المشاعر الإنسانية فى المواقف المؤثرة لا يمكن الهروب منها أو إخفاؤها.. والمشاعر العربية - وخاصة على مستوى القادة وأتباعهم - تفجرت خلال العدوان الإسرائيلى على أرض غزة بفلسطين العربية.
فمسيرة مليونية فى اسطنبول.. وشكراً يا عرب!
وأردوغان يعلن وقف الاتصالات مع إسرائيل.. ويعتزم تجميد التعاون العسكرى معها.. ويرفض الاتهامات الرسمية العربية التى تُحَمل حركة حماس مسئولية التصعيد بقطاع غزة.. شكراً يا رسمية! والجمهور التركى يُنهى مباراة لكرة السلة قبل أن تبدأ بين فريق إسرائيلى وفريق تركى فى بطولة الاتحاد الأوروبى.. شكراً يا اتحاد!
وفتحى سرور رئيس مجلس الشعب المصرى يضع دول الاتحاد والبرلمان الأوروبى أمام مسئوليتهم التاريخية.. وقال لهم سيادته فى خطاب عاجل كتعجيل العرب بعقد قمة وزراء الخارجية.. وشديد اللهجة كشدة الكلمات العربية.. بشعوره بالدهشة لصمت البرلمان الأوروبى، وأنه كان يتوقع أن يسمع مستوى معيناً من الاستنكار أو الإدانة "أو كليهما" للعدوان الإسرائيلى.. شكراً يا عدوان ومتشكرين يا عرب.
وفنزويلا تطرد السفير الإسرائيلى.. وتقطع علاقتها مع إسرائيل.. فمتشكرين يا عرب.
والرئيس الفنزويلى شافيز يدعو لمحاكمة قادة أمريكا وإسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. ومتشكرين يا جرائم. وبوليفيا تقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل.. فمتشكرين يا دبلوماسية! والنرويج تطالب بسحب جائزة نوبل للسلام من بيريز.. فمتشكرين ياعرب وشكراً يا فضيلة الشيخ طنطاوى!
وأمريكا حبيبة العرب لم تسكت.. فأوباما الحبيب عقب سماعه مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً داخل مدرسة تابعة للأمم المتحدة فى غزة يصرح بأن فقدان المدنيين لأرواحهم فى غزة وإسرائيل يقلقه.. فمتشكرين يا أوباما!
ولن ننسى الرئيس بوش والذى أفجعته الفاجعة فنعى وزوجته لورا وابنتاه باربرا وجينا رحيل القطة السوداء إنديا فى الرابع من يناير وأنهم يشعرون بحزن عميق.. فشكراً يا أنديا!
وفى الختام مدير الوكالة الدولية لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يخاطب قادة العالم قائلاً "عليكم ألا تناموا وألا تشربوا وألا تأكلوا حتى توقفوا قتل الأبرياء فى قطاع غزة"، ووصف ما يجرى فى قطاع غزة بالجنون الذى لم يشهد له التاريخ مثيلاً.. شكراً يا جنون!