لم يتفق خبراء الإعلام على التقرير الأول للجنة متابعة ورصد وتقييم الدعاية الإعلامية والإعلانية للانتخابات الرئاسية، حيث تباينت الآراء حول تلك اللجنة، فالبعض يرى أنها كانت هامة، والإعلام بشكل عام كان فى حاجة لحالة من التنظيم والمتابعة والرصد، فتجربة الانتخابات الرئاسية والتى تشهدها مصر فى ذلك الوقت خلقت نوعا من التجديد على المستوى الإعلامى والمتابعة، ولاسيما أن الكفة لم ترجح لأحد المرشحين حتى الآن، بينما تحفظ آخرون على بعض النقاط فى التقرير. من جانبه قال الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، ل"اليوم السابع" إن لديه مجموعة من الملاحظات على اللجنة وكذلك التقرير الذى أصدرته فمثلا التقرير لم يهتم سوى بالبرامج التليفزيونية وما شابها من دعاية انتخابية لمرشحين وكذلك تنويهات للمواطنين للإدلاء بأصواتهم لصالح المرشح الذى يرونه الأفضل. وأكد أنه كان من الضرورى أن يشمل التقرير مجموعة أخرى من وسائل الإعلام كالجرائد والمجلات وكذلك الراديو، وأن يشمل أيضا شبكة الإنترنت، فليس من العدل أن يتابع التقرير البرنامج التليفزيونية فقط دون غيره من وسائل الإعلام، فضلا عن وجوب أن تتابع اللجنة عمل القنوات الفضائية طول اليوم حتى فى الإعدادات التلفزيونية، وأشار علم الدين إلى أن اللجنة ليست وظيفتها التوصيف، ولكن دورها أن ترصد أى تجاوز أو مخالفة. واختتم علم الدين متسائلا كيف تكون اللجنة تابعة للجنة العليا للانتخابات أو تابعة لوزارة الإعلام. أما د.فاروق أبو زيد أستاذ الإعلام فيرى أن الأداء الإعلامى لانتخابات الرئاسة جيد، وتلاشى العديد من الأخطاء والسلبيات مثل فكرة التحيز، حيث يقول إنها قلت بشكل كبير، فالقنوات المملوكة للدولة ليس لها أى مصلحة فى الانحياز لصالح مرشح دون آخر وأرى أن التلفزيون يتعامل بموضوعية كبيرة. وأشار أبو زيد إلى أنه يرى أن القنوات الفضائية الخاصة لم تتحيز لمرشح بعينه، وإذا حدث ذلك فهو ليس عيبا، ولكن بشرط أن يتم وفقا للحيادية فى التعامل مع المرشحين الآخرين. وأضاف أبو زيد أن القنوات المصرية أتاحت للمرشحين جميعهم فرصة كبيرة وهو أمر صعب، حيث إن هناك 13 مرشحا لمقعد الرئيس واستطاعت القنوات الفضائية أن تقسم وقتها بين هؤلاء المرشحين، وإن كان هناك بعض المرشحين الأبرز. وبخصوص المناظرة التى تمت بين كل من المرشحين للرئاسة عمرو موسى عبد المنعم أبو الفتوح، قال أبو زيد إن فكرة المناظرة فى حد ذاتها فكرة ممتازة، ولكن يجب أن تكون قبل الانتخابات بشكل مباشر أى قبلها بأيام قليلة، ولكن بالتحديد فى تلك المناظرة كانت هناك بعض الأخطاء وهى التحيز لمرشح بعينيه، وكان هناك محاولة لتوجيه الرأى العام بها، بالإضافة إلى خطأ آخر وقعت فيه القناتان الناقلتان للحدث، وهو إعلانهما أن المناظرة ستبدأ فى السابعة والنصف مساء، ليفاجأ المشاهدون بأنها تبدأ بعد هذا التوقيت بساعتين، فهناك سوء استغلال للمواطنين، من حيث رغبتهم بمشاهدة المناظرة والحصول على أكبر قدر من الإعلانات.