وعود مرشحى الرئاسة

دخل سباق ماراثون الرئاسة لاختيار رئيس مصر القادم مرحلته الأخيرة، وراح الشعب المصرى يترقب ويتابع بشغف كل وسائل الإعلام ليتعرف على البرامج الانتخابية للمرشحين، وهل ستحقق أحلامهم وطموحاتهم التى عمد نظام الحكم السابق إلى تجاهلها والتعامل معها بسياسة الأمر الواقع وقتل حرية التعبير وتبنى وجهة نظر أحادية الجانب وعدم التعامل مع الشعب كشريك فاعل فى التنمية والتقدم.
اليوم يسجل الشعب المصرى كل ما يقوله مرشحو الرئاسة من وعود لنقل مصر إلى مرحلة النمو الحقيقى فى جميع المجالات لكى تدب السكينة فى قلوب أمهات وآباء شهداء 25 يناير الذين يرغبون فى رؤية ثمار ما يتكبدونه من كمد وحزن على فراق فلذات أكبادهم الذين سالت دماؤهم الزكية من أجل أن تشهد مصر وتعيش تلك اللحظة الفارقة فى تاريخها السياسى.
لقد تحرر الشعب من قيوده ويتطلع إلى الحرية، وليعلم رئيس مصر القادم أن الصعود إلى منصة الرئاسة هو تكليف من الشعب وسيختاره بإرادة حرة لا تزييف فيها؛ ليتحمل مسئولية الخروج من الوضع المتردى الذى نعيشه الآن، وعلى الرئيس القادم حسن اختيار مستشاريه، لأننا نتطلع إلى دولة مؤسسات لا يحكمها فرد واحد، ومصر مليئة بالكفاءات التى تنتظر لحظة الاستعانة بخبراتها للنهوض بالوطن.
ولتعلم كل الفئات التى كانت مهمشة من هذا الشعب أن هذا هو وقت التعبير عن الطموحات والأحلام المفقودة، فصوتها اليوم من ذهب، يحتاجه كل من يتطلع إلى كرسى حكم مصر الذى له بريق معروف عبر التاريخ القديم والحديث.
ونتمنى ألاَّ ينسى الرئيس القادم وعوده، وليتذكر دائمًا أن شعب مصر يتمتع بذكاء فطرى وسيتحقق ممَّا إذا كانت تلك الوعود قابلة للتحقيق أم أنها شعارات لا تتعدى فترة الدعاية للرئاسة، فالمارد قد خرج من محبسه ثائرًا على الظلم وكبت الحريات، ولن يعود إليه مرة أخرى، ولن يخدع فى حاكمه الذى عليه معرفة أن الشعب هو الملهم والداعم لسياسات التنمية التى تحقق تطلعاته لغد أفضل.