هيكل يهنئ الجائزة لأنها شرُفت بالأبنودي اتصل الأستاذ محمد حسنين هيكل بالأبنودي مهنئاً بالجائزة. قال له أنه كان يود شكر من أعطوه أصواتهم بالحصول علي الجائزة. قال إنه أعجبه قوله - الأبنودي - أن فوزه بالجائزة رد لها الاعتبار. وقال الأستاذ للأبنودي شعراً يحفظه الأستاذ هيكل من قصيدة أحمد شوقي بعد اكتشاف توت عنخ آمون. بيتان من الشعر. فيهما ذكر كثير لكلمة الذهب. وعدني الأبنودي بإملاء البيتين. ثم تاه في زحمة التهاني. ما لا يعرفه عبد الرحمن. إن الأستاذ هيكل في ذاكرته محفوظات من الشعر تصلح مختارات شعرية أكثر من مهمة. وليته يجد الوقت - الأستاذ هيكل - ليكتب لنا مختاراته من الشعر العربي قديمه وحديثه. ساعتها سنعرف الكثير عن ثقافته الشعرية التي لا يحب أن يتظاهر بها. عندما قالت لي الناس: مبروك للمرة الثانية تُبارك الناس لي علي جائزة لم أحصل عليها. في العام قبل الماضي باركوا لي عندما حصل جمال الغيطاني علي جائزة الدولة التقديرية. وهذا العام باركوا لي علي جائزة مبارك للآداب لعبرحمن الأبنودي والمباركة تعكس حالة من الوجدان الفطري عند الناس عندما يصير الأصدقاء في واحد. أنا أبارك لعبد الرحمن بطريقة عملية. أنشر ثلاثًا من قصائده القديمة الجديدة ليقرأها مع القراء فى هذه المناسبة موالين من السجن 1 صِحِت المدينة في يوم ما لقتش جناينها القِمري طار منها وغربانها جانيينها السجن خنقة وزنقة البطن يا جنينها قضبانه سودا وعنيدة بضي صفراوي صفّي الغناوي علي الأسفلت وأنا غاوي ما أغني غير وسط عاريينها وحافيينها. 2 ومن بعيد القمر عوام بلا شاطي ما دخْلش شباكي ده عالي وده واطي. هو اللي يعشق عيون بلدّه يصير خاطي؟ ده إن كان عشقك يا مصر خطية ونجاسة طين النجاسة - يا نخّاسة - بلَغ باطي. (نوفمبر 1973) إعلان: أعلن عن موت الرمز أعلن عن سرقة لغتي الخاصة وعن تعرية الجسم الخاص. للبدن الخاص. أعلن عن طلبي لعورة جديدة بعد الكشف الكامل عن عوراتي. أبحث عن لغة أخري. بعد ما سرقوا مني جميع كلماتي. أبحث عن دور آخر. أبحث عن هجرة داخل أوطاني. أبحث عن جمهور تاني. أعلن استقلالي. وبترك مكاني الخالي لعيالي إللي أبوهم راجل تاني. أعلن عن بيع صحفي وكتبي وبيتي وامرأتي وشارع كنت أحب أقطعه وحدي وأنا رايح أو راجع أعلن عن بيع أسراري المعروفة عن خططي المكشوفة أعلن عن بيع الراوي والسامع. أعلن عن بيع ممتلكاتي عن عالم شعري كامل.. عن فهمي الجزئي وعن فهمي الشامل في مزاد علني. وعن رغبتي في شراء منهج آخر. أعلن إني.. الماضي مش فيا ومش مني. إني قررت أغني بصوتي نفسه مهما كان لونه أبيض أو أحمر أو بني اللون اللي أحسه. قررت كما بيع البرواز بيع القول الواضح.. بيع الجمهور والدور الإنساني الفاضح وإني حاغني لنفسي بنفسي.. مش حاخجل م الألغاز. أعلن عن رغبتي في شراء نفسي وبترميم ما عطَّ من حسي. أعلن عن رغبتي في دخول مدرسة أولي وعن بيع كرسي الأستاذ. سُرِقت أشيائي أرغب في الهرب الفوري بالجزء الباقي. أرغب في بيع الصدق المزمن أبو عاهة مش مرئية والبحث عن الآلام الذاتية وهمومي الشخصية المرمية بقصد أو المنسية. ما عاد يفزعني التعليق ف اليوم اللي يعدي بلا تهمة.. أنا منه بريء. أعلن إني لا يجمعني بنفسي شيء. من يبدأ تاني فليبدأ أعلن عن رغبة جديدة في شراء مبدأ. أعلن عن تغييري الشامل من حولي. وإن الأصل طُفيْلي. أعلن عن إني لا تزعجني إهانة ولا يلزمني براءة. أعلن أني أُنقذ ما ألحق منَّي. أعلن إني مش أنا مش هوه أعلن أني باحمل منه ويحمل مني الاسم.. وشكل الإنسان. حبيت أذكر هذا في آخر الإعلان. (نوفمبر 1973) الكتابة: نفسي أكتب كتابة تجيب «طوبة» في «بابه» تِمْسَحْ ريش البلابل وتنعنش الغلابة تحاور البحورة وتنطق السحابة (السن اللي تقدم علمني ازاي لا أزعل ولا أفرح ولا أندم وإحساسي بموتي أصبح أهون هبابة خلاني قريب لنفسي وعطل الكتابة. ليه أكرههم لذلك وأنا كنت فْ يوم كذلك وحلمْت بْكل ذلك؟ ( أفتح المواني وأطرْبق الممالك.؟) والأحلام ألف مرة رمتني للمهالك ولكن كبرتني وكان فيا استجابة. وأول ما عرفت سني هربت مني الكتابة. قلبي بلبل بليد في دهشته رخامة. مهما أحيي الليالي يفضل - كما هوه - خامة. في الآخر - زي غيره - بيوصل بالسلامة لا قسم مع النسورة ولا عفّ عن الحمامة. ووقف - والشمس راحلة - يتأمل الغمامة والكون بحاله حالف ما يقومش للقيامة. راعي لوحده ما يسلم من تخويف الديابة أتأمل المسافة بين ده.. وبين الكتابة بين الاتنين.. وإحنا نادر نكون حبايب إذا يحضر حد مني تلاقي التاني.. غايب. واحد عم الفوارس والتاني.. غر.. خايب. واحد صبي بصبابة والتاني كهل شايب. بين الاتنين.. ورحلة باردّلها الكآبة باتْجنبها.... وهيه تتجنب الكتابة. لمسة صوتك يا صاحبي دفْْء.. ورفْق.. ووديعة تدي للدنيا زهوة وتحسس بالطبيعة.. شلال حنان بيدفق لي لحظتنا الوسيعة. أنظر... أسخف ما فينا له إشراقات بديعة جوه قلوبنا الكسيحة. تحت صدورنا المنيعة. والضحكة - لما نضحك - بتجينا ع الوجيعة. فين السؤال وادي إحنا رسينا ع الإجابة من غير ما اسأل سؤالي لا قول.. ولا كتابة؟ وأمي.. والليل مليل طعم الزاد القليل بترفرف.. قبل ترحل جناح بريشات حزاني. وسددت ديونها ونشرت كفن الدفانة. تقف للموتي يومات: «ماجاش ابن الجبانة». أشد فْ توبها يَّمي تنهر كإني عيل. القلب اللي تحجَّر قوال.. بطل يمول. لا الحزن عاد يبكي ولا الأحلام تنوِّل. أمي - ست البلابل - بتقول: «العمر طول يا زمن كفاية حول يا زمن برده يقرنص وما حسبناش حسابه». لو زارت أمي همي بتطرد الكتابة حبيبي.. القطر واقف وقفة دمع اليتامي متحجر في المحاجر. وأنت أطرف الطرايف فجر برئ الشفايف وأبيض الصحايف ونادر في النوادر. حبيبي.. القطر واقف يتسلي بانتظاره. لا بيكمل سكوته ولا بيكمِّل حواره لا ظاهر في استقامته ولا واضح في انكساره. وعلي الشفة اللي قاست عجلات القطر داست وخلفت رتابة اتسربت وعرفت طريقها للكتاب ومساء الخير يا مغرب عند رحيلنا الثنائي واقف وقفة مغادر عازم علي التنائي. كفين م البرد كمشوا زي الورد الشتائي. الناس فاكرينها سهلة ع الشمس وهيه راحلة تجمع حصاد الرحلة ما تلاقي باقي.. باقي. (وجوه تلمع وتبهت بتبدأ.؟ وألا أنهت؟) تنسي خيوط من خيوطها بتدوسها ع التراب ألغاز خماسينية يمكن بعدت قطوفه يمكن مسيت ظروفه أو مس هوه حاجة وسبح يمي فْ وريدي. نبي وألا ديب مبشر بجنة.. وألا غابة وفْ أنهي واحدة فيهم أصدق الكتابة؟ شهيد - صاحبي - نسيته بعد ما زال الخطر وكا....ن غربني موته لا غرسوا بندقيته ولا شاهد حجر في الرمل ع الرميم. (زهور الموت دميمة علي الموت الدميم) وفي النشيد.. شهيدي عاف الحب العظيم. دلوقت الاسم فايت كأنه خبز بايت طرف البسمة اللئيمة علي وش الزعيم. ما بين طلوع الروح تاني وتلت وخامس صورة لجرحي اللي حير سره عموم الطبايا واللي لو قللي سره أواجه الكتابة.. خضرَّت الحرت بايدي وقلت ده يوم مبارك حس الزمن كإني خلاص حافرح.. تدارك رماني ع البلية وقالي لم عارك. حتي الزمن تغابي وغَبّ ابن الغبية وغر قلب الصحابة وغيرهم سوية ردوا التهمة عليا. ردوها وصدقوها قالوا وتعبوا يقولوها في الصبح وفي العشية. بصيت في الشمس لايدي حبيت ريحة نشيدي صدقت خطوتيني يَمِّ اللي قدرت أشوفه. اللحظة بُق ميه شربناه في تلاقي الدنيا فيه مُذابة. يا خوف المغربية يا مهرب الكتابة!! راحل.. واصحابي فروا مني.. والقلب دامس. ولا غيري فْ أمرْ قلبي عارف.... لإني لامس. لحظة يعوف طعامه ويزْهد الملابس. راحل.. شايل أسامي نسيتني من زمن ناموا كرهين كلامي وأسمي بيتلعن. مين فيكو يكون ضميني؟ هجُّوا.. ولُّوا هرايب. الفتفوتة ف يقيني ليها ف شعري اللي شايب. طعم الرحيل مَّررْ يا مصوراتي صوّر ما بين طلوع الروح وأول الطموح الإحباط والخيابة وتار كل الغلابة الرغبة في المواجهة والعجز عن الكتابة هيّه السُفن... وترحل والبحر حكايته هوجة. مين عاز الرحلة تسهل ما يعدش كل موجة. ما يتوهش عن ابتسامته ساعة سُكني الأنين والمينا....... المغربية بتلم المجروحين لو صدقت السفن قبل نزول الضبابة يمكن كنت اتزن واتهيأ.. للكتابة.!!!