشئة الأسرية 3-المؤسسة التعليمية 4-المؤسسة الدينية 5-المؤسسة الإعلامية 6-جماعة الرفقاء والأقران المحور الرابع : تحديات ومعوقات تحقيق التربية المدنية الضبطية 1-الافتقار إلي القدوة الحسنة 2-المحسوبية والفئوية وسوء الإدارة 3-كثرة الأحزاب السياسية 4-سيادة ثقافة العنف 5-الأزمات الاقتصادية 6-تهميش دور المرأة 7-المؤثرات الخارجية المحور الخامس : قراءة تحليلية لموضوع الندوة لا يمكن تحقيق التربية المدنية في مجتمع متأزم تكثر فيه المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية؛ وذلك لأن التربية المدنية ترتكز في مفهومها علي تعميق القيم الثقافية والدينية والاجتماعية والمواطنة الصالحة وحرية الرأي والولاء الصالح للمجتمع. كذلك إشكالية تعدد مصادر التلقي ؛ أيضا التربية المدنية عكس التربية الإسلامية؛ فالتربية المدنية يمكن أن تتغير حسب المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فهدفها يكمن في ترسيخ قيم وعادات وتقاليد المجتمع والاهتمام بشئونه الداخلية والخارجية. أما التربية الإسلامية فلا يمكن أن تتأثر بالمتغيرات لأنها أصبحت شعور قيمي علي الناشئة منذ الصغر اكتسبوها من محيطهم الأولي وهو الأسرة ثم من محيطهم المدرسي ثانيا . كذلك فان بعض نظم الحكم لا سيما المستبدة تري أن التربية المدنية تهمش دور سلطة الدولة فتري تلك الأنظمة أن التربية المدنية تنمي في نفوس الأفراد المقدرة علي الخروج عن القيود السلطوية؛ حيث وعي أفراد المجتمع وتضافر جهود أبناؤه من أجل تحقيق التقدم والازدهار ...... التوصيات والمقترحات 1-خلق جو سياسي يتسم بحرية التعبير ونبذ الحقد والكراهية بين الأفراد . 2-محاربة كافة أشكال الفساد بكل مؤسسات المجتمع . 3-وضع إستراتيجية ثقافية توجه وسائل الإعلام نحو تعزيز القيم الأخلاقية والدينية والمواطنة الصالحة والولاء الصالح . 4-اضطلاع المؤسسة الدينية بنشر مفاهيم الديمقراطية والمواطنة من خلال الخطب والدروس والقوافل الدعوية . 5-اضطلاع مؤسسات البحث العلمي بدراسة وتسليط الضوء علي موضوع التربية المدنية وعلاقتها بالضبط الاجتماعي . 6-إجراء دراسات عن دور الأسرة في التربية المدنية للأفراد . وأخيرا إجراء دراسات ميدانية عن تأثير وسائل الإعلام بالتربية المدنية للأسرة .