أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اليوم، الأربعاء، (التقرير ربع السنوى الرابع حول حرية الدين والمعتقد فى مصر). ويتناول هذا التقرير عدداً من أهم التطورات التى شهدتها مصر فى مجال حرية الدين والمعتقد خلال شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من عام 2008. ويرصد التقرير استمرار حالة التوتر والعنف الطائفى فى كافة أنحاء مصر، حيث يتضمن توثيقاً لحالات شهدتها كل من محافظات القاهرةوالإسكندرية والقليوبية والشرقية وكفر الشيخ والمنيا والأقصر. واستأثرت محافظة المنيا كالمعتاد بالنصيب الأكبر من حالات العنف الطائفى خلال فترة الرصد، فى كل من مركز مطاى، وقرية كوم المحرص بمركز أبو قرقاص، فضلاً عن أحداث قرية الطيبة بمركز سمالوط فى شهر أكتوبر، وهى الأسوأ خلال الربع الأخير من 2008، حيث أسفرت عن مصرع مواطن مسيحى وإصابة أربعة آخرين بينهم مسلم واحد، وحرق وإتلاف عدد من المنازل والأراضى والممتلكات. كما يلاحظ التقرير زيادة فى عدد التوترات والمصادمات التى نجمت عن لجوء الأقباط إلى إنشاء "مبانى خدمات" لاستخدامها فى عقد المناسبات الاجتماعية، أو إقامة الصلوات وتقديم الدروس الدينية فى الأحياء والقرى التى لا توجد فيها كنائس قريبة، أو التى فشل أقباطها فى الحصول على تصاريح بإقامة كنائس جديدة أو ترميم كنائس قائمة. وقد رصد التقرير عدة حالات أدت فيها إقامة مثل هذه المبانى أو سريان شائعات حول وجود محاولات لتحويلها إلى كنائس، إلى مصادمات طائفية كان أبرزها إعلامياً أحداث حى عين شمس بالقاهرة فى شهر نوفمبر، فضلاً عن واقعتين مماثلتين فى كل من قرية كفر جرجس التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وقرية العراق فى حى العامرية بمحافظة الإسكندرية. من ناحية أخرى، رصد التقرير كذلك استمرار بل وتصاعد الأزمات والمشاكل الناتجة عن القيود المفروضة على الحق فى تغيير الديانة، ولجوء المسلمين الراغبين فى اعتناق المسيحية إلى الحصول على أوراق ثبوتية مزورة. فقد شهدت فترة الرصد صدور حكمين بالسجن المشدد من محكمتى جنايات الجيزة وشبرا فى قضيتين منفصلتين تتعلقان بلجوء امرأتين مسلمتين إلى استخراج مستندات مزورة لتمكينهما من اعتناق المسيحية والزواج من مسيحيين. كما رصد التقرير قيام مباحث مطار القاهرة فى شهر ديسمبر بالقبض على امرأة وزوجها فى حالة مشابهة أثناء محاولتهما مغادرة البلاد. ويوثق التقرير كذلك استمرار استخدام قانون الطوارئ فى انتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين، من خلال صدور قرار بالاعتقال الإدارى للمدون رضا عبد الرحمن على خلفية اعتناقه لفكر "القرآنيين"، فضلاً عن استمرار اعتقال المدون المسيحى هانى نظير دون اتهام أو محاكمة بدعوى نشره لمواد مسيئة للإسلام على مدونته.