بعد تراجعها بشدة خلال الشهور الأولى من العام الحالى، بسبب الأزمة، أظهرت العديد من الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية ارتفاعا فى الأرباح خلال الربع الثالث من العام، مع تحسن مبيعاتها، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات المحللين. فقد أظهرت نتائج أعمال شركة أوليمبيك جروب زيادة فى صافى أرباحها بنسبة 26.7% خلال الربع الثالث من العام، مقارنة بالربع الثانى، لتصل إلى 72.993 مليون جنيه. كما ارتفعت إيرادات الشركة خلال هذا الربع بنسبة 14.9%، مقارنة بالربع الذى يسبقه فى نفس العام. وفى الاتجاه ذاته، حققت شركة النساجون الشرقيون زيادة فى صافى أرباحها بنسبة 4.2% فى الربع الثالث من 2009، مقارنة بالربع الثانى، لتبلغ 76.709 مليون جنيه، إلى جانب ارتفاع إيراداتها بنسبة 14.2% فى هذا الربع، لتصل إلى 901.126 مليون جنيه، مقارنة بالربع السابق عليه. وكانت مجموعة غبور (جى بى أوتو) قد أعلنت عن ارتفاع أرباحها بنسبة 58.6% خلال الثلاثة شهور المنتهية فى سبتمبر 2009، مقارنة بالربع الثانى من نفس العام، مرجعة ذلك إلى زيادة مبيعاتها بصورة واضحة خلال هذا الربع، بعد تراجعها منذ بداية الأزمة. وجاءت نتائج أعمال هذه الشركات متوافقة مع تقديرات المحللين، الذين توقعوا زيادة إنفاق المصريين خلال الربع الثالث، ليكتسب دفعة أقوى فى الربع الأخير من العام، مدفوعا بعودة الثقة فى الاقتصاد، سواء على المستوى المحلى أو العالمى. وترى إنجى الديوانى، محللة قطاع الاستهلاك فى سى أى كابيتال للأوراق المالية، إن «معدلات الإنفاق فى السوق المحلية تحسنت بشكل ملحوظ خلال الربع الثالث»، مرجعة ذلك إلى زيادة الطلب الموسمى، فيما يتعلق بارتفاع معدلات الزواج خلال هذه الفترة، وعودة المصريين العاملين فى الخارج لقضاء إجازاتهم السنوية، بالإضافة إلى موسم قضاء الإجازات الصيفية، ودخول المدارس، «موسم الصيف بصفة عامة يشهد معدلات إنفاق مرتفعة جدا»، على حد تعبيرها. وأضافت الديوانى أن ارتفاع الطلب الموسمى كان مدفوعا بعودة الثقة إلى الاقتصاد، مع ظهور العديد من المؤشرات التى تنبئ بظهور بوادر تعافى من الأزمة، مشيرة إلى أن العديد من المصريين أجلوا قرارات شراء سيارة أو غسالة أو محمول فى فترة الأزمة. وفى هذا السياق، كانت منة الله صادق، محللة القطاع الاستهلاكى فى بلتون، قد أشارت إلى أن «المواطن المصرى كان يسيطر عليه القلق إزاء مستقبل الاقتصاد، ومن ثم كان يعيش حالة من الترقب، وهذا الأمر انعكس على إنفاقه»، على حد تعبيرها. وأرجعت صادق تأجيل الشراء إلى سببين رئيسين، أولهما فقد الثقة فى الاقتصاد، مع تردد الأخبار عن انهيار أكبر البنوك والشركات العالمية، وتسريح العديد من العمال والموظفين محليا، أو خفض الأجور إلى النصف. والسبب الثانى يتمثل فى توقع المواطنين انخفاض أسعار السلع، نتيجة الركود الذى اجتاح معظم بلاد العالم. إلا أنه مع مرور الوقت وبعد فترة من الانتظار، لم يحدث أى تراجع فى الأسعار، بل على العكس بدأت الأخبار الاقتصادية الإيجابية تتردد واحدة تلو الأخرى، وعليه بدأ المستهلكون «يستعيدون الثقة فى الاقتصاد مرة أخرى، وفى نفس الوقت فقدوا الأمل فى حدوث انخفاض فى الأسعار، وهو ما دفعهم إلى الإنفاق على السلع التى سبق أن أجلوا شراءها فى فترة الأزمة»، بحسب صادق. وقد توقعت المحللتان زيادة الإنفاق بشكل أكبر خلال الربع الأخير من العام الحالى، وهو ما سيغذى إيرادات الشركات، التى من المتوقع أن تشهد زيادة فى أرباحها بمعدلات تفوق فترة ما قبل الأزمة، أى مقارنة بالربع الأخير من العام الماضى. «نتائج جميع الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية ستكون بالتأكيد أفضل فى الثلاثة شهور الأخيرة من العام، مدفوعة بزيادة الإنفاق بشكل أكبر»، على حد تعبير الديوانى. وفى هذا السياق، أشارت صادق إلى أن الربع الأخير من العام الماضى، الذى تتم المقارنة على أساسه، كان قد شهد تراجعا فى المبيعات، مع بداية الأزمة. وبالرغم من تحقيق الشركات نتائج أفضل فى الربع الثالث من العام، مقارنة بالربع الثانى، إلا أنها لم تنجح فى الوصول إلى معدلات ما قبل الأزمة، المحققة فى الربع الثالث من العام الماضى. فقد تراجعت أرباح شركة أوليمبيك جروب فى الربع الثالث من 2009، مقارنة بنفس الربع من العام الماضى، كما شهدت شركة النساجون الشرقيون انخفاضا فى صافى أرباحها بنحو 26.6% فى الربع الثالث من العام، مقارنة بنظيره فى 2008. كما تراجعت أرباح غبور، على أساس سنوى، بنسبة 63.6% فى الربع الثالث، مقارنة بالربع ذاته من العام الماضى.