في مشهد عبثي بائس جرت وقائعه في كلية التربية بجامعة الأزهر منذ خمس سنوات ، أجبر الدكتور إمام رمضان إمام الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية طالبين على أن يقوما بخلع سروالهما وسط ضجيج وسخرية ونداءات زملائهما في صوت واحد ( إقلع إقلع ) ، وهو مشهد لم تر الحياة الجامعية له مثيلاً في أي مكان في العالم، بعد هذه الواقعة تم إيقاف الأستاذ وتحويله إلى التحقيق، الذي من الواضح أنه أعاده مرة أخرى دون عقاب رادع يليق بجامعة الأزهر التي تمثل مكانة خاصة في عقل وقلب المسلمين في العالم كله . عاد مؤخرا الدكتور إمام في مهزلة جديدة من مهازله، لكنه في هذه المرة لجأ إلى وسائل التواصل الأجتماعي ردا على فتوى للشيخ خالد الجندي ، الذي أفتى بتحريم سرقة الخدمات التي تقدمها الدولة من كهرباء ومياه وغاز وغيرها من خدمات تمس حياة المواطنين ولا مجال فيها للاستخفاف أو التضليل، وقد تجرأ الرجل ليقول انه هو الآخر يصدر فتوى مقابلة تبيح سرقة الكهرباء والمياه والغاز وكل ما يمكن سرقته من الدولة، بحجة زيادة الأسعار. قررت الجامعة إيقافه وإحالته مرة أخرى للتحقيق، والحقيقة أنه كان على الجامعة أن تحيله إلى لجنة طبية للتأكد من قواه العقلية والنفسية ، أو يحال إلى النيابة العامة لانتهاكه للقانون، فلا يمكن لأحد أن يتصور أستاذاً جامعياً يصدر عنه هذا الغثاء وهذا التدني في استخدام الألفاظ والعبارات والأفكار المنحرفة، وهو حر في أفكاره لكنه ليس حرا في إلباسها لباس الدين والتصريح بكونها فتوى تصدر عن أزهري، خاصة وهو ينتمي بالفعل إلى جامعة ومؤسسة دينية هي الأزهر ، التي يعتبرها الكثيرون مصدرا أساسيا للتحقق من الأمور الدينية والدنيوية، فمن أعلم من علماء الأزهر كي يتبعهم المسلمون؟ ألم يفكر هذا الرجل فيما يمكن أن يصبح عليه حال المجتمع إذا ما اتبعه الناس ، وحتى لو اتبعه البعض واتجه إلى السرقة فما هو حال من لم يسرق خوفاً من الله أو حتى قلة حيلة ألا يعد هذا ظلماً كبيراً، ثم كيف سيكون حال مجتمع يتحول مواطنوه إلى لصوص ، وماذا كان يريد مما خرج به علينا هذا الرجل ، أنه يدعو جهارا نهارا إلى السرقة وسرقة أموال الشعب، أي انه يطلب من الشعب أن يسرق نفسه بنفسه ! السؤال الآن كيف لشخص كهذا يكون عضوا في هيئة تدريس لجامعة عريقة مثل جامعة الأزهر؟ وكيف استمر بها كل هذه السنوات وهو على تلك الأفكار المتدنية والأفعال الشائنة؟ وكيف لم تتخذ إدارة الجامعة موقفا حازما معه منذ فعلته الأولى في مدرج به مئات الطلبة لينكل بطالبين مغلوبين على أمرهما هزأ بهما أمام زملائهما بعد أن هددهما بالرسوب، ثم عاد هو بنفسه وبتسجيل واضح لا لبس فيه يحرض الناس على السرقة، دون أن ينتفض أساتذة الأزهر وإدارته ليتبرأوا منه ومن أمثاله ، لأنه عار عليهم قبل أن يكون عاراً على المصريين . السؤال الأهم هل يا ترى هناك غيره في الجامعة أو انه نموذج شاذ لأساتذة الأزهر؟ فمن المعروف أن السنة السوداء التي حكم فيها الأخوان كان حرصهم كبيرا على أن يلحقوا أكبر عددا من أتباعهم في أقسام وكليات الجامعة، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل هذه الجامعة إذا لم نتنبه لهذه الكارثة، ولهذا لابد من مراجعة من تم تعيينهم خلال هذه الفترة المشئومة . إمام رمضان إمام ربما نرى مثله أحيانا في حياتنا اليومية، نضحك أحيانا ساخرين ، ونتجاوز أحيانا ونصدهم أحيانا ، لكن حين يتحول الأمر إلى مصلحة الوطن ومستقبل طلبة لا ذنب لهم سوى أن جامعتهم قد تهاونت في حقهم ، فإن الأمر يحتاج ردع يوقف من على شاكلته حتى لا يهين الشباب ولا يحرض على الفساد ، وهذا ما يحتاجه هذا الرجل .